خطبة عن الإحسان إلى الجار

خطبة عن الإحسان إلى الجار

مقدمة

الإحسان إلى الجار من أهم الأخلاق الإسلامية، بل ومن أهم الأخلاق الإنسانية على الإطلاق، وهو من الواجبات التي حث عليها الإسلام وحث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تحث على الإحسان إلى الجار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره” (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” (رواه البخاري ومسلم).

فضائل الإحسان إلى الجار

الإحسان إلى الجار له العديد من الفضائل والمنافع، منها:

صلاح المجتمع: فالإحسان إلى الجار يقود إلى الترابط والتراحم بين أفراد المجتمع، وهذا يؤدي إلى صلاح المجتمع واستقراره.

زيادة الرزق: فالإحسان إلى الجار من أسباب زيادة الرزق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من حسن جواره زيد في رزقه” (رواه الطبراني والحاكم وقال حديث حسن).

رضا الله عز وجل: فالإحسان إلى الجار من الأعمال الصالحة التي يحبها الله عز وجل ويرضى عنها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله يقول: يا عبادي، خلقتكم من نفس واحدة وجعلتكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عندي أتقاكم، وإن الجار من جاور الجار وحلله وأزاله” (رواه الطبراني والحاكم وقال حديث حسن).

صور الإحسان إلى الجار

هناك العديد من صور الإحسان إلى الجار، منها:

حسن المعاملة: فالجار يجب أن يحسن معاملة جاره، وأن يعامله كما يحب أن يعامله جاره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه” (رواه البخاري ومسلم).

مساعدة الجار: فالجار يجب أن يساعد جاره عندما يحتاج إلى المساعدة، سواء كانت مساعدة مادية أو معنوية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” (رواه مسلم).

عيادة الجار: فالجار يجب أن يعود جاره عندما يمرض، وأن يسأل عن أحواله وصحته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من عاد مريضا شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي، فإن مات عادوه في قبره حتى يبعث” (رواه ابن ماجه والحاكم وقال حديث صحيح).

الإحسان إلى الجار غير المسلم

الإحسان إلى الجار غير المسلم واجب على المسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من آذى ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله” (رواه ابن ماجه والحاكم وقال حديث صحيح).

كيفية الإحسان إلى الجار

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الإحسان إلى الجار، منها:

السلام على الجار: فمن السنة أن يسلم المسلم على جاره عندما يلقاه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا لقيت من تعرف ومن لا تعرف فسلّم” (رواه مسلم).

الإهداء إلى الجار: فمن السنة أن يهدي المسلم إلى جاره، ولو بشيء قليل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تهادوا تحابوا” (رواه البخاري ومسلم).

التعاون مع الجار: فالجار يجب أن يتعاون مع جاره في أمور الحياة المختلفة، سواء كانت أمور مادية أو معنوية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” (رواه البخاري ومسلم).

الوصية بالإحسان إلى الجار

وقد أوصى الإسلام بالإحسان إلى الجار، وجعله من أهم الواجبات التي يجب على المسلم أن يقوم بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” (رواه البخاري ومسلم).

الخاتمة

الإحسان إلى الجار من أهم الأخلاق الإسلامية، ومن أهم الأخلاق الإنسانية على الإطلاق، وهو واجب على كل مسلم، وقد حث عليه الإسلام وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإحسان إلى الجار له العديد من الفضائل والمنافع، منها: صلاح المجتمع، وزيادة الرزق، ورضا الله عز وجل.

أضف تعليق