دعاء تفريج الكرب الشديد

No images found for دعاء تفريج الكرب الشديد

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛

فإن مما ابتلي به الإنسان في هذه الحياة الدنيا الكرب والشدائد، لا يخلو الإنسان من هم أو غم أو ضيق أو كرب، فالحياة كما قال فيها صاحبها صلى الله عليه وسلم: “هي دار ابتلاء وليس دار قرار”.

وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل ما أنزل بلاءً إلا وأنزل معه فرجًا، فالكرب مهما اشتد ومهما طال فإن بعده فرجًا، وهذا مما يجب أن نؤمن به ونيقن به ونحتسبه عند الله عز وجل، فالكرب مهما اشتد فإنه لا يدوم، وإن بعده لفرجًا.

أسباب الكرب والشدائد

– الذنوب والمعاصي، فإنها من أعظم أسباب الكرب والشدائد، قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “الكبائر سبع: الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”.

– البعد عن الله تعالى وعن دينه، فإن من أسباب الكرب والشدائد البعد عن الله تعالى وعن دينه، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، وقال صلى الله عليه وسلم: “من ترك شيئًا من دينه مخافة الناس فهو منافق”.

– الحسد والبغضاء، فإن الحسد والبغضاء من أسباب الكرب والشدائد، قال الله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”.

أنواع الكرب والشدائد

– الكرب المادي، وهو ما يصيب الإنسان في ماله وولده وصحته وعمله ودراسته وغير ذلك.

– الكرب النفسي، وهو ما يصيب الإنسان في نفسه وقلبه وعقله، من هم وغم وضيق وحزن وقلق وخوف وغير ذلك.

– الكرب الروحي، وهو ما يصيب الإنسان في روحه وإيمانه وعلاقته بالله تعالى، من شك وريبة وكفر وفساد عقيدة وغير ذلك.

أعراض الكرب والشدائد

– التوتر والقلق.

– الأرق واضطرابات النوم.

– فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.

– الشعور بالتعب والإرهاق.

– صعوبة التركيز والاستيعاب.

– العزلة الاجتماعية والانسحاب من الأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل.

– الأفكار السلبية واليأس والإحباط.

– فقدان الأمل والرغبة في الحياة.

دعاء تفريج الكرب الشديد

– “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي”.

– “اللهم إنك تعلم ما في نفسي فلا تؤاخذني بما في ألسنتنا، اغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر، وأقمنا مقامًا محمودًا عندك يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد”.

– “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.

فضل دعاء تفريج الكرب الشديد

– الدعاء سبب من أسباب تفريج الكرب، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

– الدعاء سبب من أسباب رفع البلاء، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.

– الدعاء سبب من أسباب رحمة الله تعالى، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.

آداب دعاء تفريج الكرب الشديد

– الإخلاص لله تعالى، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

– الخشوع والتذلل، قال الله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَخْفَضُونَ أَصْوَاتَكُمْ وَتَكْلِمُونَ بِالْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ مَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ أَنْ يَجْهَرَ بِهِ وَمَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ أَنْ يُسِرَّ بِهِ}.

– الحضور واليقظة، قال الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.

– الدعاء في أوقات الإجابة، قال الله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.

خاتمة

الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو الطريق إلى تفريج الكرب، فمن لجأ إلى الله تعالى بدعائه فرج الله عنه كربه، ويسر له أمره، وحقق له مطلوبه، فالدعاء عبادة عظيمة ينبغي للمؤمن أن يكثر منها في كل وقت وحين، خاصة في أوقات الشدة والكرب، فالدعاء سبب من أسباب تفريج الكرب، ورفع البلاء، ونزول الرحمة، فمن لجأ إلى الله تعالى بدعائه لم يرده خائبا.

نسأل الله تعالى أن يفرج كرب المكروبين، وأن ينجي الملهوفين، وأن يستجيب دعوات المضطرين، وأن يرحمنا برحمته الواسعة، إنه هو السميع المجيب.

أضف تعليق