خطبة الجمعة عن فتنة الدنيا

خطبة الجمعة عن فتنة الدنيا

الخطبة الأولى:

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

في هذه الجمعة المباركة، نتناول موضوعًا مهمًا للغاية، وهو “فتنة الدنيا”. فما هي فتنة الدنيا، وما هي آثارها علينا؟ وكيف نحمي أنفسنا منها؟

1. مفهوم فتنة الدنيا:

فتنة الدنيا هي كل ما يصرف الإنسان عن طاعة الله تعالى، ويجعله ينشغل بالشهوات والملذات الدنيوية.

وتشمل فتنة الدنيا المال والجاه والسلطة والشهوة واللذة وغيرها من الأمور التي تزين للإنسان الدنيا وتجعله ينسى الآخرة.

2. أسباب فتنة الدنيا:

من أهم أسباب فتنة الدنيا ضعف الإيمان بالله تعالى، وعدم الخوف منه.

فمن ضعف إيمانه بالله تعالى، انشغل بالدنيا ونسى الآخرة، وأصبح همه الأول والأخير هو جمع المال والجاه واللذة.

ومن لم يخف الله تعالى، لم يتردد في ارتكاب المعاصي والذنوب، ولم يهتم بعواقب أفعاله.

3. آثار فتنة الدنيا:

من أبرز آثار فتنة الدنيا على الإنسان ابتعاده عن الله تعالى، وعدم أداء العبادات المفروضة عليه.

كما أن فتنة الدنيا تؤدي إلى انشغال الإنسان بالشهوات والملذات الدنيوية، ونسيان الآخرة.

ومن آثار فتنة الدنيا أيضًا حب الدنيا وكراهية الآخرة، والحرص على جمع المال والجاه واللذة، والتنافس مع الآخرين على هذه الأمور الدنيوية.

4. كيف نحمي أنفسنا من فتنة الدنيا؟

أولًا: بتقوية الإيمان بالله تعالى، والخوف منه.

فمن قوي إيمانه بالله تعالى، خاف عقابه، وأمل في ثوابه، فلم ينشغل بالدنيا وشهواتها وملذاتها.

ثانيًا: بالزهد في الدنيا، وعدم الحرص عليها.

فمن زهد في الدنيا، لم ينشغل بها ولم يتعب نفسه في جمعها، بل كان همه الأول والأخير هو طاعة الله تعالى والفوز برضوانه.

5. حقيقة الدنيا:

الدنيا دار فانية، زائلة، لا بقاء لها.

فمهما جمع الإنسان من مال وجاه وسلطة، فلن يصحبه إلى الآخرة، بل سيتركه كله في الدنيا.

لذلك، يجب أن لا ننخدع بزينة الدنيا، وأن نعلم أنها دار اختبار وابتلاء، وأن الحياة الحقيقية هي في الآخرة.

6. زهد الرسل والأنبياء عليهم السلام في الدنيا:

كان الرسل والأنبياء عليهم السلام يزهدون في الدنيا، ولا ينشغلون بها.

فكانوا يفضلون الآخرة على الدنيا، ويحرصون على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه.

ومن أبرز الأمثلة على زهد الرسل والأنبياء عليهم السلام في الدنيا، قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي عندما عرض عليه قومه أن يجعلوه ملكًا عليهم، رفض ذلك وقال لهم: “إني لا أحب الآفلين”.

7. الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الزهد في الدنيا:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا.

فلم يكن يجمع المال ولا الجاه ولا السلطة، وكان يعيش حياة بسيطة متواضعة.

وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه، ويعلم أصحابه أن الدنيا دار فانية، وأن الحياة الحقيقية هي في الآخرة.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

في هذه الجمعة المباركة، نواصل الحديث عن موضوع “فتنة الدنيا”، وكيف نحمي أنفسنا منها.

8. فضل الزهد في الدنيا:

الزهد في الدنيا من أفضل الأعمال عند الله تعالى.

فمن زهد في الدنيا، فقد أحسن ظنه بربه، وعلم أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا.

ومن زهد في الدنيا، فقد قل همه وقل غمه، وسهل عليه طريق الآخرة.

9. ثمار الزهد في الدنيا:

من ثمار الزهد في الدنيا صفاء القلب والروح، والراحة النفسية.

فمن زهد في الدنيا، لم ينشغل بها ولم يتعب نفسه في جمعها، فكان قلبه وروحه صافية، ونفسه مطمئنة راضية.

ومن ثمار الزهد في الدنيا أيضًا الفوز برضا الله تعالى، ودخول الجنة.

فمن زهد في الدنيا وآثر الآخرة، فقد فاز برضا الله تعالى، ودخل الجنة التي لا يفنى نعيمها ولا تنقطع لذاتها.

10. كيف نزهد في الدنيا؟

لأجل الزهد في الدنيا، يجب أن نتفكر في زوال الدنيا وفنائها.

فمهما جمع الإنسان من مال وجاه وسلطة، فلن يصحبه إلى الآخرة، بل سيتركه كله في الدنيا.

كما يجب أن نتفكر في الآخرة ونعيمها الدائم، الذي لا يفنى ولا ينقطع.

فمن تفكر في الآخرة ونعيمها الدائم، هان عليه زينة الدنيا وزخرفها، وزهد فيها وفي شهواتها وملذاتها.

11. دعاء الزاهدين في الدنيا:

كان الزاهدون في الدنيا يدعون الله تعالى أن يرزقهم الزهد فيها، وأن يجعلهم من أهل الآخرة.

وكان من دعائهم: “اللهم ارزقنا زهدًا في الدنيا، وارزقنا رغبة في الآخرة، واجعلنا من أهل الآخرة”.

فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الزهد في الدنيا، وأن يجعلنا من أهل الآخرة.

12. القدوة الحسنة في الزهد في الدنيا:

من أفضل الوسائل للزهد في الدنيا، القدوة الحسنة.

فمن رأى من حوله زاهدين في الدنيا، راغبين في الآخرة، فإنه يتأثر بهم ويسير على نهجهم.

لذلك، يجب أن نحرص على أن نكون قدوة حسنة لغيرنا في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.

13. خاتمة:

في ختام هذه الخطبة، أدعوكم جميعًا إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.

فلنجعل همنا الأول والأخير هو طاعة الله تعالى والفوز برضوانه، ولنترك الدنيا وزينتها لمن لا يعرفون شيئًا عن الآخرة ونعيمها الدائم.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا الزهد في الدنيا، وأن يجعلنا من أهل الآخرة. آمين.

أضف تعليق