خطبة عن بدع شهر رجب

خطبة عن بدع شهر رجب

الخطبة عن بدع شهر رجب

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن شهر رجب من الأشهر الحرم التي عظّمها الله عز وجل، وجعلها من مواسم الخير والبركة، فعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “السّنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حرمٌ، ثلاثةٌ متوالياتٌ، وواحدٌ فردٌ، فالثلاثةُ المتوالياتُ: ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم، والفردُ: رجبٌ مضر، الذي بين جمادى وشعبان”.

وقد حرص المسلمون منذ القدم على إحياء هذا الشهر المبارك بالعبادات والطاعات، ولكن مع مرور الزمن دخلت على هذا الشهر بعض البدع والمنكرات التي لا أصل لها في الدين الإسلامي، وفي هذا الخطبة سنتحدث عن بعض هذه البدع والمنكرات، وبيان حكمها الشرعي، والتحذير منها.

أولاً: صيام شهر رجب كاملاً

من البدع التي انتشرت بين بعض المسلمين صيام شهر رجب كاملاً، ظنًا منهم أن ذلك من السنن المؤكدة، وقد روي في ذلك أحاديث ضعيفة وموضوعة لا يصح الاعتماد عليها، والصحيح أنه لا يشرع صيام شهر رجب كاملاً، وإنما يسن صيام بعض أيامه، كما ورد في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: “ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صام شهرًا قط، إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان”.

ثانيًا: الاحتفال بليلة الرغائب

ومن البدع أيضًا الاحتفال بليلة الرغائب، وهي الليلة الأولى من شهر رجب، ويعتقد بعض الناس أنها ليلة مباركة يستجاب فيها الدعاء، وأن من يصلي فيها اثنتي عشرة ركعة بكيفيتها المزعومة تقبل دعوته، وهذا كله بدعة لا أصل لها في الدين الإسلامي، ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته أنه فعل شيئًا من ذلك.

ثالثًا: الاعتكاف في شهر رجب

ومن البدع المنتشرة أيضًا الاعتكاف في شهر رجب، ويعتقد بعض الناس أن الاعتكاف في هذا الشهر أفضل من الاعتكاف في غيره من الشهور، وهذا أيضًا بدعة لا أصل لها في الدين الإسلامي، ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته أنه اعتكف في شهر رجب.

رابعًا: الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رجب

ومن البدع أيضًا الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رجب، ويعتقد بعض الناس أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر أفضل من الصلاة عليه في غيره من الشهور، وهذا أيضًا بدعة لا أصل لها في الدين الإسلامي، ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته أنه خص شهر رجب بالإكثار من الصلاة عليه.

خامسًا: قراءة دعاء الرغائب

ومن البدع أيضًا قراءة دعاء الرغائب في شهر رجب، ويعتقد بعض الناس أن هذا الدعاء مستجاب، وأن من قرأه في هذا الشهر تقبل دعوته، وهذا أيضًا بدعة لا أصل لها في الدين الإسلامي، ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته أنه دعا بهذا الدعاء.

سادسًا: زيارة القبور في شهر رجب

ومن البدع أيضًا زيارة القبور في شهر رجب، ويعتقد بعض الناس أن زيارة القبور في هذا الشهر أفضل من زيارتها في غيره من الشهور، وهذا أيضًا بدعة لا أصل لها في الدين الإسلامي، ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته أنه خص شهر رجب بزيارة القبور.

سابعًا: إقامة حلقات الذكر الجماعي في شهر رجب

ومن البدع أيضًا إقامة حلقات الذكر الجماعي في شهر رجب، ويعتقد بعض الناس أن الذكر الجماعي في هذا الشهر أفضل من الذكر الفردي، وهذا أيضًا بدعة لا أصل لها في الدين الإسلامي، ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته أنه خص شهر رجب بإقامة حلقات الذكر الجماعي.

الخاتمة

فإن شهر رجب من الأشهر الحرم التي عظّمها الله عز وجل، وجعلها من مواسم الخير والبركة، وقد حرص المسلمون منذ القدم على إحياء هذا الشهر المبارك بالعبادات والطاعات، ولكن مع مرور الزمن دخلت على هذا الشهر بعض البدع والمنكرات التي لا أصل لها في الدين الإسلامي، وفي هذا الخطبة تحدثنا عن بعض هذه البدع والمنكرات، وبيان حكمها الشرعي، والتحذير منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *