علي الكعبي دعاء التوسل

علي الكعبي دعاء التوسل

المقدمة

دعاء التوسل هو دعاء مبني على مفهوم التوسل إلى الله تعالى عن طريق الأنبياء والصالحين والمتقين، وهو من الأدعية المشهورة في الثقافة الإسلامية، وقد اختلف العلماء في حكمه، فمنهم من قال بجوازه، ومنهم من قال بكراهيته، ومنهم من قال بحرمته.

فضل دعاء التوسل

ورد في فضل دعاء التوسل العديد من الأحاديث والآثار، منها ما أورده الإمام أحمد في مسنده، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد حاجة دعا الله تعالى ثم توسل إليه بأنبيائه، فيقول: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، وإني أسألك بحقه أن ترحمني، اللهم إني أتوسل إليك بخليلك إبراهيم خليل الله، وإني أسألك بحقه أن تغفر لي”.

شروط دعاء التوسل

لكي يكون دعاء التوسل مشروعا، يجب أن تتوفر فيه الشروط الآتية:

– الإخلاص لله تعالى: فلا يجوز التوسل إلى الأنبياء والصالحين إلا لله تعالى وحده، ولا يجوز أن يكون التوسل إليهم لغرض آخر سوى التقرب إلى الله تعالى.

– اليقين بأن التوسل إلى الله تعالى لا يتم إلا بكرمه وفضله: فلا يجوز التوسل إلى الأنبياء والصالحين على أساس الاعتقاد بأنهم يملكون شيئا من الأمر، وإنما يتم التوسل إليهم عن طريق الاعتقاد بأن الله تعالى قد أكرمهم وفضلهم، وأن الله تعالى قد جعل توسلهم إليه سببا لتلبية دعوته.

– عدم الاعتقاد بأن التوسل إلى الأنبياء والصالحين عبادة لهم: فلا يجوز التوسل إلى الأنبياء والصالحين على أساس الاعتقاد بأنهم آلهة أو شركاء لله تعالى، وإنما يتم التوسل إليهم عن طريق الاعتقاد بأنهم عباد مكرمون عند الله تعالى، وأن الله تعالى قد جعل توسلهم إليه سببا لتلبية دعوته.

أنواع دعاء التوسل

ينقسم دعاء التوسل إلى قسمين:

– توسل بالذات: وهو التوسل إلى الله تعالى بأسماء الله وصفاته الحسنى، وبنعمه وإحسانه، وبأي شيء آخر من شأنه أن يدل على عظمة الله تعالى وفضله وكرمه.

– توسل بغير الذات: وهو التوسل إلى الله تعالى بالأولياء والصالحين والأنبياء، وهذا النوع من التوسل هو الذي اختلف العلماء في حكمه، فمنهم من قال بجوازه، ومنهم من قال بكراهيته، ومنهم من قال بحرمته.

حكم دعاء التوسل

اختلف العلماء في حكم دعاء التوسل، فمنهم من قال بجوازه، ومنهم من قال بكراهيته، ومنهم من قال بحرمته.

أدلة جواز دعاء التوسل

استدل الذين قالوا بجواز دعاء التوسل بما يلي:

– القرآن الكريم: قال تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35]. وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64].

– السنة النبوية: ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على جواز دعاء التوسل، منها ما أورده الإمام أحمد في مسنده، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد حاجة دعا الله تعالى ثم توسل إليه بأنبيائه، فيقول: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، وإني أسألك بحقه أن ترحمني، اللهم إني أتوسل إليك بخليلك إبراهيم خليل الله، وإني أسألك بحقه أن تغفر لي”.

– الإجماع: ذهب جمهور العلماء إلى جواز دعاء التوسل، ولم يرد عن أحد من الصحابة والتابعين أنه أنكر ذلك.

أدلة كراهية دعاء التوسل

استدل الذين قالوا بكراهية دعاء التوسل بما يلي:

– القرآن الكريم: قال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106]. وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62].

– السنة النبوية: لم يرد في السنة النبوية أي حديث صحيح صريح يدل على جواز دعاء التوسل.

– الإجماع: لم يذهب جمهور العلماء إلى كراهية دعاء التوسل، وإنما ذهب إلى جوازه.

أدلة تحريم دعاء التوسل

استدل الذين قالوا بتحريم دعاء التوسل بما يلي:

– القرآن الكريم: قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]. وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106].

– السنة النبوية: لم يرد في السنة النبوية أي حديث صحيح صريح يدل على جواز دعاء التوسل.

– الإجماع: لم يذهب جمهور العلماء إلى تحريم دعاء التوسل، وإنما ذهب إلى جوازه.

الخاتمة

دعاء التوسل هو دعاء مبني على مفهوم التوسل إلى الله تعالى عن طريق الأنبياء والصالحين والمتقين، وقد اختلف العلماء في حكمه، فمنهم من قال بجوازه، ومنهم من قال بكراهيته، ومنهم من قال بحرمته.

أضف تعليق