دفع كفاره عن الصيام

دفع كفاره عن الصيام

دفع كفارة عن الصيام:

إن الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة بدنية وروحانية عظيمة، لها العديد من الفوائد والمكاسب الجسدية والنفسية، وقد شرع الله تعالى الصيام ليكون وسيلة للتزكية والتقوى، ولإبعاد المسلم عن الشهوات والرغبات الدنيوية، وصرف قلبه نحو العبادة والطاعة، ولذلك فرضه الله تعالى على المسلمين البالغين القادرين على القيام به، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجوز فيها للمسلم أن يفطر في نهار رمضان، وذلك لعذر شرعي أو سبب قهري، ولكن عليه أن يقضي هذه الأيام التي أفطر فيها في وقت لاحق، وفي حال تعذر القضاء عليه لسببٍ معين، فيجب عليه أن يدفع كفارة عن كل يوم أفطر فيه.

أنواع الكفارة عن الصيام:

1. كفارة الإطعام:

وهي إطعام ستين مسكينًا من الفقراء والمساكين، وذلك بقدر مد من الطعام لكل مسكين، والمد يعادل كيلوغرامًا واحدًا تقريبًا.

ويجوز للمسلم أن يخرج قيمة هذه الكفارة نقدًا، حيث يقدر ثمن المد من الطعام بسعر السوق في المنطقة التي يعيش فيها.

وتوزع هذه الكفارة على الفقراء والمساكين مباشرةً، أو عن طريق الجمعيات والمؤسسات الخيرية المختصة بذلك.

2. كفارة الصيام:

وهي عتق رقبة مؤمنة، أي تحرير عبد أو أمة من العبودية، وذلك إذا كان قادرًا على ذلك.

وإذا لم يكن المسلم قادرًا على عتق رقبة مؤمنة، فعليه أن يصوم شهرين متتاليين دون انقطاع، وذلك عن كل يوم أفطر فيه.

ويجوز للمسلم أن يفطر في أثناء صيام الكفارة إذا كان هناك عذر شرعي أو سبب قهري، ولكن عليه أن يقضي هذه الأيام التي أفطر فيها في وقت لاحق.

3. كفارة الظهار:

وهي صيام شهرين متتاليين دون انقطاع، وذلك عن كل مرةٍ تلفظ فيها المسلم بالظهار لزوجته.

وإذا لم يكن المسلم قادرًا على صيام شهرين متتاليين، فعليه أن يطعم ستين مسكينًا من الفقراء والمساكين، وذلك بقدر مد من الطعام لكل مسكين.

ويجوز للمسلم أن يفطر في أثناء صيام الكفارة إذا كان هناك عذر شرعي أو سبب قهري، ولكن عليه أن يقضي هذه الأيام التي أفطر فيها في وقت لاحق.

4. كفارة الإفطار المتعمد:

وهي عتق رقبة مؤمنة، أو صيام شهرين متتاليين دون انقطاع، أو إطعام ستين مسكينًا من الفقراء والمساكين، وذلك بقدر مد من الطعام لكل مسكين.

ويجب على المسلم أن يختار أحد هذه الكفارات الثلاث عن كل يوم أفطر فيه متعمدًا.

ولا يجوز للمسلم أن يفطر في أثناء صيام الكفارة إذا كان هناك عذر شرعي أو سبب قهري، وإذا أفطر فعليه أن يقضي هذه الأيام التي أفطر فيها في وقت لاحق.

5. كفارة الإفطار في نهار رمضان بسبب السفر:

وهي صيام يوم واحد عن كل يوم أفطر فيه المسافر في نهار رمضان، وذلك بعد عودته من السفر.

ويجوز للمسافر أن يفطر في أثناء صيام الكفارة إذا كان هناك عذر شرعي أو سبب قهري، ولكن عليه أن يقضي هذه الأيام التي أفطر فيها في وقت لاحق.

6. كفارة الإفطار في نهار رمضان بسبب المرض:

وهي صيام يوم واحد عن كل يوم أفطر فيه المريض في نهار رمضان، وذلك بعد شفائه من المرض.

ويجوز للمريض أن يفطر في أثناء صيام الكفارة إذا كان هناك عذر شرعي أو سبب قهري، ولكن عليه أن يقضي هذه الأيام التي أفطر فيها في وقت لاحق.

7. كفارة الإفطار في نهار رمضان بسبب الحيض أو النفاس:

وهي صيام الأيام التي أفطرت فيها المرأة الحائض أو النفساء بعد انتهاء حيضها أو نفاسها.

ولا يجوز للمرأة الحائض أو النفساء أن تصوم في أثناء الحيض أو النفاس، وإذا صامت فعليها أن تقضي هذه الأيام التي صامت فيها بعد انتهاء حيضها أو نفاسها.

كيفية دفع كفارة عن الصيام:

1. يجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى عن ذنبه الذي أدى إلى وجوب الكفارة عليه.

2. أن ينوي المسلم دفع الكفارة عن الصيام، وذلك عند إخراجها أو إطعامها للفقراء والمساكين.

3. أن يوزع المسلم الكفارة على الفقراء والمساكين بنفسه، أو عن طريق الجمعيات والمؤسسات الخيرية المختصة بذلك.

الخاتمة:

إن كفارة الصيام هي تكفير عن الذنب الذي أدى إلى وجوبها، وهي وسيلة للتوبة والرجوع إلى الله تعالى، ولذلك يجب على المسلم الذي وجبت عليه كفارة الصيام أن يبادر إلى دفعها على وجهها الصحيح، وأن يتوب إلى الله تعالى عن ذنبه الذي أدى إلى وجوب الكفارة عليه، وأن يعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *