شعر عن النصيب

شعر عن النصيب

مقدمة

الشعر ديوان العرب، وهو مرآة لحياتهم وثقافتهم، وقد تناول الشعراء العرب العديد من الموضوعات في أشعارهم، منها موضوع النصيب، والنصيب هو ما قسمه الله للإنسان من خير أو شر، وقد اختلف الشعراء في نظرتهم إلى النصيب، فمنهم من رضي به واثقًا بقضاء الله وقدره، ومنهم من سخطه وتذمر منه.

أولاً: تعريف النصيب

النصيب هو حظ الإنسان من الدنيا، وهو ما قسمه الله له من خير أو شر، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابًا مؤجلًا”، وهذا يدل على أن موت الإنسان محدد وقدره الله له، ولا يمكن لأحد أن يغيره.

ثانيًا: رضا الشعراء بالنصيب

لقد رضي بعض الشعراء بالنصيب، وأظهروا ذلك في أشعارهم، ومن هؤلاء الشعراء أبو الطيب المتنبي، الذي قال:

رضيت بما قسم الرحمن لي رضيًا

وأسلمت تسليمًا لأمر السماء

فما حكمت إلا بما شاء ربي

وما أمر إلا على ما قضى

ثالثًا: سخط الشعراء على النصيب

لقد سخط بعض الشعراء على النصيب، وتذمروا منه في أشعارهم، ومن هؤلاء الشعراء امرؤ القيس، الذي قال:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بواد وحولي إذخر وجليل

وإنسان يعشو في مراد لقاءنا

ويغدو ويبكي إن حسبنا طويل

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بواد وحولي إذخر وجليل

رابعًا: أسباب سخط الشعراء على النصيب

هناك العديد من الأسباب التي جعلت بعض الشعراء يسخطون على النصيب، ومن هذه الأسباب:

1- الفقر: قد يكون الفقر أحد أسباب سخط الشعراء على النصيب، فقد قال الشاعر أبو تمام:

ألا أيها الفقر المدقع كلما

أردت اعتذاري عنك لم تتنازل

فيا عجبي من فقر ذل صاحبه

ولكنه في الجد غير ذليل

2- المرض: قد يكون المرض أيضًا أحد أسباب سخط الشعراء على النصيب، فقد قال الشاعر البحتري:

ألم تر أن المرء مهما أصاب من

عمر الدهر أخيرًا يئوب إلى الضيم

فلا تأسفن على دنيا يصيب الفتى

بها ناب دهر أو نصال لظى سقم

3- فقدان الأحبة: قد يكون فقدان الأحبة أيضًا أحد أسباب سخط الشعراء على النصيب، فقد قال الشاعر أبو فراس الحمداني:

يا من بكت عيني عليك بدمعها

هل تدرك الدمع الذي قد أراقها

أفنى الشباب وأفنيت الصبا

فهلا كذلك أفنيت شقوتها

خامسًا: تأثير النصيب على حياة الشعراء

لقد كان للنصيب تأثير كبير على حياة الشعراء، فقد أثر على نفسياتهم وطريقة تفكيرهم، كما أثر على أشعارهم، فقد كان النصيب موضوعًا رئيسيًا في شعرهم، وقد تناولوه من زوايا مختلفة.

سادسًا: حكم الشعراء في النصيب

لقد اختلف الشعراء في حكمهم على النصيب، فمنهم من رأى أنه خير محض، ومنهم من رأى أنه شر محض، ومنهم من رأى أنه خليط من الخير والشر، وقد قال الشاعر أبو العتاهية:

النصيب النصيب مهما تكن

فاترك الهم واذكر الله

فإذا ما أتى ما قدره الله

فقل الحمد لله

سابعًا: موقف الشعراء من النصيب

لقد اختلفت مواقف الشعراء من النصيب، فمنهم من رضيه وقبله، ومنهم من سخطه وتذمر منه، ومنهم من وقف موقفًا محايدًا، وقد قال الشاعر ابن الرومي:

النصيب النصيب وأي فتي

لا يرى ما قضاه ما شاءت الأقدار

فدع الخلق واللجاج فما

منكم إلا صريع راض أو غير راض

خاتمة

لقد تناول الشعراء العرب موضوع النصيب في أشعارهم من زوايا مختلفة، وقد اختلفوا في نظرتهم إليه، فمنهم من رضي به واثقًا بقضاء الله وقدره، ومنهم من سخطه وتذمر منه، ومنهم من وقف موقفًا محايدًا، وقد كان للنصيب تأثير كبير على حياة الشعراء وأشعارهم.

أضف تعليق