خطبة عن أذية الجار

خطبة عن أذية الجار

الخطبة: أذى الجار

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فإن الجار هو من أقرب الناس إلينا، وهو من حُسن معاملته حُسن معاملة الله تعالى، ومن إساءة معاملته إساءة معاملة الله تعالى، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة الجار، فقال: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره”، وقال: “خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره”.

الفقرة الأولى: أهمية حسن معاملة الجار:

1. حسن معاملة الجار من علامات الإيمان: فمن يؤمن بالله واليوم الآخر لا يؤذ جاره، بل يحسن معاملته ويحافظ على حقوقه.

2. حسن معاملة الجار من أسباب النجاة في الآخرة: فمن أحسن إلى جاره نجا من عذاب النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن ينجيه الله من النار ويدخله الجنة فليحسن إلى جاره”.

3. حسن معاملة الجار من أسباب الرزق والبركة: فمن أحسن إلى جاره، وسع الله له في رزقه وبارك له فيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى جاره، وسع الله له في رزقه وبارك له فيه”.

الفقرة الثانية: صور إساءة معاملة الجار:

1. إلقاء الأوساخ والقمامة أمام منزل الجار: فهذا من أبسط صور الإساءة إلى الجار، وقد يؤدي إلى إنتشار الأمراض والحشرات الضارة.

2. إزعاج الجار بالصراخ والضوضاء: فهذا من الأمور التي تؤذي الجار وتسبب له الضيق والإزعاج، وقد يؤدي إلى حدوث المشاكل بين الجيران.

3. التعدي على ممتلكات الجار: فهذا من الأمور المحرمة شرعًا، وقد يؤدي إلى حدوث خسائر مادية جسيمة للجار.

الفقرة الثالثة: حكم أذى الجار:

1. أذى الجار من الكبائر: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من آذى جاره”.

2. أذى الجار من أسباب دخول النار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من آذى جاره النار مصيره”.

3. أذى الجار من أسباب اللعن: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من آذى جاره”.

الفقرة الرابعة: آداب معاملة الجار:

1. السلام على الجار: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا لقيت جارك فسلِّم عليه”.

2. إهداء الجار: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هدية الرجل إلى الرجل تذهب الشر كما يطفئ الماء النار”.

3. إكرام الجار: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكرموا جيرانكم فإنهم عباد الله وأهل حوائجكم”.

الفقرة الخامسة: حقوق الجار:

1. حق الجار في الأمان: فلا يجوز الاعتداء على الجار في نفسه أو ماله أو عرضه.

2. حق الجار في الستر: فلا يجوز التجسس على الجار أو إفشاء أسراره.

3. حق الجار في المعونة: فلا يجوز التخلي عن الجار وقت حاجته، بل يجب مساعدته وإعانته.

الفقرة السادسة: فضائل حسن معاملة الجار:

1. حسن معاملة الجار سبب لمحبة الله تعالى: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يحبه الله فليحب جيرانه”.

2. حسن معاملة الجار سبب لدخول الجنة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى جاره دخل الجنة”.

3. حسن معاملة الجار سبب لزيادة الرزق والبركة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى جاره وسع الله له في رزقه وبارك له فيه”.

الفقرة السابعة: قصص وعبر من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في حسن معاملة الجار:

1. قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع جاره اليهودي: فقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جار يهودي، وكان هذا اليهودي يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا، ويلقي القاذورات على بابه، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبر على أذاه ولا يرده بالإساءة، بل كان يحسن إليه ويصله بالهدايا.

2. قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع جاره الأعرابي: فقد جاء أعرابي إلى المدينة المنورة وسكن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الأعرابي جاهلاً لا يعرف آداب الجوار، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأغنامه، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحمل أذاه ولا يرده بالإساءة، بل كان يعلمه آداب الجوار ويدعوه إلى الإسلام.

3. قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع جاره الفقير: فقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جار فقير، وكان هذا الفقير كثيرًا ما يلجأ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقرض منه المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرضه المال ولا يطالبه بردها، بل كان يقول له: “إذا أيسرت فأدِّ وإلا فإلى ميسرة”.

الخاتمة:

فيا عباد الله، إن الجار له حق علينا، وحسن معاملته واجب علينا شرعًا وأخلاقًا، فاحرصوا على إكرام جيرانكم وإحسانهم إليهم، ولا تؤذوهم بقول أو فعل، فمن أحسن إلى جاره أحسن إليه الله تعالى، ومن أساء إلى جاره أساء إليه الله تعالى.

أضف تعليق