زكاة الذهب الملبوس

زكاة الذهب الملبوس

مقدمة

زكاة الذهب الملبوس هي أحد أنواع الزكاة الواجبة على المسلم، والتي تُفرض على الذهب الذي يُستخدم كحلي وزينة، مثل الذهب الذي ترتديه النساء على أجسادهن، أو الذهب الذي يرتديه الرجال في شكل خواتم أو أساور. وفي هذا المقال، سنتناول موضوع زكاة الذهب الملبوس بالتفصيل، وسنوضح شروط وجوب الزكاة فيه، ومقدار الزكاة الواجبة، وكيفية إخراجها.

حكم زكاة الذهب الملبوس

زكاة الذهب الملبوس واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل، إذا كان يمتلك نصابًا من الذهب، وهو ما يعادل 85 جرامًا من الذهب الخالص، أو ما يعادل قيمتها من الذهب المشغول. وقد أجمع جمهور الفقهاء على وجوب زكاة الذهب الملبوس، استنادًا إلى الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في هذا الشأن، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بذهب حُلِيّ”.

شروط وجوب زكاة الذهب الملبوس

1- أن يكون الذهب خالصًا أو مشغولًا: يجب أن يكون الذهب الذي تُفرض عليه الزكاة خالصًا أو مشغولًا، بمعنى أن يكون مصنوعًا على هيئة حلي وزينة. أما الذهب الخام الذي لم يُصنع منه أي شيء فلا تجب فيه الزكاة.

2- أن يبلغ الذهب نصابًا: يجب أن يبلغ مقدار الذهب الذي تُفرض عليه الزكاة نصابًا، وهو ما يعادل 85 جرامًا من الذهب الخالص، أو ما يعادل قيمتها من الذهب المشغول. أما الذهب الذي يقل عن هذا المقدار فلا تجب فيه الزكاة.

3- أن يكون الذهب مملوكًا للمسلم: يجب أن يكون الذهب الذي تُفرض عليه الزكاة مملوكًا للمسلم ملكية تامة، بمعنى أن يكون قد اشتراه أو ورثه أو أهدي إليه. أما الذهب الذي يكون مستعارًا أو مؤجرًا فلا تجب فيه الزكاة.

4- أن يكون الذهب حليًا أو زينة: يجب أن يكون الذهب الذي تُفرض عليه الزكاة مستخدمًا كحلي وزينة، مثل الذهب الذي ترتديه النساء على أجسادهن، أو الذهب الذي يرتديه الرجال في شكل خواتم أو أساور. أما الذهب الذي يستخدم لأغراض أخرى، مثل الذهب المستخدم في صناعة الأدوات أو الأجهزة، فلا تجب فيه الزكاة.

5- أن يمضي على الذهب حول كامل: يجب أن يمضي على ملكية الذهب حول كامل، وهو ما يعادل سنة هجرية، وذلك حتى تجب فيه الزكاة. أما الذهب الذي لم يمض عليه حول كامل فلا تجب فيه الزكاة.

مقادير زكاة الذهب الملبوس

مقدار الزكاة الواجبة في الذهب الملبوس هو ربع العُشر، أي 2.5% من قيمة الذهب، وذلك بعد خصم قيمة المصنعية منه. فإذا كان الذهب الذي تملكه المرأة يبلغ قيمته 1000 دولار، وقيمة المصنعية فيه 100 دولار، فإن مقدار الزكاة الواجبة فيه هو 2.5% من 900 دولار، أي 22.5 دولارًا.

كيفية إخراج زكاة الذهب الملبوس

إخراج زكاة الذهب الملبوس يتم عن طريق إخراج مبلغ من المال يعادل 2.5% من قيمة الذهب، وذلك بعد خصم قيمة المصنعية منه. ويجوز للمرأة أن تُخرج زكاة الذهب الملبوس من أي مال تملكه، سواء كان نقدًا أو عروضًا تجارية أو عقارات. ويجوز لها أيضًا أن تُخرج زكاة الذهب الملبوس من الذهب نفسه، وذلك عن طريق بيع جزء منه وإخراج ثمنه زكاة.

الحكمة من مشروعية زكاة الذهب الملبوس

الحكمة من مشروعية زكاة الذهب الملبوس هي تطهير الأموال وتنميتها، وإغاثة الفقراء والمساكين، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين. كما أن زكاة الذهب الملبوس تُسهم في الحد من الت奢侈 والإسراف، وتُعوّد المسلم على البذل والعطاء في سبيل الله.

آثار ترك زكاة الذهب الملبوس

ترك زكاة الذهب الملبوس يُعتبر من الكبائر، ويُعد من أكل أموال الناس بالباطل، وذلك لأن الزكاة حق واجب للمساكين والفقراء في أموال الأغنياء. كما أن ترك زكاة الذهب الملبوس يُحرم صاحبه من بركة ماله، ويُعرضه للعقوبة في الدنيا والآخرة.

خاتمة

زكاة الذهب الملبوس واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل، إذا كان يمتلك نصابًا من الذهب. ومقدار الزكاة الواجبة في الذهب الملبوس هو ربع العُشر، أي 2.5% من قيمة الذهب، وذلك بعد خصم قيمة المصنعية منه. ويجوز للمرأة أن تُخرج زكاة الذهب الملبوس من أي مال تملكه، سواء كان نقدًا أو عروضًا تجارية أو عقارات. ويجوز لها أيضًا أن تُخرج زكاة الذهب الملبوس من الذهب نفسه، وذلك عن طريق بيع جزء منه وإخراج ثمنه زكاة. والحكمة من مشروعية زكاة الذهب الملبوس هي تطهير الأموال وتنميتها، وإغاثة الفقراء والمساكين، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين. كما أن زكاة الذهب الملبوس تُسهم في الحد من الت奢侈 والإسراف، وتُعوّد المسلم على البذل والعطاء في سبيل الله.

أضف تعليق