خطبة عن الشرك بالله

خطبة عن الشرك بالله

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن الشرك بالله تعالى من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، وهو ما ينافي توحيد الله وإفراده بالعبادة، وقد حذر الله تعالى من الشرك وأمرنا بالتوحيد في كثير من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: “وَلَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ أَحَدًا”، وقال تعالى: “وَمَا يُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ إِلَهٍ وَمَا يَقْتُلُونَ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا”.

أقسام الشرك:

ينقسم الشرك إلى قسمين:

الشرك الأكبر: وهو ما ينافي أصل التوحيد، ويخرج صاحبه من الإسلام، كما لو عبد إلهًا مع الله تعالى، أو عبد شيئًا غيره كالشمس أو القمر أو الكواكب أو الأصنام.

الشرك الأصغر: وهو ما لا ينافي أصل التوحيد، ولا يخرج صاحبه من الإسلام، ولكنه ينقص من إيمانه وعمله، كما لو حلف بغير الله تعالى، أو توكل على غيره، أو تعلق قلبه بغير الله تعالى.

أسباب الشرك:

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الإنسان إلى الشرك بالله تعالى، ومنها:

الجهل: وهو عدم معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته، وعدم فهم حقيقة التوحيد.

الشيطان: وهو عدو الإنسان اللدود، يسعى لإغوائه وإضلاله ودفعه إلى الشرك بالله تعالى.

الهوى: وهو اتباع النفس والشهوات، وعدم الانقياد لأوامر الله تعالى ونواهيه.

التربية الخاطئة: وهي التي يغرس فيها الآباء والأمهات في نفوس أبنائهم منذ الصغر الشركيات والبدع والخرافات.

أنواع الشرك:

هناك العديد من أنواع الشرك، ومنها:

الشرك في الربوبية: وهو الاعتقاد بأن هناك من يتصرف في الكون مع الله تعالى، أو أنه مستقل في تدبير شؤون العالم.

الشرك في الإلهية: وهو الاعتقاد بأن هناك من يستحق العبادة مع الله تعالى، أو أنه يجب أن يعبد معه غيره.

الشرك في العبادة: وهو توجيه العبادة لغير الله تعالى، كالدعاء لغيره، أو الاستغاثة به، أو النذر له، أو الذبح له.

الشرك في الأسماء والصفات: وهو إثبات صفات لله تعالى لا تليق به، أو نفي صفات له تعالى ثابتة له.

الشرك في المحبة: وهو محبة غير الله تعالى أكثر من محبة الله تعالى، أو محبته لغيره كما يحبه لله تعالى.

الشرك في الخوف: وهو الخوف من غير الله تعالى أكثر من الخوف من الله تعالى، أو الخوف منه لغيره كما يخاف من الله تعالى.

آثار الشرك:

لشرك بالله تعالى آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، ومنها:

الضلال والانحراف: وهو انحراف الإنسان عن الصراط المستقيم، واتباعه لأهوائه وشهواته.

الظلم: وهو ظلم الإنسان لنفسه ولغيره، وذلك بحرمان نفسه من عبادة الله تعالى وحده، وظلم الآخرين بإشراكهم في العبادة مع الله تعالى.

الكفر: وهو خروج الإنسان من الإسلام، وذلك بارتكابه أي نوع من أنواع الشرك الأكبر.

العذاب في الدنيا والآخرة: وهو عذاب الله تعالى الذي ينزله على المشركين في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: “إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.

حكم الشرك:

الشرك بالله تعالى من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، وهو ما ينافي أصل التوحيد، ويخرج صاحبه من الإسلام، ولا يغفر الله تعالى للشرك، كما قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ”.

الخلاصة:

الشرك بالله تعالى من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، وهو ما ينافي أصل التوحيد، ويخرج صاحبه من الإسلام، ولا يغفر الله تعالى للشرك. وللشرك أسباب ودوافع كثيرة، وهو ينقسم إلى قسمين: الشرك الأكبر والشرك الأصغر، ولكل منهما آثاره الخطيرة على الفرد والمجتمع. ومن هنا يجب على المسلم أن يحذر من الشرك وأن يتجنبه بكل صوره وأشكاله، وأن يحرص على إخلاص العبادة لله تعالى وحده لا شريك له، كما قال تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”.

أضف تعليق