فرج الله قريب

فرج الله قريب

**فرج الله قريب**

**مقدمة**

يعد فرج الله قريبًا موضوعًا شائعًا في القرآن والسنة النبوية الشريفة. يطمئننا القرآن بأن الله مع المؤمنين وسيخلصهم من الضيق. يمكن أن يكون الفرج بالراحة من ضائقة معينة أو يمكن أن يكون الخلاص النهائي في اليوم الآخر.

**1. اليقين بفرج الله**

– الإسلام دين قائم على اليقين والثقة في الله سبحانه وتعالى، ومن أعظم صور اليقين الإيمان بقرب الفرج، فالمسلم مهما واجه من صعوبات ومحن في حياته، يجب أن يوقن بأن فرج الله قريب، وأن الله لن يتركه وحيدًا، بل سيمده بالقوة والصبر حتى ينقذه من محنته.

– ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم آيات كثيرة تدل على قرب فرجه لعباده المؤمنين، منها قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وقوله تعالى: {وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

– وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث المسلمين على اليقين بقرب الفرج، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا ضاق بك الأمر، فتوضأ ثم صل، ثم قل: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.

**2. أسباب نزول الفرج**

– إن من أهم أسباب نزول الفرج على العبد المؤمن هي التوكل على الله سبحانه وتعالى، فالمتوكل على الله لا يخاف شيئًا، ولا ييأس في أي ظرف من الظروف، بل يثق بأن الله معه، وسيخلصه من محنته مهما كانت شديدة.

– ومن أسباب نزول الفرج أيضًا الدعاء إلى الله تعالى، فالدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومن أكثر الأدعية التي يستجاب لها هو دعوة المظلوم، ودعوة المريض، ودعوة المسافر.

– ومن أسباب نزول الفرج أيضًا الصبر في الشدائد والمحن، فالصبر من أعظم خصال المؤمنين، ومن صبر على ابتلاء الله تعالى له، أجره الله تعالى في الدنيا والآخرة، وجعل له من بعد ضيقه فرجًا ومخرجًا.

**3. علامات قرب الفرج**

– من العلامات التي تدل على قرب الفرج على العبد المؤمن أن يرى في منامه رؤى صالحة، أو أن يسمع أخبارًا سارة، أو أن يشعر بشعور بالراحة والطمأنينة في قلبه.

– ومن العلامات التي تدل على قرب الفرج أيضًا أن يفتح الله تعالى له أبواب الخير، ويسهل له أموره، ويكرمه في الدنيا والآخرة.

– ومن العلامات التي تدل على قرب الفرج أيضًا أن يدفع الله تعالى عنه شر أعدائه، ويحبط مكائدهم، وينصره عليهم نصرًا مؤزرًا.

**4. أقوال العلماء في الفرج**

– قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “الفرج من الله أقرب مما تتصور، والله تعالى لا يخيب من رجاه، ولا يرد من دعاه، فادعوه يا عبد الله وأنت موقن بالإجابة، واطلب الفرج منه وأنت موقن بحصوله، فإن الله تعالى يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

– وقال الإمام الغزالي رحمه الله: “الفرج من الله يكون على ثلاثة أوجه: إما أن يكشف البلاء عن العبد، وإما أن يثيبه عليه، وإما أن يصبر عليه ويحتسبه عند الله تعالى”.

– وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “الفرج من الله يكون على ثلاثة أنواع: فرج دنيوي، وفرج أخروي، وفرج عام. فالأول: ما ينفع العبد في دنياه، والثاني: ما ينفع العبد في آخرته، والثالث: ما ينفع العباد كلهم”.

**5. قصص عن قرب الفرج**

– من القصص التي تدل على قرب الفرج قصة سيدنا يوسف عليه السلام، فقد امتحنه الله تعالى بالكثير من الشدائد والمحن، حيث ألقي في البئر، ثم بيع عبدًا، ثم سجن ظلما، ولكنه صبر على كل هذه الشدائد والمحن، وتوكل على الله تعالى، ودعاه مخلصًا، حتى فرج الله تعالى عنه ورفعه إلى أعلى عليين.

– ومن القصص التي تدل على قرب الفرج أيضًا قصة سيدنا أيوب عليه السلام، فقد ابتلاه الله تعالى بالكثير من الأمراض والشدائد، ولكنه صبر على كل هذه الأمراض والشدائد، وتوكل على الله تعالى، ودعاه مخلصًا، حتى فرج الله تعالى عنه ورد عليه صحته وعافيته.

– ومن القصص التي تدل على قرب الفرج أيضًا قصة سيدنا يونس عليه السلام، فقد ابتلعه الحوت وظل في بطنه مدة طويلة، ولكنه لم ييأس، ولم يفقد الأمل، بل دعا الله تعالى مخلصًا، حتى فرج الله تعالى عنه وأخرجه من بطن الحوت.

**6. الفرج في الآخرة**

– إن أكبر وأعظم فرج ينتظر المؤمنين هو الفرج في الآخرة، حيث سيخلصهم الله تعالى من عذاب جهنم، ويدخلهم جنات النعيم.

– وقد وعد الله تعالى المؤمنين بالفرج في الآخرة في الكثير من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رِّضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ كَبِيرٌ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

– وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبشر المؤمنين بالفرج في الآخرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “إن للمؤمن في الجنة قصرًا من لؤلؤ، وجوهر، وياقوت، وزمرد، في كل زاوية منه زوجة من الحور العين، لا يرى بعضهن بعضًا”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “في الجنة غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام”.

**خاتمة**

إن فرج الله قريب لمن توكل عليه، وصبر على ابتلائه، ودعاه مخلصًا. فالمؤمن لا ينبغي أن ييأس في أي ظرف من الظروف، بل يجب أن يثق بأن الله معه، وسيخلصه من محنته مهما كانت شديدة.

أضف تعليق