خطبة عن التفكر

No images found for خطبة عن التفكر

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن التفكر من أهم العبادات التي أمرنا الله بها، وهو من أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فبالفكر ينتفع المرء بعقله وينير بصيرته ويصل إلى الحكمة والمعرفة، وبالفكر يتدبر الإنسان في خلق الله فيزداد إيمانه ويقينه، وبالفكر يستطيع الإنسان أن يحل مشكلاته ويصل إلى أهدافه، ولذلك فإن التفكر من أهم العبادات التي يجب أن نحرص عليها.

أولاً: التفكر في خلق الله:

إن التفكر في خلق الله من أهم أسباب زيادة الإيمان، فكلما تأمل الإنسان في خلق السماوات والأرض وما فيهما من عجائب وغرائب ازداد إيمانه بالله تعالى، فكما قال الله تعالى: “وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون”، فكل شيء في هذا الكون يدل على وجود الله وعظمته وقدرته، فمن تأمل في خلق السماوات والأرض وما فيهما من عجائب وغرائب ازداد إيمانه بالله تعالى، ومن تأمل في خلقه نفسه وما فيها من دقائق وصنع رائع ازداد يقينه بالله تعالى.

ثانياً: التفكر في نعم الله:

إن التفكر في نعم الله من أهم أسباب الشكر، فكلما تأمل الإنسان في نعم الله عليه ازداد شكره لله تعالى، فكما قال الله تعالى: “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها”، فنعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، فمن تأمل في نعم الله عليه من صحة وعافية ورزق وأمن واستقرار وأسرة وأصدقاء وغير ذلك من النعم، ازداد شكره لله تعالى، ومن شكر لله تعالى زاد الله تعالى من نعمه عليه.

ثالثاً: التفكر في الموت:

إن التفكر في الموت من أهم أسباب الزهد في الدنيا، فكلما تأمل الإنسان في الموت وسرعة زوال الدنيا زهد فيها وحرص على الآخرة، فكما قال الله تعالى: “كل نفس ذائقة الموت”، فالموت حق لا مفر منه، وهو قادم لا محالة، فمن تأمل في الموت وسرعة زوال الدنيا زهد فيها وحرص على الآخرة، ومن زهد في الدنيا وحرص على الآخرة نجا من عذاب النار وفاز برضوان الله تعالى.

رابعاً: التفكر في الآخرة:

إن التفكر في الآخرة من أهم أسباب العمل الصالح، فكلما تأمل الإنسان في نعيم الجنة وعذاب النار ازداد حرصه على العمل الصالح، فكما قال الله تعالى: “من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها”، فمن عمل صالحاً في الدنيا نال جزاءه في الآخرة، ومن أساء في الدنيا نال جزاءه في الآخرة، فمن تأمل في نعيم الجنة وعذاب النار ازداد حرصه على العمل الصالح، ومن حرص على العمل الصالح نال رضا الله تعالى وفاز بالجنة.

خامساً: التفكر في القرآن الكريم:

إن التفكر في القرآن الكريم من أهم أسباب زيادة الإيمان والمعرفة، فكلما تأمل الإنسان في القرآن الكريم ازداد إيمانه بالله تعالى ومعرفته به، فكما قال الله تعالى: “كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب”، فالقرآن الكريم كتاب مبارك أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليتدبره الناس ويستخرجوا منه العبر والدروس، فمن تأمل في القرآن الكريم ازداد إيمانه بالله تعالى ومعرفته به، ومن زاد إيمانه ومعرفته بالله تعالى زاد تقواه وعمله الصالح.

سادساً: التفكر في السنة النبوية:

إن التفكر في السنة النبوية من أهم أسباب زيادة الإيمان والمعرفة، فكلما تأمل الإنسان في السنة النبوية ازداد إيمانه بالله تعالى ومعرفته به، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدهما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي”، فالسنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وهي بيان وتفسير للقرآن الكريم، فمن تأمل في السنة النبوية ازداد إيمانه بالله تعالى ومعرفته به، ومن زاد إيمانه ومعرفته بالله تعالى زاد تقواه وعمله الصالح.

سابعاً: التفكر في محاسبة النفس:

إن التفكر في محاسبة النفس من أهم أسباب الإصلاح والتزكية، فكلما تأمل الإنسان في نفسه محاسبًا لها على أعمالها وأقوالها ازداد إصلاحه وتزكيته، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا”، فمحاسبة النفس هي من أفضل العبادات التي يجب أن يحرص عليها كل مسلم، فمن حاسب نفسه على أعمالها وأقوالها ازداد إصلاحه وتزكيته، ومن زاد إصلاحه وتزكيته زاد تقواه وعمله الصالح.

الخاتمة:

إن التفكر من أهم العبادات التي أمرنا الله بها، وهو من أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فبالفكر ينتفع المرء بعقله وينير بصيرته ويصل إلى الحكمة والمعرفة، وبالفكر يتدبر الإنسان في خلق الله فيزداد إيمانه ويقينه، وبالفكر يستطيع الإنسان أن يحل مشكلاته ويصل إلى أهدافه، ولذلك فإن التفكر من أهم العبادات التي يجب أن نحرص عليها.

أضف تعليق