الخطبة: الثبات على الحق
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم المالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فإن الثبات على الحق من أعظم خصال المؤمنين، وهو دليل على صدق الإيمان ورسوخ العقيدة، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على التمسك بالحق والدفاع عنه مهما كانت الظروف، قال تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42].
1. الثبات على الحق في العقيدة:
– الثبات على الحق في العقيدة هو الأساس الذي تقوم عليه جميع الأعمال الصالحة، فمن لم يكن صحيح العقيدة فلن تكون أعماله مقبولة عند الله تعالى.
– هناك العديد من الأمور التي تساعد على الثبات على الحق في العقيدة، منها: دراسة العلوم الشرعية وفهمها، ومجالسة العلماء والصلحاء، والمداومة على تلاوة القرآن الكريم والذكر والدعاء.
– يجب أن نكون حذرين من الشبهات والافتراءات التي يثيرها أعداء الإسلام، وأن نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن لا ننجرف وراء الفتن والفرق الضالة.
2. الثبات على الحق في القول والعمل:
– الثبات على الحق في القول هو التمسك بالصدق والأمانة، وعدم التزوير أو الكذب أو النفاق.
– الثبات على الحق في العمل هو القيام بالواجبات الدينية والاجتماعية على أكمل وجه، وعدم التهاون فيها أو التقصير في أدائها.
– يجب أن نكون صادقين في أقوالنا وأفعالنا، وأن لا نتبع أهواءنا أو شهواتنا، وأن نكون على استعداد للتضحية بأنفسنا وأموالنا في سبيل الحق.
3. الثبات على الحق في الشدائد والمحن:
– الشدائد والمحن هي اختبار من الله تعالى لعباده، ليميز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان.
– الثبات على الحق في الشدائد والمحن هو دليل على قوة الإيمان وصدق التوكل على الله تعالى.
– يجب أن لا نستسلم لليأس أو القنوط عند مواجهة الشدائد والمحن، بل يجب أن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال، وأن نتوكل عليه، ونصبر حتى يفرج عنا.
4. الثبات على الحق في وجه الظالمين:
– الظلم من أشد المحرمات، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه الكريم، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30].
– الثبات على الحق في وجه الظالمين هو من أعظم الجهاد في سبيل الله تعالى.
– يجب أن لا نخشى الظالمين ولا نتذلل لهم، بل يجب أن نتصدى لهم بالحق، وأن ندافع عن أنفسنا وأعراضنا وأموالنا.
5. الثبات على الحق في مواجهة الباطل:
– الباطل هو كل ما يخالف الحق، وهو شر محض لا خير فيه.
– الثبات على الحق في مواجهة الباطل هو من أعظم الفرائض الدينية، وهو واجب على كل مسلم ومسلمة.
– يجب أن لا نرضى بالباطل أو نسكت عنه، بل يجب أن نبين الحق ونوضح بطلان الباطل، وأن ندعو الناس إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة.
6. الثبات على الحق في الجهاد:
– الجهاد في سبيل الله تعالى من أعظم العبادات، وهو فريضة على كل مسلم قادر عليه.
– الثبات على الحق في الجهاد هو من أعظم أنواع الشهادة، وهو سبب لدخول الجنة.
– يجب أن لا نخشى الموت في سبيل الله تعالى، بل يجب أن نستشهد فداء لديننا ووطننا.
7. الثبات على الحق حتى النهاية:
– الثبات على الحق حتى النهاية هو من أعظم الصفات التي يتحلى بها المؤمنون.
– الثبات على الحق حتى النهاية هو سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله تعالى.
– يجب أن لا نتخلى عن الحق أبدًا، مهما كانت الظروف، ومهما كانت التحديات، ومهما كانت التضحيات.
الخاتمة:
الثبات على الحق هو من أعظم خصال المؤمنين، وهو دليل على صدق الإيمان ورسوخ العقيدة، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على التمسك بالحق والدفاع عنه مهما كانت الظروف، قال تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42]. فلنثبت على الحق حتى النهاية، ولنكن من الذين قال الله تعالى فيهم: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].