خطبة عن الانفاق

خطبة عن الانفاق

الخطبة: الإنفاق

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن الإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، وهو من أعظم أبواب البر والإحسان، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على الإنفاق في وجوه الخير، قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274].

أولاً: فضل الإنفاق في سبيل الله:

1. الإنفاق في سبيل الله سبب لدخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة ضعف” [البخاري ومسلم].

2. الإنفاق في سبيل الله سبب لزيادة الرزق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة” [البخاري ومسلم].

3. الإنفاق في سبيل الله سبب لحصول البركة في المال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تزيد في المال، وتدفع عنه العين” [البخاري ومسلم].

ثانيًا: أنواع الإنفاق في سبيل الله:

1. الصدقة: وهي إعطاء المال أو الطعام أو أي شيء آخر لمن يحتاجه، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى” [البخاري ومسلم].

2. الزكاة: وهي فريضة واجبة على كل مسلم قادر، وتقدر بنسبة 2.5% من المال أو العروض التجارية، قال الله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43].

3. الوقف: وهو حبس مال أو عقار أو حق من حقوق الملكية على جهة من جهات الخير، على أن ينتفع بغلة ذلك الوقف المحبوسون عليهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” [مسلم].

ثالثًا: شروط الإنفاق في سبيل الله:

1. أن يكون الإنفاق لله وحده، لا يبتغي به المتبرع إلا وجه الله تعالى، قال الله تعالى: {مَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ فَلِلَّهِ} [التغابن: 38].

2. أن يكون الإنفاق من مال حلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صدقة من غلول” [البخاري ومسلم].

3. أن يكون الإنفاق عن طيب نفس، لا عن إكراه أو تردد، قال الله تعالى: {لَّا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

رابعًا: آداب الإنفاق في سبيل الله:

1. الإنفاق باليمين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا تصدق أحدكم فليخفها بيمينه، ولا يعلم شماله ما تنفق يمينه” [البخاري ومسلم].

2. الإنفاق سراً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة سرًا” [البخاري ومسلم].

3. الإنفاق بالبشر واللين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، والوجه الحسن صدقة، وخلق الرجل الحسن صدقة” [البخاري ومسلم].

خامسًا: ثمار الإنفاق في سبيل الله:

1. محبة الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يحب المنفقين” [البخاري ومسلم].

2. دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم ينفق نفقة في سبيل الله إلا كان له بها عند الله صدقة مضاعفة” [البخاري ومسلم].

3. شفاعة المال يوم القيامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مالك يوم الدين، أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا ملجأ منك إلا إليك” [البخاري ومسلم].

سادسًا: قصص عن الإنفاق في سبيل الله:

1. قصة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: فقد كان أول من أنفق في سبيل الله، حيث تصدق بنصف ماله على المسلمين المهاجرين إلى المدينة المنورة.

2. قصة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: فقد تصدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبئر التي كانت تسمى رومة، والتي كانت تدر مالاً كثيرًا.

3. قصة سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: فقد تصدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة آلاف دينار، وكان ذلك ثلث ماله.

سابعًا: الخاتمة:

إن الإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، وهو من أعظم أبواب البر والإحسان، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على الإنفاق في وجوه الخير، ووعد المنفقين بالأجر العظيم والثواب الجزيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *