خطبة عن التوحيد والشرك

خطبة عن التوحيد والشرك

الخطبة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

مقدمة:

فإن من أعظم ما أنعم الله به على عباده هو توحيده سبحانه وتعالى، وإفراده بالعبادة، والتوحيد هو أساس الإسلام وأصل الدين، وهو أول ما دعا إليه الأنبياء والرسل عليهم السلام، وقد أمر الله تعالى عباده في كتابه الكريم بأن يوحدوه ولا يشركوا به شيئًا، فقال تعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا”، وقال تعالى: “قل هو الله أحد”، وقال تعالى: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”.

1. مفهوم التوحيد:

التوحيد لغةً يعني إفراد الشيء، وتوحيد الله تعالى يعني إفراده بالعبادة، وتنزيهه عن الشركاء والنظراء، وتوحيد الله تعالى على ثلاثة أنواع:

– توحيد الربوبية: وهو الإقرار بأن الله تعالى هو الخالق المدبر لكل شيء، وهو وحده الذي يستحق العبادة.

– توحيد الألوهية: وهو الإقرار بأن الله تعالى هو وحده الإله المستحق للعبادة، وأن العبادة لغيره شرك.

– توحيد الأسماء والصفات: وهو الإقرار بأن أسماء الله تعالى وصفاته لا يشبهها شيء من أسماء المخلوقات وصفاتهم.

2. الشرك وأنواعه:

الشرك لغةً يعني الاشتراك، والشرك في الاصطلاح هو أن يقصد العبد بعبادته غير الله تعالى، أو أن يشرك مع الله تعالى في عبادته غيره، والشرك أنواع كثيرة، منها:

– الشرك الأكبر: وهو أن يقصد العبد بعبادته غير الله تعالى، أو أن يشرك مع الله تعالى في عبادته غيره، وهذا النوع من الشرك يخرج صاحبه من الإسلام.

– الشرك الأصغر: وهو أن يفعل العبد ما فيه شبه بالشرك، مثل الرياء والغرور والكبرياء، وهذا النوع من الشرك لا يخرج صاحبه من الإسلام، ولكنه حرام ويجب اجتنابه.

– الشرك الخفي: وهو أن يدعي الإنسان أنه موحد، ولكن فعله يناقض توحيده، فهذا الذي يزعم أنه يؤمن بأن الله تعالى هو الخالق المدبر لكل شيء، ولكن يعلق قلبه بغير الله تعالى، ويلجأ إليه في الشدائد، فهو مشرك خفي.

3. أسباب الشرك:

هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الشرك، منها:

– الجهل: هو من أخطر أسباب الشرك، فالإنسان الجاهل لا يعرف عقيدة التوحيد، ولا يعرف ما هي الشرك، لذلك فهو يقع في الشرك بسهولة.

– الهوى: هو ميل النفس إلى ما تشتهيه، ومن أخطر أنواع الهوى هو الهوى الديني، وهو أن يميل الإنسان إلى الدين الذي يوافق هواه، ولو كان هذا الدين شركًا.

– الخوف: هو الشعور بالخوف من شيء ما، وقد يدفع الخوف الإنسان إلى الشرك، مثل أن يخاف الإنسان من مرض أو فقر أو موت، فيلجأ إلى الشرك ليحمي نفسه من هذه المخاطر.

4. آثار الشرك:

للشرك آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، منها:

– الشرك يفسد العقيدة، ويجعل الإنسان منكوس القلب، لا يعرف الحق من الباطل.

– الشرك يفسد الأخلاق، ويجعل الإنسان ضعيف الشخصية، لا يقدر على تحمل المسؤولية.

– الشرك يفسد المجتمع، ويجعله مجتمعًا ضعيفًا، لا ينهض ولا يتقدم.

5. أركان التوحيد:

أركان التوحيد ثلاثة:

– ركن العلم: وهو أن يعرف الإنسان أن الله تعالى هو الخالق المدبر لكل شيء، وهو وحده الإله المستحق للعبادة.

– ركن الإقرار: وهو أن يقر الإنسان بأن الله تعالى هو الخالق المدبر لكل شيء، وهو وحده الإله المستحق للعبادة.

– ركن العمل: وهو أن يعبد الإنسان الله تعالى وحده، وأن يجتنب الشرك الأكبر والأصغر.

6. أهمية التوحيد:

للتوحيد أهمية كبيرة في حياة الإنسان، منها:

– التوحيد يمنح الإنسان السعادة والطمأنينة، لأن الإنسان الموحد يعلم أنه يتعبد لله تعالى وحده، وأن الله تعالى هو وحده القادر على أن ينفع ويضر.

– التوحيد يقوي شخصية الإنسان، ويجعله قادرًا على تحمل المسؤولية، لأن الإنسان الموحد يعلم أنه مسؤول أمام الله تعالى عن كل ما يفعله أو يقوله.

– التوحيد يجعل الإنسان قويًا في مواجهة الصعوبات، لأن الإنسان الموحد يعلم أن الله تعالى معه، وأن الله تعالى هو الذي ينصره على أعدائه.

7. سبل تحصين التوحيد:

هناك سبل كثيرة لتحصين التوحيد، منها:

– العلم: وهو أن يتعلم الإنسان عقيدة التوحيد، وأن يعرف ما هي الشرك، وأن يبتعد عن كل ما فيه شبه بالشرك.

– العمل: وهو أن يعبد الإنسان الله تعالى وحده، وأن يجتنب الشرك الأكبر والأصغر.

– الدعوة: وهو أن يدعو الإنسان الناس إلى توحيد الله تعالى، وأن ينشر عقيدة التوحيد بين الناس.

الخلاصة:

إن التوحيد هو أساس الإسلام وأصل الدين، وهو أول ما دعا إليه الأنبياء والرسل عليهم السلام، وقد أمر الله تعالى عباده في كتابه الكريم بأن يوحدوه ولا يشركوا به شيئًا، والت

أضف تعليق