شعر للفخر

شعر للفخر

شعر الفخر: السيف البتار والقلم السيال

المقدمة:

شعر الفخر هو أحد أغراض الشعر العربي القديم، وهو الذي يمدح فيه الشاعر نفسه أو قومه أو عشيرته أو وطنه، وقد كان شعراء الجاهلية يتنافسون في مدح أنفسهم وقبائلهم، وكانوا يرون أن الشعر الفخر هو أشرف أنواع الشعر، وقد قال امرؤ القيس:

“وإن خيار الشعر ما قيل بعده فما أنت قائل بعد شعر ابن حجر”

وقد كان شعراء الإسلام الأوائل يستخدمون شعر الفخر للدفاع عن دينهم الجديد ونبيهم الكريم، وكانوا يردون على هجمات المشركين عليهم بأشعار يفتخرون فيها بدينهم ونبيهم، وقد قال حسان بن ثابت:

“أنا حسان شاعر الأنصار ومن دعا إلى الإسلام من خندف”

وقد استمر شعراء العصر الأموي في استخدام شعر الفخر، وكانوا يمدحون فيه الخلفاء الأمويين وقادتهم، وكانوا يتباهون بانتصاراتهم العسكرية وفتوحاتهم، وقد قال الفرزدق:

“نحن بني مروان خير قبيلة في الناس مجدا سادة قدما”

وقد استمر شعراء العصر العباسي في استخدام شعر الفخر، وكانوا يمدحون فيه الخلفاء العباسيين وقادتهم، وكانوا يتباهون بنهضتهم العلمية والثقافية، وقد قال أبو نواس:

“أنا أبو نواس شاعر مضر ومن دعا إلى العباس من مضر”

وقد استمر شعراء العصور اللاحقة في استخدام شعر الفخر، وكانوا يمدحون فيه حكامهم وقادتهم، وكانوا يتباهون بإنجازاتهم وانتصاراتهم، وقد قال المتنبي:

“أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم”

مواضيع شعر الفخر:

1. مدح الذات:

يتناول هذا النوع من شعر الفخر مدح الشاعر لذاته، وقد يمدح صفاته الشخصية أو الشكلية أو الأدبية، وقد يمدح شجاعته وكرمه وفروسيته، وقد يمدح علمه وحكمته وفصاحته، وقد يمدح شعره وبيانه وقدرته على التأثير في الناس، وقد قال امرؤ القيس:

“أنا امرؤ القيس بن حجر ملك العرب وذي التاج”

وقال زهير بن أبي سلمى:

“أنا زهير والبيت بيتي ومجلسي مجلسي”

وقال المتنبي:

“أنا الذي سمت به الهمم ونطق بالعجائب الكلم”

2. مدح القبيلة:

يتناول هذا النوع من شعر الفخر مدح الشاعر لقبيلته، وقد يمدح نسبها ومجدها وتاريخها، وقد يمدح شجاعة أفرادها وكرمهم وفروسيتهم، وقد يمدح علماءها وفقهائها وشعراءها، وقد يمدح صناعاتها وتجارتها وزراعتها، وقد قال النابغة الذبياني:

“فإنك من ذبيان حي عوالي كبير جليل وخيار البرايا”

وقال طرفة بن العبد:

“فإني امرؤ من عامر من بكر غطاريفها والفرسان فخرها”

وقال المتنبي:

“أنا الذي سمت به الهمم ونطق بالعجائب الكلم”

3. مدح الوطن:

يتناول هذا النوع من شعر الفخر مدح الشاعر لوطنه، وقد يمدح تاريخه وحضارته وثقافته، وقد يمدح جماله الطبيعي ومناظره الخلابة، وقد يمدح شعبه وكرمه وضيافته، وقد يمدح إنجازات وطنه العلمية والتقنية والاقتصادية، وقد قال امرؤ القيس:

“ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى أو بالحجون فننزل”

وقال زهير بن أبي سلمى:

“ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بذي سلم جسرا أم بذي طلل”

وقال المتنبي:

“أنا الذي سمت به الهمم ونطق بالعجائب الكلم”

4. مدح الحاكم:

يتناول هذا النوع من شعر الفخر مدح الشاعر للحاكم، وقد يمدح عدله ورحمته وبرّه، وقد يمدح حنكته ودهائه وسياسة، وقد يمدح شجاعته وكرمه وفروسيته، وقد يمدح علمه وحكمته وفصاحته، وقد يمدح إنجازاته وإصلاحاته وفتوحاته، وقد قال الفرزدق:

“أأنت الذي أهوى أم أنت الذي أرى أصبت بحب منك يا عمر جرعا”

وقال أبو نواس:

“يا أمير المؤمنين إليك أشكو حاجة قد ضاق عنها كل ذي سعة”

وقال المتنبي:

“أنا الذي سمت به الهمم ونطق بالعجائب الكلم”

5. مدح القائد:

يتناول هذا النوع من شعر الفخر مدح الشاعر للقائد، وقد يمدح شجاعته وكرمه وفروسيته، وقد يمدح علمه وحكمته وفصاحته، وقد يمدح إنجازاته وانتصاراته وفتوحاته، وقد يمدح عدله ورحمته وبرّه، وقد قال زهير بن أبي سلمى:

“وإن الذي حدأ الحصان إليكم سراج من الله يهذي لكم سُبلا”

وقال الفرزدق:

“فإن ابن هند سيد لا يضام له قوم وليس لأبي عثمان من أحد”

وقال المتنبي:

“أنا الذي سمت به الهمم ونطق بالعجائب الكلم”

6. مدح العالم:

يتناول هذا النوع من شعر الفخر مدح الشاعر للعالم، وقد يمدح علمه وحكمته وفصاحته، وقد يمدح إنجازاته العلمية واكتشافاته، وقد يمدح مؤلفاته وكتبه ورسائله، وقد يمدح تأثيره في تلاميذه وفي المجتمع، وقد قال أبو نواس:

“يا أبا نصر أصبحت عالما علمك يصل سما السماء”

وقال المتنبي:

“أنا الذي سمت به الهمم ونطق بالعجائب الكلم”

وقال البوصيري:

“أراك بعين قلبي لا بعين راسي فتى السلم والأمان والأمانة”

7. مدح الشاعر:

يتناول هذا النوع من شعر الفخر مدح الشاعر لشاعر آخر، وقد يمدح شعره وبيانه وقدرته على التأثير في الناس، وقد يمدح علمه وحكمته وفصاحته، وقد يمدح إنجازاته الشعرية ومكانته بين الشعراء، وقد قال امرؤ القيس:

“شفاك وعبد الله رشدا فإنه سجايا فتى إن كنت تعلم ليس لها”

وقال زهير بن أبي سلمى:

“ألا عم مساء يا حسان أني غنيت عن الطيبين بالمال”

وقال أبو نواس:

“يا صاحبي دع عنك لومي واقترب فالشعر جلباب عليه مذهب”

الخاتمة:

شعر الفخر هو أحد أغراض الشعر العربي القديم، وهو الذي يمدح فيه الشاعر نفسه أو قومه أو عشيرته أو وطنه، وقد كان شعراء الجاهلية يتنافسون في مدح أنفسهم وقبائلهم، وقد كان شعراء الإسلام الأوائل يستخدمون شعر الفخر للدفاع عن دينهم الجديد ونبيهم الكريم، وقد استمر شعراء العصور اللاحقة في استخدام شعر الفخر، وكانوا يمدحون فيه حكامهم وقادتهم وشعرائهم وعالمهم، وقد تناول شعراء الفخر مواضيع مختلفة، منها مدح الذات والقبيلة والوطن والحاكم والقائد والعالم والشاعر، وقد استخدم شعراء الفخر أساليب مختلفة، منها المدح المباشر والمدح غير المباشر، وقد استخدموا أيضا التشبيه والاستعارة والكناية، وقد كان شعر الفخر من أهم أغراض الشعر العربي القديم، وقد ترك لنا شعراء الفخر تراثا شعريا عظيما.

أضف تعليق