خطبه عن حقوق الوالدين

خطبه عن حقوق الوالدين

مقدمة

الوالدان هما اللذين أنجبونا وربونا وضحيا من أجلنا كثيرًا، لذا يجب علينا برهما وأن نعاملهما معاملة حسنة، ونطيع أوامرهما ما دامت لا تخالف شرع الله، وأن نكرمهما ونحترمهما، وأن نكون لهم خير عون وسند في حياتهم، وأن نساعدهم في قضاء حوائجهم، وأن نصبر على أذاهم إن أصابنا منهم أذى.

بر الوالدين في الإسلام

حث الإسلام على بر الوالدين وأمر به، وجعله من أعظم الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (الإسراء: 23)، وقال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” (لقمان: 14)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.

طرق بر الوالدين

هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها بر والدينا، منها:

طاعة أوامرهما ونواهيهما: يجب علينا طاعة أوامر والدينا ونواهيهما ما دامت لا تخالف شرع الله، وأن نمتثل لهما في كل ما يأمروننا به، وأن نطيعهما في كل ما يطلبانه منا، وأن ننصت لهما ونحترم آرائهما.

الإحسان إليهما: يجب علينا الإحسان إلى والدينا والإكثار من عمل الخير لهما، وأن نكرمهما ونحترمهما، وأن نكون لهما خير عون وسند في حياتهما، وأن نساعدهم في قضاء حوائجهم، وأن نصبر على أذاهم إن أصابنا منهم أذى.

الصبر عليهما: يجب علينا الصبر على والدينا وتحملهما مهما كانا قاسيين أو صعبين، وأن لا نضجر منهما ولا نؤذيهما، وأن لا نرفع صوتنا عليهما، وأن لا نتكلم معهما بكلام جارح أو مهين.

الرفق بهما: يجب علينا أن نكون رفقاء بوالدينا وأن نعاملهما بالحسنى، وأن لا نعاملهما بقسوة أو عنف، وأن لا نؤذيهما بأي شكل من الأشكال، وأن نكون لطيفين معهما، وأن نعاملهما كما نُحب أن يعاملونا.

الدعاء لهما: يجب علينا أن ندعو لوالدينا بالخير والبركة والصحة والعافية والسعادة، وأن ندعو لهما بالهداية والتوفيق والفلاح، وأن ندعو لهما بالمغفرة والرحمة.

بر الوالدين بعد وفاتهما

لا ينتهي بر الوالدين بوفاتهما، بل يستمر بعد ذلك، وذلك من خلال:

الدعاء لهما: يجب علينا أن ندعو لوالدينا بالخير والبركة والصحة والعافية والسعادة، وأن ندعو لهما بالهداية والتوفيق والفلاح، وأن ندعو لهما بالمغفرة والرحمة.

الصدقة عنهما: يجب علينا أن نتصدق عن والدينا وأن نكثر من عمل الخير لهما، وأن ننفق على فقراء المسلمين باسمهما، وأن نجعل لهم وقفًا ينتفعون به بعد وفاتهما.

صلة أقاربهما وأصدقائهما: يجب علينا صلة أقارب والدينا وأصدقائهما، وأن نعاملهم بالخير والإحسان، وأن نكرمهم ونحترمهم، وأن نكون لهم خير عون وسند في حياتهم.

فضل بر الوالدين

لبر الوالدين فضل كبير وعظيم، منها:

رضى الله تعالى: بر الوالدين من الأعمال التي يرضى بها الله تعالى ويحبها، قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” (لقمان: 14).

دخول الجنة: بر الوالدين من الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.

طاعة الله تعالى: بر الوالدين من الأعمال التي تدخل صاحبها طاعة الله تعالى، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (الإسراء: 23).

عقوق الوالدين

عقوق الوالدين هو إساءة معاملتهما وعدم برهما، وهو من الكبائر التي نهى عنها الإسلام وحرَّمها، قال تعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا” (الإسراء: 53)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”.

عقوبة عقوق الوالدين

لعقوق الوالدين عقوبة شديدة في الدنيا والآخرة، منها:

لعنة الله تعالى: عقوق الوالدين من الأعمال التي يلعن الله تعالى صاحبها، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا” (الأحزاب: 57).

سخط الله تعالى: عقوق الوالدين من الأعمال التي يسخط الله تعالى صاحبها، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا لا تُشْرِكْ بِي أَحَدًا وبالوالدين إحسانًا إن أرادا بك كفرًا فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون” (الإسراء: 23).

العذاب الشديد في الآخرة: عقوق الوالدين من الأعمال التي يعذب الله تعالى

أضف تعليق