خطبة عن الزهد

خطبة عن الزهد

الخطبة عن الزهد

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد..

فالزهد في الدنيا هو ترك الإنسان لشهواتها وملذاتها، وعدم رغبته فيها، والانقطاع إلى الله تعالى والعبادة له وحده. والزهد هو خلق محمود، أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وحث عليه، وهو من صفات المؤمنين المتقين.

الزهد في الدنيا من سمات المؤمنين:

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالزهد في الدنيا، فقال: “الدُّنيا متاع، وخير متاع الدُّنيا المرأة الصالحة”، وقال: “من زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها، ومن رغب فيها عظمت عليه بليتها”، وقال: “ما للدنيا عند الله من قدر جناح بعوضة”.

الزهد يجعل الإنسان حراً:

فالزهد في الدنيا يجعل الإنسان حراً طليقاً، لا يخشى شيئاً ولا يرجو أحداً إلا الله تعالى. والزاهد في الدنيا لا يبالي بفقدها أو حصولها، لأنه يعلم أنها دار فانية لا بقاء فيها.

الزهد يسهل الطريق إلى الجنة:

والزهد يسهل على الإنسان طريقه إلى الجنة، فالمؤمن الزاهد لا يلهيه شيء عن طاعة الله تعالى، ولا يشغله شيء عن عبادة ربه، ولا يبتغي في عمله إلا وجه الله تعالى.

الزهد في الدنيا يجعلك قانعًا:

فالمؤمن الزاهد لا يطمع في كثير من متاع الدنيا، ولا يحزن لفقدها، بل يقنع بما قسم الله تعالى له، ويرضى بما رزقه ربه، ويشكر الله تعالى على نعمه، ويحمد الله تعالى على آلائه.

الزهد في الدنيا يجعلك متواضعًا:

فالمؤمن الزاهد لا يتكبر على الناس، ولا يرى نفسه أفضل من غيره، بل يرى نفسه أقل الناس قدراً وأحقرهم منزلة، ويتواضع للناس، ويحبهم في الله تعالى.

الزهد في الدنيا يجعلك صبوراً:

فالمؤمن الزاهد لا يتذمر من مصائب الدنيا وابتلاءاتها، ولا يسخط على قدر الله تعالى، بل يصبر على ما يصيبه من شدائد ومصائب، ويحتسب ذلك عند الله تعالى.

الزهد في الدنيا يجعلك محبوباً:

فالمؤمن الزاهد يحبه الناس ويجلونه، ويحبونه في الله تعالى، لأنهم يرون فيه الصدق والخشية والإخلاص لله تعالى، ويرون فيه الزهد في الدنيا والحرص على الآخرة.

الزهد في الدنيا يجعلك عفيفاً:

فالمؤمن الزاهد عفيف النفس، لا يشتهي حراماً، ولا ينظر إلى ما حرم الله تعالى عليه، ولا يقع في الفواحش والمنكرات، بل يحفظ نفسه ويصونها عما حرم الله تعالى.

الزهد في الدنيا يجعلك شكوراً:

فالمؤمن الزاهد شاكر لله تعالى على نعمه، ويحمد الله تعالى على آلائه، ولا يكفر نعم الله تعالى عليه، بل يشكر الله تعالى على كل حال، ويحمد الله تعالى في السراء والضراء.

الزهد في الدنيا يجعلك خائفاً من الله:

فالمؤمن الزاهد خائف من الله تعالى، ويخشى الله تعالى في كل أفعاله وأقواله، ولا يأتي ما يغضب الله تعالى عليه، ولا يترك ما أمره الله تعالى به، بل يخاف الله تعالى في السر والعلن.

الزهد في الدنيا يجعلك راجياً رحمة الله:

فالمؤمن الزاهد راجٍ رحمة الله تعالى، ويأمل في مغفرة الله تعالى، ويلجأ إلى الله تعالى في كل أمره، ويستغفر الله تعالى على كل ذنوبه، ويتوب إلى الله تعالى من كل سيئاته.

الزهد في الدنيا يجعلك محباً للآخرة:

فالمؤمن الزاهد محب للآخرة، ويرغب في ثواب الآخرة، ويؤثر الآخرة على الدنيا، ويعمل لآخرته، ويقدم الآخرة على الدنيا، ويسعى إلى مرضاة الله تعالى في كل أفعاله وأقواله.

الزهد في الدنيا يجعلك من أهل الجنة:

فالمؤمن الزاهد من أهل الجنة، وهو من الفائزين في الآخرة، وهو من الذين وعدهم الله تعالى بالجنة، وهو من الذين نالوا رضوان الله تعالى، وهو من الذين فازوا بسعادة الآخرة.

خاتمة:

فالزهد في الدنيا خلق محمود، أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وحث عليه، وهو من صفات المؤمنين المتقين. والزهد في الدنيا يجعل الإنسان حراً طليقاً، لا يخشى شيئاً ولا يرجو أحداً إلا الله تعالى. والزهد يسهل على الإنسان طريقه إلى الجنة، ويجعله قانعاً ومتواضعاً وصبوراً ومحبوباً وعفيفاً وشكوراً وخائفاً من الله تعالى وراجياً رحمته ومحباً للآخرة، ومن أهل الجنة.

أضف تعليق