خطبة عن حديث الحلال بين والحرام بين

خطبة عن حديث الحلال بين والحرام بين

الخطبة: الحلال والحرام

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن من أهم ما يجب على المسلم معرفته هو التمييز بين الحلال والحرام، فإن هذا التمييز هو أساس العبادة، وهو السبيل إلى النجاة، وقد قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) وقال تعالى: (وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنة نبيه”.

أولاً: مفهوم الحلال والحرام:

الحلال هو كل ما أباحه الله تعالى لعباده من أقوال وأفعال وأطعمة وأشربة وغير ذلك.

الحرام هو كل ما نهى الله تعالى عنه عباده من أقوال وأفعال وأطعمة وأشربة وغير ذلك.

ثانياً: أهمية معرفة الحلال والحرام:

معرفة الحلال والحرام من أهم أمور الدين، لأنها تمكن المسلم من أداء العبادات على الوجه الصحيح، وتجنب المحرمات، والوقوع في المعاصي.

معرفة الحلال والحرام تجعل المسلم قادراً على حماية نفسه من الوقوع في الفتن والشبهات، لأن من عرف الحلال والحرام عرف حدود الله تعالى، وبالتالي عرف ما يجب عليه وما يحرم عليه.

معرفة الحلال والحرام تجعل المسلم قادراً على الدعوة إلى الله تعالى، لأن من عرف الحلال والحرام عرف الحق والباطل، وبالتالي عرف كيف يدعو الناس إلى الحق، وكيف يحذرهم من الباطل.

ثالثاً: مصادر معرفة الحلال والحرام:

القرآن الكريم: هو المصدر الأول لمعرفة الحلال والحرام، وفيه بيان واضح لما أباحه الله تعالى لعباده وما حرمه عليهم.

السنة النبوية: هي المصدر الثاني لمعرفة الحلال والحرام، ففيها بيان وتوضيح لما جاء في القرآن الكريم من أحكام شرعية، وفيها بيان لبعض الأحكام التي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم.

إجماع العلماء: هو المصدر الثالث لمعرفة الحلال والحرام، وهو اتفاق جميع علماء المسلمين على حكم شرعي معين، فإذا أجمع العلماء على حكم معين، فهو حكم شرعي واجب الاتباع.

القياس: هو المصدر الرابع لمعرفة الحلال والحرام، وهو استنباط حكم شرعي لحادثة لم يرد حكمها في القرآن الكريم أو السنة النبوية أو إجماع العلماء، وذلك على أساس مشابهة هذه الحادثة لحادثة أخرى ورد حكمها في أحد المصادر السابقة.

رابعاً: أقسام الحلال والحرام:

الحلال والحرام ينقسم إلى قسمين:

أحكام قطعية: وهي الأحكام التي ورد دليلها قطعي الثبوت قطعي الدلالة، مثل تحريم الزنا والسرقة وشرب الخمر، فهذه أحكام قطعية الثبوت لأنها وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي قطعية الدلالة لأنها واضحة لا تحتمل أي تأويل.

أحكام ظنية: وهي الأحكام التي ورد دليلها ظني الثبوت أو ظني الدلالة، مثل تحريم بعض الأطعمة والأشربة، فهذه أحكام ظنية الثبوت لأنها وردت في أحاديث آحاد، وهي ظنية الدلالة لأنها تحتمل بعض التأويل.

خامساً: الحكمة من تحريم بعض الأشياء:

الحكمة من تحريم بعض الأشياء هي حفظ مصالح العباد في الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى: (وما حرم عليكم إلا ما كان مسرفاً) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لم يحرم شيئاً إلا وقد حرم ما هو شر منه”.

فمثلاً: حرم الله تعالى الزنا لأنه سبب لانتشار الفاحشة وفساد المجتمع، وحرم الخمر لأنه يذهب العقل ويؤدي إلى ضياع المال والوقت، وحرم السرقة لأنها اعتداء على حق الغير، وحرم أكل لحم الخنزير لأنه نجس ضار بالصحة.

سادساً: عقوبة من ارتكب الحرام:

من ارتكب الحرام استحق العقاب في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا قد يُعاقب بالسجن أو الجلد أو الغرامة أو غير ذلك من العقوبات، وفي الآخرة يُعاقب بالنار والعذاب الشديد، وقد قال الله تعالى: (إن الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وقال تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل جسد نبت من حرام فالنار أولى به”.

سابعاً: الخاتمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فقد تبين لنا من خلال هذه الخطبة أهمية معرفة الحلال والحرام، وأن الحلال والحرام ينقسم إلى قسمين: أحكام قطعية وأحكام ظنية، وأن الحكمة من تحريم بعض الأشياء هي حفظ مصالح العباد في الدنيا والآخرة، وأن من ارتكب الحرام استحق العقاب في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لمعرفة الحلال والحرام، وأن يجنبنا الوقوع في الحرام، وأن يرزقنا اتباع الحلال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أضف تعليق