دعاء الحادي عشر من رمضان: ليلة القيمة والبركات
مقدمة:
شهر رمضان هو شهر العبادة والتقرب إلى الله تعالى، وتتضاعف فيه الحسنات وتُستجاب فيه الدعوات، ومن أعظم ليالي شهر رمضان ليلة الحادي عشر، وهي ليلة مباركة لها فضل عظيم، وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل هذه الليلة، وفيهِ يستحب الدعاء والتضرع إلى الله تعالى لاستجابة ما في النفوس.
أولاً: فضل ليلة الحادي عشر من رمضان:
ليلة الحادي عشر من رمضان هي ليلة من ليالي العتق من النار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الحَادِي عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” (رواه أحمد).
ليلة الحادي عشر من رمضان هي ليلة خير ونفحات ربانية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن في هذه الليلة -يعني ليلة الحادي عشر من رمضان- خيرات ونفحات من الله عز وجل، فتعرَّضوا لها، وتَقَرَّبوا فيها إلى الله تعالى” (رواه الطبراني).
ليلة الحادي عشر من رمضان هي ليلة الاستجابة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “في ليلة الحادي عشر من رمضان ساعة مستجابة تُعْتَقُ فيها رقاب من النار، أكثر ما يُعتق في ليلة القدر” (رواه ابن حبان).
ثانياً: أعمال مستحبة في ليلة الحادي عشر من رمضان:
صلاة التراويح: تعتبر صلاة التراويح من أفضل العبادات في شهر رمضان، ويفضل أن تُصلى في جماعة، ويستمر الناس في صلاة التراويح حتى طلوع الفجر حتى يتحقق لهم الأجر الكبير الذي وعد به الله تعالى.
قيام الليل: قيام الليل هو من أفضل العبادات في شهر رمضان، ويفضل أن يُصلى بعد صلاة العشاء إلى وقت السحر، ويمكن أن يُصلى بالقرآن الكريم أو بغيره من الأذكار والدعوات.
الاعتكاف: الاعتكاف هو لزوم المسجد لعبادة الله تعالى، ويبدأ الاعتكاف من بعد صلاة فجر يوم التاسع والعشرين من شهر رمضان إلى صلاة عصر يوم العيد، ويكون الاعتكاف في المساجد الجامعة.
الدعاء والتضرع: يستحب في ليلة الحادي عشر من رمضان الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وطلب المغفرة والرحمة والعفو، ويستحب أن يُدعى بصيغ الدعاء المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الصدقة: الصدقة من الأعمال المستحبة في شهر رمضان، ويفضل أن تُتصدق في ليلة الحادي عشر من رمضان بقدر ما تستطيع، ففي هذه الليلة تُضاعف الحسنات.
ثالثاً: أدعية مأثورة ليلة الحادي عشر من رمضان:
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا واجبر خواطرنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام وأرزقنا رزقاً حلالاً طيباً.
اللهم ارحم موتانا ومرضانا ومتعنا بحياتنا وأصلح لنا أعمالنا ويسر لنا أمورنا وافتح لنا أبواب الخير ووفقنا لما تحب وترضى.
رابعاً: فضل الدعاء في ليلة الحادي عشر من رمضان:
الدعاء في ليلة الحادي عشر من رمضان مستجاب بإذن الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “في ليلة الحادي عشر من رمضان ساعة مستجابة تُعْتَقُ فيها رقاب من النار، أكثر ما يُعتق في ليلة القدر” (رواه ابن حبان).
الدعاء في ليلة الحادي عشر من رمضان فرصة عظيمة للتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وطلب المغفرة والرحمة والعفو، ففي هذه الليلة يتجلى الله تعالى لعباده ويستجيب دعواتهم.
الدعاء في ليلة الحادي عشر من رمضان فرصة عظيمة لطلب الخير والبركة في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض” (رواه الترمذي).
خامساً: آداب الدعاء في ليلة الحادي عشر من رمضان:
الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى وحده، فلا يُشرَك معه أحد في الدعاء.
حضور القلب: يجب أن يكون الداعي حاضر القلب عند الدعاء، فلا يشغل ذهنه بأي شيء آخر.
اليقين بالإجابة: يجب أن يكون الداعي يقيناً بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، فالله تعالى كريم غفور رحيم.
التضرع والخشوع: يجب أن يكون الداعي متضرعاً خاشعاً عند الدعاء، فلا يكون متكبراً أو متعجلاً.
رفع اليدين: يستحب عند الدعاء رفع اليدين إلى السماء، مع فتح الكفين.
الدعاء بصيغ الدعاء المأثورة: يستحب عند الدعاء أن يُدعى بصيغ الدعاء المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يدعو بهذه الصيغ.
سادساً: دعاء ليلة الحادي عشر من رمضان من السنة النبوية:
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها الظاهرة منها والباطنة.
اللهم ثبت قلوبنا على دينك واجعلنا هداة مهتدين.
سابعاً: خاتمة:
ليلة الحادي عشر من رمضان هي ليلة عظيمة ومباركة، ويستحب فيها الإكثار من العبادات والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ففي هذه الليلة تُضاعف الحسنات وتُستجاب الدعوات، فنسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يستجيب دعواتنا.