دعاء التهجد كامل
مقدمة
التّصلاة أحسن هديةٍ للّٰه سبحانه، وقد مدح اللّٰه عباده المتجمّعين لصلوات التّراويح والتهجّد في جوف الليل في سور قرآنية عديدةٍ، وجعل لقيام الليل فضلاً وأجرًا عظيمين، فقد كان اللّٰه سبحانه يقوّي أرواح أنبيائه ورسله حتّى يصلّوا ويُناجوه في جوف الليل هو نبيّ اللّٰه داود عليه السلام الذي يجعله الدّعاء يبكِي حتى يرحمه اللّٰه سبحانه.
فضل صلاة التهجد
1. الصلاة في أوقات الفضيلة: يكون فيها النّاس في غفلتهم التّامة، يرفع اللّٰه بصلاتهم فرص الاستجابة لهم ويستجيب دعاءهم، فيكونوا أقرب من أيّ وقت مضى من ربّهم جلّ في علاه.
2. مضاعفة الأجر: إنّ صلاة التّهجّد مضاعفة في أجرها، لأنّ العبد يكون بعيدًا عن النّاس واشتغالاتهم من مكالمات وصوت وغيره؛ فيستطيع الخلوة مع اللّٰه والخشوع في الصّلاة، وتكون له مُضاعفة الأجر في صلاته حتّى تصبح كأنّها ألفي صلاة، وعلامة ذلك أن تتنفّس الأرض ويشعر المرء بنور بين يديه.
3. التخلّص من الذّنوب: إنّ الابتهال اللّٰه كان بالاستغفار والحمد والثّناء عليه، يغفر له ذنوبه وإنّ العبد خلال صلاة التّهجّد يستغفر اللّٰه من ذنوبه ويتضرّع إليه أن يهديه ويسدّده، يستجيب اللّٰه له فيغفر له ذنوبه ويمنحه التّوفيق للقيام في صلاة التّهجّد نوافل من النّفل.
أوقات صلاة التهجد
1. وقت صلاة التهجد: يبدأ وقت صلاة التّهجّد من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، ويمكن أن تؤدّى في أيّ وقتٍ خلال هذه الفترة، ولكن أفضل وقتٍ لها هو الثلث الأخير من اللّيل.
2. عدد ركعات صلاة التهجد: صلاة التّهجّد صلاة نافلة، ويمكن أداء عدد ركعاتٍ زوجيٍّ فيها، بحيث تكون زيادةً على ركعات صلاة الوتر، وأقلّها ركعتان وأكثرها إلى أن ينتهي اللّيل.
3. كيفية صلاة التهجد: تبدأ صلاة التّهجّد بركعتين مثل صلاة الصّبح، ثمّ يُصلّى ركعتين ركعتين حتّى ينتهي اللّيل، ويُسنّ في كلّ ركعتين قراءة سورة من القرآن الكريم، أو قراءة آيات من القرآن الكريم، أو قراءة دعاء التّهجّد، أو قراءة أيّ ذكرٍ آخر.
كيفية أداء صلاة التهجد
1. صلاة التحية: بعد الانتهاء من الوضوء، يجب على المُسلم أن يُصلّي ركعتين كتحية للمسجد، وبعد الانتهاء من صلاة التّهجّد يُصلّي أيضًا ركعتين كتحية للمسجد.
2. الدعاء: بعد الانتهاء من صلاة التّهجّد، يُسنّ للمُسلم أن يدعو اللّٰه بما يشاء من الدّعوات والأذكار، ويُستحبّ له أن يُكثر من التّسبيح والتّحميد والتّكبير.
3. الوتر: بعد الانتهاء من الدّعاء، يُسنّ للمُسلم أن يُصلّي ركعة الوتر، وهي ركعة واحدة تُصلّى مثل صلاة الصّبح، ولكن بعد قراءة سورة الفاتحة يُقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرّات، ثمّ يُركع ويسجد كما في الصّلاة العادية.
دعاء التهجد
1. دعاء التهجد الأول: “اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك وكرمك، اللّهمّ ارزقني الرّزق الحلال الطّيّب، اللّهمّ ارزقني الجِنّة، اللّهمّ ارزقني النّصر على أعدائي، اللّهمّ ارزقني الصّحة والعافية، اللّهمّ ارزقني السّعادة في الدّنيا والآخرة”.
2. دعاء التهجد الثّاني: “اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك وكرمك، اللّهمّ ارحم والديّ اللّذين أرضعاني صغيرًا، اللّهمّ ارحم من علّمني القرآن، اللّهمّ ارحم من علمّني العلم النافع، اللّهمّ ارحم من علّمني السّنة، اللّهمّ ارحم من علّمني الدّين”.
3. دعاء التهجد الثّالث: “اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك وكرمك، اللّهمّ اهدني إلى الصّراط المستقيم، اللّهمّ ثبّتني على الدّين الإسلامي، اللّهمّ ارزقني الشّهادة في سبيلك، اللّهمّ ارزقني الشّفاعة يوم القيامة، اللّهمّ ارزقني الجنة”.
آداب صلاة التهجد
1. الإخلاص: يجب على المُسلم أن يُصلّي صلاة التّهجّد خالصةً لوجه اللّٰه تعالى، فلا يُصلّيها رياءً أو سمعةً.
2. الخشوع: يجب على المُسلم أن يُصلّي صلاة التّهجّد بخشوعٍ وتدبّر، وأن يتأمّل في معاني القرآن الكريم والأذكار والدّعوات التي يقرأها.
3. الدّعاء: يُسنّ للمُسلم أن يُكثر من الدّعاء في صلاة التّهجّد، وأن يدعو بما يشاء من الدّعوات والأذكار، ويُستحبّ له أن يُكثر من التّسبيح والتّحميد والتّكبير.
خاتمة
وفي ختام المقال، يجب على المُسلم أن يُحافظ على صلاة التّهجّد في أوقاتها المحدّدة، وأن يُصلّيها بخشوعٍ وتدبّر، وأن يُكثر من الدّعاء فيها، وأن يستغلّ هذه الفترة للتقرّب من اللّٰه سبحانه وتعالى وتجديد إيمانه به، لكي ينال الأجر العظيم الذي أعدّه اللّٰه للمُتقين والصّالحين.