خطبة عن حب الرسول

خطبة عن حب الرسول

الخطبة:

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيّها الإخوة والأخوات في الله، إنّ حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات وأجلّ القربات، وهو من صفات المؤمنين الصادقين، وقد قرن الله تعالى حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم بحبّه سبحانه وتعالى في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران: 31].

الحب واجب شرعي:

يعتبر حب الرسول صلى الله عليه وسلم واجبا شرعيا على كل مسلم، فقد أمرنا الله تعالى بحبه في قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: 128].

ومن علامات حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم اتّباع سنّته والاقتداء به في أقواله وأفعاله وأخلاقه، ومحبّة ما أحبّه وكراهية ما كرهه، والدفاع عن دين الإسلام ونشر رسالته.

حب الرسول والاقتداء به:

يجب على المسلم أن يعظم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يقتدي به في جميع أمور حياته، وأن يتخلق بأخلاقه الحميدة، ويهتدي بهديه، ويتبع سنته، ويتمسك بدينه، ويدافع عن شريعته، ويبلغ دعوته إلى الناس أجمعين.

ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يقتدي بها في الرسول صلى الله عليه وسلم هي عبادته لله تعالى، وصلاته، وصيامه، وزكاته، وحجه، وغير ذلك من العبادات التي شرعها الله تعالى.

حب الرسول ومحبّة آله وصحبه:

من علامات حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم حبّ آله وصحبه رضوان الله عليهم أجمعين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أحبَّني فليحبِّ آلي”.

وآل الرسول صلى الله عليه وسلم هم أهل بيته من زوجاته وبناته وأحفاده، وصحبه هم الذين صحبوه وآمنوا به ونصروه، واتّبعوا سنّته، ودافعوا عن دينه.

حب الرسول والتمسك بسنة:

من مظاهر حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم التمسك بسُنّته واتّباعها في جميع شؤون الحياة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “لأن يتّبع أحدكم سنّتي أحبُّ إليَّ من أن ينفق مثل أحد ذهباً”.

وسُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم هي أقواله وأفعاله وتقريراته، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وهي ملزمة للمسلمين اتّباعها والعمل بها.

حب الرسول والتأسي بأخلاقه:

من علامات حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم التأسي بأخلاقه الحميدة، والتحلّي بها في جميع أقواله وأفعاله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “أدبني ربي فأحسن تأديبي”.

ومن أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الصدق والأمانة والوفاء والعفو والتواضع والكرم والشجاعة والرحمة والعدل والإحسان إلى الآخرين.

حب الرسول ونشر رسالته:

من مظاهر حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم نشر رسالته الإسلامية إلى الناس أجمعين، والدعوة إلى دين الإسلام، وبيان فضائله ومحاسنه، والتحذير من الكفر والشرك والبدع.

ومن أهم الوسائل لنشر رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، وإظهار محاسن الإسلام، والردّ على شبهات الكافرين والمنافقين.

التمسّك بسنّة الرسول في جميع أقوال وأفعال وأحوال المؤمن:

ويمكن تحقيق هذا التمسك من خلال:

– دراسة سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم وفهمها على الوجه الصحيح.

– العمل بها في جميع أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا.

– الدعوة إليها وتعليمها للآخرين.

– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

– الجهاد في سبيل الله.

الخلاصة:

أحبائي في الله، إنّ حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات وأجلّ القربات، وهو من صفات المؤمنين الصادقين، وقد قرن الله تعالى حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم بحبّه سبحانه وتعالى في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران: 31].

فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحبّون رسوله صلى الله عليه وسلم حقّ حبّه، وأن يرزقنا اتّباع سنّته والاقتداء به في أقوالنا وأفعالنا وأخلاقنا، وأن يثبّتنا على ذلك حتى نلقاه يوم القيامة، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق