خطبة عن احوال الفرج والشدة

خطبة عن احوال الفرج والشدة

الخطبة عن أحوال الفرج والشدة

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإنَّ من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده أن جعل لهم الفرج بعد الشدة، والبشرى بعد الحزن، واليسر بعد العسر، وهذا من رحمته تعالى وفضله، ولقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة العديد من الآيات والأحاديث التي تبشر بالفرج بعد الشدة، وتحث المؤمنين على الصبر والتحمل في أوقات الشدة والضيق.

أولاً: الفرج بعد الشدة سنة الله في خلقه

1. قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5-6].

2. وقال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الطلاق: 7].

3. وقال صلى الله عليه وسلم: “واعلم أن مع العسر يسرا” [رواه البخاري ومسلم].

ثانياً: الشدة سبب لرفع الدرجات

1. قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

2. وقال صلى الله عليه وسلم: “من ابتلي من أمتي بمصيبة فصبر عليها، كتب الله له الجنة” [رواه الترمذي].

3. وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب الصابرين” [رواه البخاري ومسلم].

ثالثاً: الشدة من علامات محبة الله للعبد

1. قال تعالى: {يُحِبُّكُمْ وَيَغْفِرُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31].

2. وقال صلى الله عليه وسلم: “من أحب الله أحبه الله” [رواه البخاري ومسلم].

3. وقال صلى الله عليه وسلم: “إذا أحب الله عبدا ابتلاه” [رواه الترمذي].

رابعاً: الشدة فرصة للتوبة والرجوع إلى الله

1. قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} [الزمر: 54].

2. وقال صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” [رواه ابن ماجه].

3. وقال صلى الله عليه وسلم: “عودوا إلى الله عز وجل يقبل التوبة عنكم” [رواه الترمذي].

خامساً: الشدة سبب للدعاء والتقرب إلى الله

1. قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 49].

2. وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [رواه الترمذي].

3. وقال صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا استجابها الله له، إما أن يعجلها له في الدنيا، وإما أن يدخرها له في الآخرة” [رواه الترمذي].

سادساً: الشدة سبب لزيادة الإيمان

1. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

2. وقال صلى الله عليه وسلم: “الإيمان يزيد وينقص” [رواه أحمد].

3. وقال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن كالزرع، يرويه المطر والريح، يشبع مرة ويجوع أخرى، ومثل الكافر كالخشبة اليابسة، لا يزيدها المطر والريح إلا يبسًا” [رواه الترمذي].

سابعاً: الشدة اختبار من الله لعباده

1. قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35].

2. وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يبتلي إلا من يحب” [رواه الترمذي].

3. وقال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن كالذهب، يمرض وينقص ويزداد” [رواه أحمد].

الخاتمة

وفي الختام، فإنَّ الشدة والفرج من الأمور التي لا مفر منها في هذه الحياة الدنيا، وقد جعل الله تعالى لكل شدة فرجًا، ولكل ضيق مخرجًا، فمن صبر واحتسب عند الشدة، فإنَّ الفرج قادم لا محالة، ومن دعا وتقرب إلى الله في الشدة، فإن الله تعالى سيستجيب دعاءه ويلطف به ويرحمه، ومن زاد إيمانه بالله في الشدة، فإنَّ الله تعالى سيزيده إيمانًا ويقينًا، فاللهم ارزقنا الصبر والاحتساب عند الشدة، وارزقنا الفرج العاجل يا كريم يا رحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *