خطبة عن بر الوالدين قصيرة

الخطبة – بر الوالدين

المقدمة

الحمد لله الذي قرن الإحسان إلى الوالدين بالإيمان به في آيات كثيرة من كتابه الكريم، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.

أولاً: فضل بر الوالدين

1. بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله تعالى، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أفضل؟ قال: “الصلاة لوقتها”، قلت: ثم أي؟ قال: “بر الوالدين”، قلت: ثم أي؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”.

2. بر الوالدين سبب لدخول الجنة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف”، قيل: من يا رسول الله؟ قال: “من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخلهما الجنة”.

3. بر الوالدين سبب لزيادة العمر والرزق، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحب أن يبسُط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه”.

ثانيًا: حقوق الوالدين على أبنائهم

1. طاعتهما في المعروف، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.

2. الإحسان إليهما بالقول والفعل، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كلمة طيبة صدقة، وابتسامة في وجه أخيك صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة”.

3. الدعاء لهما، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر”.

ثالثًا: بر الوالدين بعد وفاتهما

1. أداء ديونهما، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من مات وعليه دين فليسأل ربه أن يؤدي عنه، فإن الله أرحم به من الناس”.

2. تنفيذ وصيتهما، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده”.

3. الدعاء لهما والاستغفار لهما، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

رابعًا: عقوق الوالدين

1. عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الكبائر السبع: الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.

2. عقوق الوالدين سبب لدخول النار، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وعقه كفر”.

3. عقوق الوالدين سبب لحرمان البركة في العمر والرزق، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث الذي يقر الفاحشة في أهله”.

خامسًا: أسباب عقوق الوالدين

1. قلة الدين والعقيدة، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يدخل الجنة عاق”.

2. سوء التربية، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”.

3. الصحبة السيئة، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”.

سادسًا: علاج عقوق الوالدين

1. التوبة إلى الله تعالى، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

2. الاستغفار للوالدين والدعاء لهما، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

3. الإحسان إلى الوالدين، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “بر والديك وإن ضرباك”.

سابعًا: الخاتمة

إن بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لدخول الجنة وزيادة العمر والرزق، في حين أن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وهو سبب لدخول النار وحرمان البركة في العمر والرزق، وقد ذكرنا في هذه الخطبة فضل بر الوالدين وحقوقهما على أبنائهم، وبر الوالدين بعد وفاتهما، وعقوق الوالدين وأسبابه وعلاجه. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لبر والدينا وأن يرزقنا رضاهما.