خطبة عن الصدقة الجارية

خطبة عن الصدقة الجارية

الخطبة

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فضل الصدقة الجارية:

الصدقة الجارية هي الصدقة التي يستمر أجرها وثوابها بعد موت المتصدق، وهي من أفضل أنواع الصدقات وأحبها إلى الله تعالى، وقد ورد في فضلها الكثير من النصوص الشرعية، منها قوله تعالى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “سبع يجرى للعبد أجرهن بعد موته: من علم علما فانتفع به، أو حفر بئرا، أو حفر نهرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ترك مصحفا يقرأ فيه، أو ترك ولدا صالحا يستغفر له بعد موته”.

أولا: الصدقة الجارية سبيل لإطفاء غضب الله تعالى:

إن الصدقة الجارية من أسباب جلب رضا الله تعالى وكسب محبته، فهي تطهر النفس من البخل والشح وتشيع المحبة بين الناس.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : “من أحب أن ينجيه الله من كربة الدنيا والآخرة، فلينقذ معسرا، أو يطعم جائعا، أو يقضي عن غارِمٍ دَيْنه”.

إن الصدقة الجارية سبب في زيادة الرزق وتوسيعه، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما نقصت صدقة من مال قط”.

ثانيا: الصدقة الجارية سبب لدخول الجنة:

إن الصدقة الجارية من الأسباب التي تدخل صاحبها الجنة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من تصدق بصدقة جارية كتب له أجرها في حياته وبعد مماته حتى ينقطع أثرها”.

والصدقة الجارية سبب في شفاعة صاحبها يوم القيامة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سبع يجرى لهن أجر بعد موته: من بنى مسجدا، أو حفر بئرا، أو حفر نهرا، أو تصدق بصدقة، أو أعتق عبدا، أو خلف ولدا يستغفر له”.

من مات على صدقة جارية، فإنها تجري له ويأخذ أجرها حتى وإن كان في النار، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

ثالثا: الصدقة الجارية سبب لرفعة الدرجات في الجنة:

الصدقة الجارية سبب لرفع الدرجات في الجنة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من تصدق بدرهم في سبيل الله رفع الله بها ألف درجة، ومائة ألف حسنة”.

الصدقة الجارية سبب لزيادة النور في الآخرة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من تصدق بدرهم في سبيل الله أضاء له يوم القيامة مثل ضوء الشمس يوم طلوعها”.

الصدقة الجارية سبب لدخول صاحبها الجنة من أي باب شاء، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أنفق زوجين في سبيل الله دعته أبواب الجنة الثمانية، فيقول له خازنها: من أيها تدخل؟”.

رابعا: أمثلة على الصدقة الجارية:

بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام وغيرها من المنشآت الخيرية.

حفر الآبار وإنشاء السدود والقنوات لتوفير المياه الصالحة للشرب والزراعة.

غرس الأشجار والنخيل وغيرها من النباتات التي تعود بالنفع على الناس.

تأليف الكتب ونشر العلم والمعرفة بين الناس.

إعانة الفقراء والمساكين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.

إعتاق الرقاب وفك الأسرى.

خامسا: شروط الصدقة الجارية:

أن تكون الصدقة من مال حلال طيب.

أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله تعالى لا يراد بها أي مقابل أو شهرة.

أن تكون الصدقة مستمرة الأجر والثواب، مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات.

ألا تكون الصدقة في معصية أو منكر، مثل بناء الكنائس أو المعابد أو تمويل الإرهاب.

سادسا: فضل الصدقة الجارية على الصدقة العادية:

الصدقة الجارية مستمرة الأجر والثواب حتى بعد موت المتصدق، بينما الصدقة العادية ينقطع أجرها وثوابها بموت المتصدق.

الصدقة الجارية ينتفع بها الكثير من الناس، بينما الصدقة العادية قد لا ينتفع بها إلا شخص واحد أو عدد قليل من الأشخاص.

الصدقة الجارية سبب لرفع الدرجات في الجنة ودخولها من أي باب شاء المتصدق، بينما الصدقة العادية لا ترفع الدرجات ولا تدخل الجنة إلا من باب واحد.

سابعا: الحث على الصدقة الجارية:

حض الإسلام على الصدقة الجارية وحث عليها، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أفضل الصدقة صدقة جارية”.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “ما من صدقة أفضل من صدقة جارية”.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لو كان لي مال ما تركت أحدا من أهل المدينة إلا تصدقت عليه”.

الخاتمة:

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتصدقين بالصدقات الجارية وأن ينفعنا بها في الدنيا والآخرة.

ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق