دعاء بين الصفا والمروة

دعاء بين الصفا والمروة

دعاء بين الصفا والمروة

مقدمة:

بين الصفا والمروة مكان مبارك ذكره الله في القرآن الكريم، وهو من المشاعر المقدسة التي يزورها الحجاج والمعتمرون خلال مناسك الحج والعمرة، وللدعاء بين الصفا والمروة فضل عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بين الصفا والمروة موقف، فمن سعى بينهما فقد سعى سعيا مشكورا، ومن تطوع بخير فهو خير، ولله على كل مسلم حجة”.

أولًا: مكانة الصفا والمروة في الإسلام:

1. الصفا والمروة من المشاعر المقدسة التي لها مكانة خاصة في الإسلام، فقد ذكرهما الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البقرة، فقال: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”.

2. الصفا والمروة هما الجبلان اللذان يقعان في مكة المكرمة، وقد كانا شاهدان على قصة سيدتنا هاجر أم إسماعيل عليه السلام، عندما كانت تبحث عن الماء لابنها الرضيع، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا حرج عليه أن يطوف بهما”.

3. السعي بين الصفا والمروة هو أحد أركان العمرة، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تبين فضل السعي بين الصفا والمروة، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السعي بين الصفا والمروة يكفر الذنوب ما بينهما”.

ثانيًا: آداب السعي بين الصفا والمروة:

1. يسن للمسلم أن يبدأ السعي من الصفا، ثم يمضي إلى المروة، ثم يعود إلى الصفا، وهكذا سبع مرات، ويجوز أن يبدأ من المروة، ثم يمضي إلى الصفا، ثم يعود إلى المروة، كما يجوز أن يبدأ من أي مكان بين الصفا والمروة.

2. يسن للمسلم أن يسرع في السعي بين الصفا والمروة، وأن يقرأ التكبيرات والتهليلات والأدعية المأثورة، وأن يدعو الله تعالى بما يشاء من الخير والبركة.

3. يسن للمسلم أن ينتهي السعي عند المروة، ثم يتجه إلى الحجر الأسود ويستلمه إن تيسر له ذلك، وإن لم يتيسر له ذلك فليستقبله ويدعو الله تعالى بما يشاء من الخير والبركة.

ثالثًا: دعاء السعي بين الصفا والمروة:

1. لا يوجد دعاء محدد للسعي بين الصفا والمروة، ولكن ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية والأذكار التي يمكن للمسلم أن يدعو بها، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بين الصفا والمروة، يقول: “رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين”.

2. يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يشاء من الخير والبركة، وأن يسأله المغفرة والرحمة والعافية والهداية والتوفيق والسداد، ويمكنه أن يدعو لنفسه ولأهله ولأصدقائه وللمسلمين جميعًا.

3. كما يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بأي دعاء يحفظه من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة، أو يمكنه أن يدعو الله تعالى بأي دعاء يخطر على باله، المهم أن يكون الدعاء صادقًا خاشعًا.

رابعًا: فضل السعي بين الصفا والمروة:

1. للسعي بين الصفا والمروة فضل عظيم، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تبين ذلك، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السعي بين الصفا والمروة يكفر الذنوب ما بينهما”.

2. كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من سعى بين الصفا والمروة سبع مرات، غفر الله له ذنوبه الصغائر والكبائر”، وقد ورد في بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من سعى بين الصفا والمروة سبع مرات، غفر الله له ذنوبه كلها”.

3. والسعي بين الصفا والمروة يُعتبر من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد من ربه، وقد ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى يحب المحسنين، ويحب المتقين، ويحب الذاكرين.

خامسًا: حكم السعي بين الصفا والمروة:

1. السعي بين الصفا والمروة واجب على المسلمين عند أداء مناسك الحج والعمرة، وقد فرضه الله تعالى على عباده، وقد ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى قال: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ”.

2. السعي بين الصفا والمروة واجب على كل مسلم ومسلمة، ولا يجوز تركه، إلا إذا كان هناك عذر شرعي يمنع من ذلك، مثل المرض أو العجز عن السعي.

3. إذا كان المسلم أو المسلمة غير قادر على السعي بنفسه، فيجوز له أن يوكل غيره بال

أضف تعليق