خطبة عن الحلال والحرام مكتوبه

خطبة عن الحلال والحرام مكتوبه

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية تحقيق مصلحة العباد في الدنيا والآخرة، وذلك من خلال بيان ما يحل لهم وما يحرم عليهم، وقد جعل الله تعالى في كل شيء حلالا وحراما، ليمتحن عباده ويبلوهم، فمن اتبع أمره وانتصر على هواه فاز بالجنة، ومن عصاه واتبع شهواته خسر الدنيا والآخرة.

1. مفهوم الحلال والحرام:

الحلال لغة: ضد الحرام، وهو ما أباحه الله تعالى لعباده بقوله أو فعله أو تقريره، والحرام لغة: ضد الحلال، وهو ما نهى الله تعالى عباده عنه بقوله أو فعله أو تقريره.

شرعا: الحلال هو ما أثبت الشارع جوازه على جهة الاستقرار، والحرام هو ما أثبت الشارع منعه على جهة الاستقرار.

2. أنواع الحلال والحرام:

للحلال والحرام أنواع كثيرة، منها:

– حلال ذاتي: وهو ما أباحه الله تعالى لذاته، كالأكل والشرب والنكاح.

– حلال عرضي: وهو ما أباحه الله تعالى لغيره، كبيع المباحات.

– حرام ذاتي: وهو ما حرمه الله تعالى لذاته، كالكفر والقتل والزنا.

– حرام عرضي: وهو ما حرمه الله تعالى لغيره، كأكل الميتة والدم ولحم الخنزير.

3. أهمية التمييز بين الحلال والحرام:

إن التمييز بين الحلال والحرام من أهم الأمور التي يجب على المسلم معرفتها، وذلك لأنه من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ولأنه يترتب عليه ثواب أو عقاب، فمن فعل الحلال له الأجر والثواب، ومن فعل الحرام عليه الإثم والعقاب.

4. الضوابط الشرعية التي تحدد الحلال والحرام:

لقد حدد الشارع الحكيم ضوابط شرعية لمعرفة الحلال والحرام، منها:

– الكتاب والسنة: وهما المصدران الرئيسيان للتشريع الإسلامي، وفيهما بيان ما يحل وما يحرم.

– الإجماع: وهو اتفاق العلماء المجتهدين في عصر واحد على حكم شرعي.

– القياس: وهو إلحاق أمر غير منصوص عليه بأمر منصوص عليه، بشرط اشتمالهما على علة مشتركة.

– الاستصحاب: وهو بقاء الحكم السابق على الشيء حتى يتبين تغيره.

5. العوامل التي تؤثر على معرفة الحلال والحرام:

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على معرفة الحلال والحرام، منها:

– العلم والمعرفة: فكلما كان المسلم أكثر علما ومعرفة بالدين، كلما كان أكثر قدرة على معرفة الحلال والحرام.

– التقوى والإيمان: فكلما كان المسلم أكثر تقوى وإيمانا، كلما كان أكثر حرصا على اجتناب الحرام والالتزام بالحلال.

– البيئة والمجتمع: فكلما كانت البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه المسلم أكثر صلاحا، كلما كان أكثر قدرة على معرفة الحلال والحرام.

6. الآثار المترتبة على مخالفة الحلال والحرام:

إن مخالفة الحلال والحرام لها آثار سيئة على الفرد والمجتمع، منها:

– غضب الله تعالى وعقابه: فمن فعل الحرام فقد عصى الله تعالى واستحق غضبه وعقابه في الدنيا والآخرة.

– فساد الفرد والمجتمع: فمخالفة الحرام تؤدي إلى فساد الأخلاق وانتشار الرذائل، مما يؤدي إلى فساد الفرد والمجتمع.

– الحرمان من دخول الجنة: فمن مات وهو مصر على مخالفة الحرام، حرم من دخول الجنة.

7. الحث على التزام الحلال والحذر من الحرام:

لقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على التزام الحلال والحذر من الحرام، فقال تعالى: (وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام).

الخاتمة:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وأتم علينا نعمته، وأسأله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين والعلم بالحلال والحرام، وأن يجعلنا من المتقين الذين يلتزمون الحلال ويحذرون من الحرام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق