تهنئة المسيحيين باعيادهم حلال أم حرام

تهنئة المسيحيين باعيادهم حلال أم حرام

مقدمة:

يحتفل المسيحيون في جميع أنحاء العالم بالعديد من الأعياد الدينية المهمة، مثل عيد الميلاد وعيد القيامة وعيد العنصرة، والتي لها مكانة خاصة في قلوبهم. وقد أثيرت مسألة تهنئة المسيحيين بهذه الأعياد بين المسلمين، حيث انقسمت الآراء حول مدى جواز ذلك من عدمه. في هذا المقال، سنتناول هذه المسألة من منظور ديني وفقهي.

هل تهنئة المسيحيين أعيادهم جائزة أم ممنوعة؟

1. أدلة جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

يقول الله تعالى في سورة المائدة: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين}.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “البر حيثما كان فأعينوه”.

وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “إني لأحب أن أوسع لليهود والنصارى في منازلهم، وأعطيهم من الحقوق ما لهم”.

2. أدلة منع تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

يقول الله تعالى في سورة البراءة: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “لا تهنئوا اليهود والنصارى بأعيادهم، ولا يقولوا لهم: عيد مبارك”.

3. رأي الفقهاء في تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، واستدلوا بالأدلة الواردة في جواز البر والإحسان إلى غير المسلمين.

وذهب بعض الفقهاء إلى منع تهنئة المسيحيين بأعيادهم، واستدلوا بالأدلة الواردة في النهي عن اتخاذهم أولياء ومحبة أعيادهم.

4. فتوى دار الإفتاء المصرية في تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى في عام 2007 تجيز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، بشرط ألا يكون ذلك إقرارًا بعقائدهم أو مشاركة لهم في طقوسهم الدينية.

وأكدت الدار أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم من قبيل المعاملة الحسنة التي أمرنا الله بها في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنًا}.

5. حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم في ظروف خاصة:

إذا كان تهنئة المسيحيين بأعيادهم يترتب عليه مصلحة للمسلمين، مثل إزالة العداوة بين المسلمين والمسيحيين أو تعزيز العلاقات بينهما، فهذا جائز شرعًا.

كذلك إذا كانت تهنئة المسيحيين بأعيادهم من قبيل رد الجميل لهم على ما يفعلونه من تهنئة المسلمين بأعيادهم، فهذا جائز شرعًا أيضًا.

6. آداب تهنئة المسيحيين بأعيادهم:

يجب أن تكون تهنئة المسيحيين بأعيادهم من قبيل المعاملة الحسنة واللطف، دون أي إقرار بعقائدهم أو مشاركة لهم في طقوسهم الدينية.

ينبغي أن تكون تهنئة المسيحيين بأعيادهم مقتصرة على الكلام الطيب والدعاء لهم بالخير، دون تقديم الهدايا أو المشاركة في احتفالاتهم.

يجب أن لا تكون تهنئة المسيحيين بأعيادهم سببًا في إثارة الفتنة أو العداوة بين المسلمين والمسيحيين.

7. الخاتمة:

إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء، بين من يجيزها ومن يمنعها. والأرجح أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم جائزة شرعًا، بشرط ألا يكون ذلك إقرارًا بعقائدهم أو مشاركة لهم في طقوسهم الدينية. وينبغي أن تكون تهنئة المسيحيين بأعيادهم من قبيل المعاملة الحسنة واللطف، دون أي إثارة للفتنة أو العداوة بين المسلمين والمسيحيين.

أضف تعليق