روحانية دعاء يستشير

روحانية دعاء يستشير

روحانية دعاء الاستخارة

مقدمة

دعاء الاستخارة من الأدعية الهامة التي يلجأ إليها المسلم عندما يواجه موقفًا صعبًا لا يستطيع اتخاذ قرار بشأنه، ويرغب في معرفة ما هو الخير له فيه، وقد ورد في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: “إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – يسميه باسمه – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به”.

شروط دعاء الاستخارة

1. النية الصالحة: يجب أن تكون نية المسلم الذي يدعو بدعاء الاستخارة صالحة، وأن يكون قصده التقرب إلى الله تعالى وطلب الخير منه.

2. اليقين بالله تعالى: يجب أن يكون المسلم الذي يدعو بدعاء الاستخارة مؤمنًا بالله تعالى، ومتيقنًا أنه وحده هو الذي يعلم الغيب، وأن الخير كله بيده.

3. التوكل على الله تعالى: يجب أن يتوكل المسلم الذي يدعو بدعاء الاستخارة على الله تعالى، وأن يكون على يقين أنه لن يضيعه، وأنه سيختار له ما هو خير له.

4. الرضا بقضاء الله تعالى: يجب أن يكون المسلم الذي يدعو بدعاء الاستخارة راضيًا بقضاء الله تعالى، وألا يتأثر إذا جاءت النتيجة على غير ما يشتهي.

فضل دعاء الاستخارة

1. تقليل الحيرة والتردد: يساعد دعاء الاستخارة على تقليل الحيرة والتردد عند اتخاذ القرارات، وذلك لأنه يجعل المسلم يضع ثقته في الله تعالى، ويتيقن أنه لن يضيعه.

2. جلب الخير للمسلم: يساعد دعاء الاستخارة على جلب الخير للمسلم، وذلك لأنه يجعله يتخذ القرارات الصحيحة التي تؤدي إلى الخير له في الدنيا والآخرة.

3. نيل رضا الله تعالى: يساعد دعاء الاستخارة على نيل رضا الله تعالى، وذلك لأن المسلم الذي يدعو به يظهر لله تعالى أنه متوكل عليه، وأنه راضي بقضائه وقدره.

أركان دعاء الاستخارة

1. الركعتان: يجب على المسلم الذي يريد أن يدعو بدعاء الاستخارة أن يصلي ركعتين من غير الفريضة، ويكون ذلك في أي وقت من النهار أو الليل.

2. الدعاء: بعد أن يصلي المسلم الركعتين، عليه أن يدعو بدعاء الاستخارة، ويكون ذلك بأن يقول: “اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – يسميه باسمه – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به”.

3. التفكر في الأمر: بعد أن يدعو المسلم بدعاء الاستخارة، عليه أن يتفكر في الأمر الذي استخار الله فيه، وأن ينظر في إيجابياته وسلبياته، وأن يزن الأمور بعقله.

علامات قبول دعاء الاستخارة

1. انشراح الصدر: إذا شعر المسلم بانشراح صدره بعد دعائه بدعاء الاستخارة، فهذه علامة على قبول دعائه.

2. زوال الحيرة والتردد: إذا زالت الحيرة والتردد عن المسلم بعد دعائه بدعاء الاستخارة، فهذه علامة على قبول دعائه.

3. تيسير الأمر: إذا تيسر للمسلم الأمر الذي استخار الله فيه بعد دعائه بدعاء الاستخارة، فهذه علامة على قبول دعائه.

درجات الاستخارة

1. الاستخارة المطلقة: وهي أن يستخير المسلم الله تعالى في كل الأمور، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، دون أن يحدد شيئًا معينًا.

2. الاستخارة المقيدة: وهي أن يستخير المسلم الله تعالى في أمر معين، يكون قد حدده مسبقًا.

3. الاستخارة المشروطة: وهي أن يستخير المسلم الله تعالى في أمر معين، بشرط أن يكون خيره فيه.

خاتمة

دعاء الاستخارة من الأدعية الهامة التي يجب على المسلم أن يحفظها ويداوم عليها، وذلك لأنها تساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة التي تؤدي إلى الخير له في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق