دعاء التوبة من الشرك بالله

دعاء التوبة من الشرك بالله

دعاء التوبة من الشرك بالله

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن الشرك بالله تعالى من أكبر الكبائر، وهو الإشراك به فيما لا يستحق الإشراك به، وقد حذر الله تعالى منه في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعله من أكبر الذنوب، قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

مفهوم دعاء التوبة من الشرك بالله:

دعاء التوبة من الشرك بالله تعالى هو الدعاء الذي يتوجه به العبد إلى الله تعالى، ويطلب منه المغفرة والرحمة على ما اقترفه من ذنوب الشرك، والتوبة النصوح من ذلك، والإخلاص لله تعالى وحده لا شريك له.

أسباب الشرك بالله تعالى:

هناك أسباب عديدة تؤدي إلى الشرك بالله تعالى، منها:

– الجهل بالله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى.

– ضعف الإيمان بالله تعالى وقدرته وعظمته.

– اتباع الهوى والشهوات، والانسياق وراء الغرائز والميول الشخصية.

– التأثر بالعادات والتقاليد الشركية السائدة في المجتمع.

– الاستكبار والتعالي على عباد الله تعالى، والغرور بالنفس والأعمال.

أنواع الشرك بالله تعالى:

ينقسم الشرك بالله تعالى إلى نوعين رئيسين:

أولاً: الشرك الأكبر:

وهو كل ما ينافي التوحيد المطلق، ويخرجه عن حقيقته، ومنه:

– عبادة غير الله تعالى، كالأنبياء والرسل والملائكة، والأوثان والتماثيل، والقبور والأضرحة.

– الدعاء لغير الله تعالى، أو الاستغاثة به، أو النذر له.

– الذبح لغير الله تعالى، أو التقرب إليه بالنذور والهدايا.

– الإيمان بأن هناك قوة أو سلطة غير الله تعالى تدير الكون أو تتحكم في مصير الإنسان.

ثانيًا: الشرك الأصغر:

وهو كل ما يؤدي إلى الشرك الأكبر، أو يكون وسيلة له، ومنه:

– الرياء والسمعة في الأعمال الصالحة.

– التوكل على غير الله تعالى، والاعتماد عليه في جلب النفع أو دفع الضر.

– الخوف من غير الله تعالى، والاستعاذة به من شر خلقه.

– محبة المخلوقات حباً يفوق محبة الله تعالى، أو يضاهيها.

– التفاؤل والتشاؤم بالأيام والشهور والسنين، أو بألوان معينة أو أرقام محددة.

خطورة الشرك بالله تعالى:

إن الشرك بالله تعالى من أخطر الذنوب وأعظمها، لما فيه من انتقاص لحقوق الله تعالى، وإشراك به فيما لا يستحق الإشراك به. ومن خطورة الشرك بالله تعالى:

– أنه يخرج صاحبه من الإسلام، ويجعله في عداد الكافرين.

– أنه يبطل جميع الأعمال الصالحة، ويحبط ثوابها.

– أنه سبب لدخول النار، والعذاب الأليم فيها.

أهمية التوبة من الشرك بالله تعالى:

إن التوبة من الشرك بالله تعالى واجبة على كل من وقع فيه، وهي من أهم أسباب نجاته من عذاب الله تعالى، ومن فضل الله تعالى ورحمته أنه جعل باب التوبة مفتوحاً أمام عباده مهما عظمت ذنوبهم، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

خطوات التوبة من الشرك بالله تعالى:

لتحقيق التوبة من الشرك بالله تعالى، لا بد من اتباع الخطوات التالية:

– الإقرار بالشرك الذي وقع فيه، والندم عليه قلباً وقالباً.

– العزم الصادق على ترك الشرك وعدم العودة إليه أبداً.

– رد المظالم إلى أهلها، والتكفير عن الذنوب بالصلاة والصدقة والاستغفار.

– الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والطلب منه المغفرة والرحمة.

– ملازمة الطاعات والقربات، والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة.

دعاء التوبة من الشرك بالله تعالى:

هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يتضرع بها إلى الله تعالى للتوبة من الشرك به، ومن هذه الأدعية:

– اللهم إني أتوب إليك توبة عبد ظلم نفسه، وأشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك.

– اللهم إني أتوب إليك من الشرك بك، وأسألك المغفرة والرحمة، إنك أنت الغفور الرحيم.

– اللهم إني أعوذ بك من الشرك بك، وأتبرأ إليك من كل ما أشركتك به.

ختام:

ختاماً، فإن التوبة من الشرك بالله تعالى واجبة على كل مسلم، وهي من أهم أسباب نجاته من عذاب الله تعالى. ويجب على المسلم أن يحرص على الإخلاص لله تعالى في عبادته وتوحيده، وأن يتجنب كل ما يؤدي إلى الشرك به. والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق