دعاء عن الوتر

دعاء عن الوتر

دعاء الوتر

مقدمة:

يعتبر صلاة الوتر من الصلوات الهامة التي يُؤديها المسلمون في الليل، ويُستحب أن تكون في الثلث الأخير من الليل، حيث تعد صلاة الوتر من النوافل التي لها فضل عظيم، وقد ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة ما يدل على أهمية وأجر هذه الصلاة، وفي هذا المقال سنقدم دعاء الوتر الكامل مع شرح فضلها وسبب تسميتها ودلائلها من القرآن الكريم والسنة النبوية.

فضل دعاء الوتر:

1. مغفرة الذنوب:

– إن صلاة الوتر من الصلوات التي يكثر فيها اللجوء إلى الله والتضرع إليه، وتكرار الاستغفار، ومن ثَمّ فهي قادرة على تكفير الذنوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام من الليل فصلى اثنتي عشرة ركعة، كتب له قيام ليلة”.

– الدعاء في صلاة الوتر من الأدعية المسموعة والمستجابة، ففيه يتوجه المسلم إلى الله مُلبيًا نداءه في قوله تعالى: “ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا”.

2. رفع الدرجات:

– من فضائل صلاة الوتر أنّها سبب من أسباب رفع الدرجات في الآخرة، وقد ورد في الحديث الشريف: “من صلى اثنتي عشرة ركعة يُخلصها لوجه الله تعالى، ويكون مؤمنًا بالله واليوم الآخر، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر”.

– إن صلاة الوتر تعد من الصلوات التي فيها الكثير من الأدعية والابتهالات، والتي تهدف إلى التقرب إلى الله والخشوع له، ومن ثَمّ فإنها تؤدي إلى رفع الدرجات في الآخرة.

3. استجابة الدعاء:

– في صلاة الوتر يلجأ المسلم إلى الله بالدعاء والتضرع، وهي من الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجابًا، لذا يُستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء في صلاة الوتر ويسأل الله ما يشاء من خيرات الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام يصلي من الليل يُرجي ثواب الله عز وجل، فإن قُدّر له أن يموت في تلك الساعة مات شهيدًا”.

سبب تسمية دعاء الوتر:

1. الوتر في اللغة:

– يُطلق على الوتر في اللغة العربية ما كان فردًا أي غير زوج، فهو اسمٌ يُطلق على كل شيء يكون مفردًا، يُقال: “وترت الشيء” أي جعلته فردًا.

2. الوتر في الاصطلاح:

– أما في الاصطلاح الشرعي فإن الوتر هو اسمٌ يُطلق على الصلاة التي تُؤدّى بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وهي صلاة نافلة وليست فرضًا، ولذلك سُمّيت بهذا الاسم لأنها تطرأ على صلاة العشاء وهي صلاة جماعية فتجعلها فردًا غير زوجي.

دلائل دعاء الوتر من القرآن الكريم:

1. سورة المزمل:

– قال تعالى في سورة المزمل: “قم الليل إلا قليلًا نصفه أو انقص منه قليلًا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلًا”، وهذه الآية الكريمة تدل على مشروعية صلاة الليل ومنها صلاة الوتر.

2. سورة الليل:

– قال تعالى في سورة الليل: “إن ناشئة الليل هي أشد وطئًا وأقوم قيلًا”، وهذه الآية تدل على فضل صلاة الليل وأنها أشد خشوعًا وأقوم قيلًا وأكثر استجابة للدعاء.

دلائل دعاء الوتر من السنة النبوية:

1. صحيح البخاري:

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة بالليل ويوتر بواحدة”، وهذا الحديث يدل على مشروعية صلاة الوتر وعدد ركعاتها.

2. صحيح مسلم:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى من الليل اثنتي عشرة ركعة، ثم أوتر بواحدة، كتب الله له قيام ليلة”، وهذا الحديث يدل على فضل صلاة الوتر وأنها تعادل قيام ليلة كاملة.

كيفية صلاة الوتر:

1. عدد ركعات الوتر:

– يُستحب أن يصلي المسلم صلاة الوتر بثلاث ركعات، ويمكن أن يُصليها بركعة واحدة أو بخمس ركعات أو بسبع ركعات أو بتسع ركعات أو بإحدى عشرة ركعة، فكل هذا جائز في صلاة الوتر.

2. كيفية صلاة الوتر:

– إذا كان المسلم يصلي الوتر بثلاث ركعات، فإنه يصلي الركعتين الأوليتين خفيفتين، ثم يصلي الركعة الثالثة طويلة، ويُطيل فيها القراءة والركوع والسجود، ويمكن أن يصلي الوتر بسبع ركعات أو بتسع ركعات أو بإحدى عشرة ركعة، على أن يُطيل الركعة الأخيرة في كل وتر.

دعاء الوتر الكامل:

1. الدعاء في الركعة الأولى:

– “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت”.

2. الدعاء في الركعة الثانية:

– “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك”.

3. الدعاء في الركعة الثالثة:

– “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واقض عني الدين، وأغنني من الفقر”.

خاتمة:

وفي الختام فإن صلاة الوتر من النوافل الهامة التي لها فضل عظيم، ويُستحب للمسلم أن يُحافظ عليها قدر الإمكان، وأن يكثر من الدعاء فيها، والتضرع إلى الله، واللجوء إليه، والتكبير، والتهليل، والتسبيح، والحمد، والاستغفار، والصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يسأل الله ما يشاء من خيرات الدنيا والآخرة.

أضف تعليق