المقدمة:
يعد يوم القيامة من الأيام العظيمة التي ينتظرها جميع المسلمين، وهو اليوم الذي سيثاب فيه المحسنون ويعاقب فيه المسيئون، وقد وعد الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالشفاعة لأمته يوم القيامة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وأنتم كذلك على الحوض تردون عليّ، فمن شرب منه فلا يظمأ أبدا، ومن لم يشرب منه لم يظمأ أبدا”.
1) الشفاعة في القرآن الكريم:
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: “وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ فَعَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ حَقًّا وَقَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ”، وقوله تعالى: “يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا”، وقوله تعالى: “وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ”.
2) شفاعة الرسول في السنة النبوية:
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تتحدث عن شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أنا أول شفيع في الجنة، ولا يفوز بشفاعتي إلا من قال: لا إله إلا الله”، وما رواه الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أنا الشفيع يوم القيامة، فمن مات على لا إله إلا الله دخل الجنة”.
3) أنواع شفاعة الرسول:
تنقسم شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
– الشفاعة العظمى: وهي الشفاعة التي يشفعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين لدخول الجنة، وهي خاصة بالذين ماتوا على التوحيد والإيمان بالله ورسوله.
– الشفاعة في رفع الدرجات: وهي شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لرفع درجات المسلمين في الجنة، وهي عامة لكل المسلمين الذين دخلوا الجنة.
– الشفاعة في تخفيف العذاب: وهي شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتخفيف عذاب المسلمين في النار، وهي خاصة بالذين ماتوا على الكفر أو الشرك أو ارتكبوا بعض الذنوب.
4) شروط قبول الشفاعة:
هناك عدة شروط لقبول شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، منها:
– أن يكون الشفيع مؤمناً بالله ورسله.
– أن يكون الشفيع قد أذن له الله في الشفاعة.
– أن يكون المشفوع له مستحقاً للشفاعة، أي أنه قد مات على لا إله إلا الله.
– أن يكون المشفوع له قد استوفى عقوبته في النار، إذا كان قد ارتكب بعض الذنوب.
5) منزلة شفاعة الرسول بين سائر الشفاعات:
تعد شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أعلى منزلة وأعظم قدراً من سائر الشفاعات، وذلك لما يلي:
– أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الخلق وأحبهم إلى الله تعالى.
– أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الذي جاء بالرسالة الخاتمة، وهي رسالة الإسلام.
– أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الذي شفع له الله تعالى في أمته فغفر لهم ذنوبهم وأدخلهم الجنة.
6) شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أعظم النعم:
تعد شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أعظم النعم التي أنعم الله بها على المسلمين، وذلك لما يلي:
– أنها تنجي المسلمين من دخول النار وتعذبها.
– أنها ترفع درجات المسلمين في الجنة وتزيد من نعيمهم.
– أنها تخفف عن المسلمين العذاب في النار، إذا كانوا قد ارتكبوا بعض الذنوب.
7) كيف ننال شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
هناك عدة أمور يمكن للمسلم أن يفعلها لكي ينال شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، منها:
– الإيمان بالله ورسله واتباع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
– الإكثار من الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
– التمسك بالسنة النبوية والعمل بها.
– الدعاء إلى الله تعالى بطلب الشفاعة من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
الخاتمة:
شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أعظم النعم التي أنعم الله بها على المسلمين، وهي من أقوى الأسباب التي تبعث على العمل الصالح والطاعة، نسأل الله تعالى أن يرزقنا شفاعة نبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن يدخلنا جنته بغير حساب ولا عذاب.