راي شيخ الازهر في تهنئة المسيحيين

راي شيخ الازهر في تهنئة المسيحيين

رأي شيخ الأزهر في تهنئة المسيحيين

مقدمة

يعتبر الأزهر الشريف من أعرق المؤسسات الإسلامية في العالم، وقد عرف على مر التاريخ بمواقفه الدينية والسياسية المستنيرة، وكان له دور بارز في نشر الإسلام والعلوم الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وفي هذا المقال، سوف نتناول رأي شيخ الأزهر في تهنئة المسيحيين بالأعياد الميلادية، وذلك من خلال استعراض ما قاله علماء الأزهر في هذا الموضوع، وما هو الرأي المرجح الذي يتوافق مع موقف الأزهر الرسمي.

الرأي المرجح في تهنئة المسيحيين

يرى الرأي المرجح في الأزهر الشريف أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية جائزة ومستحبة، وذلك استنادًا إلى جملة من الأدلة الشرعية والعقلية.

الأدلة الشرعية

أولاً: ما ورد عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – من أنه أمر المسلمين بتبادل الهدايا والتهاني في العيد، ولم يفرق بين المسلم وغير المسلم.

ثانيًا: ما ورد عن الصحابة والتابعين من أنهم كانوا يهنئون أهل الكتاب بأعيادهم، ولم ينقل عن أحد منهم أنه أنكر ذلك.

ثالثًا: ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي تدعو إلى حسن التعامل مع أهل الكتاب، والمحافظة على حقوقهم الإنسانية.

الأدلة العقلية

أولاً: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية من شأنها أن تعزز أواصر المحبة والوئام بين المسلمين والمسيحيين، وتساهم في خلق جو من التفاهم والاحترام المتبادل.

ثانيًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية لا يعتبر من قبيل المشاركة في أعيادهم الدينية، ولكنه من قبيل التهنئة بمناسبة اجتماعية، تمامًا كما يهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بمناسبة الأعياد الإسلامية.

ثالثًا: إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية لا تتنافى مع مبادئ العقيدة الإسلامية، ولا تؤثر على إيمان المسلم بدينه.

رأي شيخ الأزهر

وقد صرح شيخ الأزهر، أحمد الطيب، في أكثر من مناسبة أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية جائزة ومستحبة، وذلك استنادًا إلى الأدلة الشرعية والعقلية التي ذكرناها سابقًا.

وأكد شيخ الأزهر على أن المسلم لا يجوز له أن يتحامل على أهل الكتاب، أو أن يعاملهم معاملة سيئة، بل يجب عليه أن يحسن معاملتهم، وأن يحرص على التهنئة بهم في أعيادهم ومناسباتهم الاجتماعية.

موقف الأزهر الرسمي

إن موقف الأزهر الرسمي من تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية هو موقف داعم ومشجع، حيث يرى الأزهر أن هذه التهنئة من شأنها أن تعزز أواصر المحبة والوئام بين المسلمين والمسيحيين، وتساهم في خلق جو من التفاهم والاحترام المتبادل.

ويؤكد الأزهر على أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية هي من قبيل التهنئة بمناسبة اجتماعية، وليست من قبيل المشاركة في أعيادهم الدينية، وبالتالي فهي لا تتنافى مع مبادئ العقيدة الإسلامية، ولا تؤثر على إيمان المسلم بدينه.

لماذا يهنئ المسلمون المسيحيين

هناك العديد من الأسباب التي تدفع المسلمين إلى تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية، ومن أهم هذه الأسباب:

ترسيخ التعايش السلمي

إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية من شأنها أن تعزز أواصر المحبة والوئام بين المسلمين والمسيحيين، وتساهم في خلق جو من التفاهم والاحترام المتبادل. وهذا يؤدي إلى ترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد.

تطبيق مبادئ الإسلام

إن الإسلام دين التسامح والتعايش السلمي، وهو يدعو إلى حسن التعامل مع أهل الكتاب، والمحافظة على حقوقهم الإنسانية. ولذلك، فإن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية هي تطبيق عملي لمبادئ الإسلام.

الوفاء بالحقوق الإنسانية

إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية هو وفاء بالحقوق الإنسانية، حيث أن المسيحيين مواطنون في هذا الوطن، ولديهم حقوق وعليهم واجبات، ومن حقهم أن يتم التعامل معهم باحترام وتقدير.

خاتمة

إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية هي مظهر من مظاهر التسامح والتعايش السلمي، وهي تطبيق عملي لمبادئ الإسلام السمحة. ولذلك، فإن الأزهر الشريف يدعم ويشجع المسلمين على تهنئة المسيحيين بأعيادهم الميلادية، وذلك من أجل ترسيخ التعايش السلمي وتطبيق مبادئ الإسلام والوفاء بالحقوق الإنسانية.

أضف تعليق