دعاء طلب الستر من الله

دعاء طلب الستر من الله

دعاء طلب الستر من الله

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده ستره عليهم، سواء في الدنيا أو في الآخرة، فالله سبحانه وتعالى يستر على عباده ذنوبهم وعيوبهم، ويستر عليهم في الدنيا والآخرة، فإن كان العبد في الدنيا على معصية، فإن الله يستر عليه ويستر ذنوبه عن الناس، وفي الآخرة يستر عليه عيوبه وذنوبه فلا يفضحه بها أمام الناس.

أولاً: فضل الستر عند الله:

1- الستر من صفات الله تعالى: قال الله تعالى: “يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير”، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يستر على عباده ذنوبهم وعيوبهم، وقد جعل الله سبحانه وتعالى لباساً يستر به الإنسان عورته، كما جعل له لباس التقوى يستر به نفسه عن المعاصي والذنوب.

2- الستر من نعم الله على عباده: قال الله تعالى: “وإذ تأخذون ما آتاكم الله وتستكثرون”، فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على عباده بنعمة الستر، وهي من أعظم النعم التي أنعم الله بها عليهم، فهي تستر عليهم ذنوبهم وعيوبهم، وتستر عليهم في الدنيا والآخرة.

3- الستر من أسباب دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله في الآخرة”، فمن ستر على مؤمن ذنوبه وعيوبه في الدنيا، فإن الله سبحانه وتعالى يستر عليه ذنوبه وعيوبه في الآخرة، ويدخله الجنة.

ثانياً: أسباب الستر من الله تعالى:

1- الإيمان بالله: قال الله تعالى: “ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يكفر عنه سيئاته”، فالإيمان بالله والعمل الصالح من أسباب الستر من الله تعالى، فإذا كان العبد مؤمناً بالله تعالى، وعمل الصالحات، فإن الله سبحانه وتعالى يستر عليه ذنوبه وعيوبه.

2- الاستغفار والتوبة: قال الله تعالى: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون”، فإذا فعل العبد ذنباً أو ظلماً نفسه، ثم تاب إلى الله واستغفر له، فإن الله سبحانه وتعالى يستر عليه ذنبه وعيبه.

3- حفظ اللسان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صمت نجا”، فحفظ اللسان من أسباب الستر من الله تعالى، فإذا كان العبد يحفظ لسانه، ولا يتكلم إلا بخير، فإن الله سبحانه وتعالى يستر عليه ذنوبه وعيوبه.

ثالثاً: أنواع الستر التي يسترها الله على عباده:

1- الستر في الدنيا: قال الله تعالى: “وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون”، فالله سبحانه وتعالى يستر على عباده ذنوبهم وعيوبهم في الدنيا، فلا يفضحهم بها أمام الناس، إلا إذا كان العبد قد أعلن ذنبه أو عيبه، فإن الله سبحانه وتعالى يفضحه به أمام الناس.

2- الستر في الآخرة: قال الله تعالى: “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”، فالله سبحانه وتعالى يستر على عباده ذنوبهم وعيوبهم في الآخرة، فلا يفضحهم بها أمام الناس، إلا إذا كان العبد قد أعلن ذنبه أو عيبه، فإن الله سبحانه وتعالى يفضحه به أمام الناس.

3- الستر في القبر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فمن نجا منه فقد نجا مما بعده، ومن لم ينج منه لم ينج مما بعده”، فالله سبحانه وتعالى يستر على عباده في القبر، فلا يعذبهم فيه، إلا إذا كان العبد قد استحق العذاب في الدنيا، فإن الله سبحانه وتعالى يعذبه في القبر.

رابعاً: أثر الستر من الله على العبد:

1- الراحة النفسية: قال الله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، فستر الله تعالى على عباده يبعث فيهم الراحة النفسية والطمأنينة، لأنهم يعلمون أن الله سبحانه وتعالى يستر عليهم ذنوبهم وعيوبهم، فلا يخشون من فضيحة أو عار.

2- زيادة الإقبال على الطاعة: قال الله تعالى: “وإذ تأخذون ما آتاكم الله وتستكثرون”، فستر الله تعالى على عباده يزيدهم إقبالاً على الطاعة، لأنهم يعلمون أن الله سبحانه وتعالى يستر عليهم ذنوبهم وعيوبهم، فلا يخشون من الوقوع في المعاصي والذنوب.

3- دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله في الآخرة”، فمن ستر على مؤمن ذنوبه وعيوبه في الدنيا، فإن الله سبحانه وتعالى يستر عليه ذنوبه وعيوبه في الآخرة، ويدخله الجنة.

خامساً: آداب الدعاء بطلب الستر من الله تعالى:

1- الإخلاص لله تعالى: قال الله تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين الق

أضف تعليق