دعاء مكارم الأخلاق بصوت ميثم التمار
مقدمة:
دعاء مكارم الأخلاق من الأدعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء جامع لكل ما يرجى من كريم الأخلاق وصفات الكمال، وقد ورد في عدة روايات عن الصحابة رضوان الله عليهم، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء في كل وقت وفي كل حين، لما فيه من الفوائد العظيمة والأجر الكبير.
1. فضل دعاء مكارم الأخلاق:
للدعاء فضل كبير عند الله تعالى، وقد ورد في فضله الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة”.
كما ورد في فضل الدعاء ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والأرض”.
وهذا يدل على عظم قدر الدعاء عند الله تعالى وأنه من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
2. أهمية الدعاء بمكارم الأخلاق:
مكارم الأخلاق هي الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان المسلم، وهي من أهم ما يميزه عن غيره من الناس، وقد حث الإسلام على التحلي بمكارم الأخلاق وجعلها من أسمى الغايات التي يسعى المسلم إلى تحقيقها.
ففي قوله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”.
ويكون الدعاء بمكارم الأخلاق من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يحرص عليها، لما فيه من الفوائد العظيمة التي تعود عليه في الدنيا والآخرة.
3. آداب الدعاء بمكارم الأخلاق:
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الدعاء بمكارم الأخلاق، ومن ذلك:
• الإخلاص: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى لا يبتغي به أي غرض دنيوي أو مصلحة شخصية.
• اليقين: أن يكون الداعي موقنًا بالإجابة وأن الله تعالى قادر على تحقيق ما يدعو به.
• الحضور: أن يكون القلب حاضرًا عند الدعاء وأن يكون الداعي متوجهًا إلى الله تعالى بكامل عقله وقلبه.
4. مواضع الدعاء بمكارم الأخلاق:
يمكن للمسلم أن يدعو بمكارم الأخلاق في أي وقت وفي أي مكان، لكن هناك بعض المواضع التي يكون فيها الدعاء أكثر فضلاً، ومن ذلك:
• بعد الصلوات: فبعد الصلوات من أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء بعد كل صلاة.
• في الثلث الأخير من الليل: وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا ويستمع إلى دعاء عباده.
• عند السجود: فالسجود هو أقرب ما يكون العبد من ربه، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء في سجوده.
5. صفة دعاء مكارم الأخلاق:
وصف الله تعالى دعاء مكارم الأخلاق في كتابه الكريم بأنه: “دعاء تام”، وهو دعاء جامع لكل ما يرجى من كريم الأخلاق وصفات الكمال، وقد ورد في عدة روايات عن الصحابة رضوان الله عليهم، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم إني أسألك مكارم الأخلاق ولا يعطيها إلا أنت، وأعوذ بك من شرار الأخلاق ولا يمنعها إلا أنت”.
وقد ذكر العلماء أن دعاء مكارم الأخلاق يتضمن ثلاثة أقسام:
• القسم الأول: دعاء بالفضائل والخصال الحميدة التي يحبها الله تعالى ويرضاها لعباده.
• القسم الثاني: دعاء بالوقاية من الرذائل والصفات المذمومة التي يكرهها الله تعالى وينهى عباده عنها.
• القسم الثالث: دعاء بطلب النصر والتوفيق على النفس والشيطان حتى يتمكن العبد من التحلي بمكارم الأخلاق واجتناب مساوئها.
6. ثمار الدعاء بمكارم الأخلاق:
الدعاء بمكارم الأخلاق له ثمار عظيمة تعود على الداعي في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
• في الدنيا: يجعل المسلم محبوبًا عند الله تعالى وعند الناس.
• يفتح له أبواب الخير والبركة والرزق.
• يجعله ناجحًا في حياته وعمله.
• في الآخرة: يثقل ميزانه بالحسنات ويرفع درجته في الجنة.
• ينجو من عذاب النار ويدخل الجنة من بابها الأوسع.
7. خاتمة:
دعاء مكارم الأخلاق من الأدعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء جامع لكل ما يرجى من كريم الأخلاق وصفات الكمال، وقد ورد في عدة روايات عن الصحابة رضوان الله عليهم، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء في كل وقت وفي كل حين، لما فيه من الفوائد العظيمة والأجر الكبير.
لذلك، يجب على كل مسلم أن يحرص على الدعاء بمكارم الأخلاق وأن يواظب عليه في كل وقت وفي كل حين، حتى ينال فضل الله تعالى ومغفرته ورحمته.