قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

المقدمة:

في القرآن الكريم، يتناول الله عز وجل موضوع العلم والمعرفة في العديد من الآيات، مؤكدًا على أهميته وفضله، وداعيًا عباده إلى السعي إلى اكتساب المعرفة والعلوم النافعة. وفي الآية الكريمة “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” التي وردت في سورة الزمر، يتساءل الله عز وجل عن المساواة بين من يمتلكون المعرفة والعلم وبين من يفتقرون إليها. وفي هذا المقال، سنناقش هذه الآية الكريمة بشيء من التفصيل، مستعرضين فضل العلم وأهميته في حياة الإنسان، وما يميز العلماء عن غيرهم.

أولاً: العلم يرفع قدر الإنسان:

1. يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”، وهذا يدل على أن العلم يرفع قدر الإنسان في الدنيا والآخرة، ويجعله من المقربين إلى الله عز وجل.

2. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين”، وهذا يدل على أن العلم منحة إلهية عظيمة، وأن الله عز وجل يمنحها لمن يشاء من عباده.

3. والعلم هو الذي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، ويجعله قادرًا على فهم العالم من حوله، واستغلال موارده لصالحه.

ثانيًا: العلم يفتح أبواب الرزق:

1. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة”، وهذا يدل على أن العلم هو طريق إلى الرزق الحلال، وأن الله عز وجل ييسر لمن يسعى إلى اكتساب العلم طريقه إلى الجنة.

2. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العلم كنز لا يفنى”، وهذا يدل على أن العلم هو ثروة لا تضيع، وأن من يمتلكه لن يفقده أبدًا.

3. والعلم هو الذي يؤهل الإنسان للعمل في المجالات المختلفة، ويجعله قادرًا على كسب الرزق الحلال، والإنفاق على نفسه وأهله.

ثالثًا: العلم ينجي من المهالك:

1. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تعلم علمًا نافعًا، كان له أجر من عمل به وإن لم يعمل به”، وهذا يدل على أن العلم ينجي الإنسان من المهالك، وأن من يتعلم علمًا نافعًا، ينجو من عذاب الله عز وجل، وإن لم يعمل به.

2. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العلم يهدي إلى العمل الصالح”، وهذا يدل على أن العلم هو الذي يرشد الإنسان إلى طريق الخير، ويجعله قادرًا على تمييز الحق من الباطل.

3. والعلم هو الذي ينجي الإنسان من الوقوع في المعاصي والذنوب، ويجعله قادرًا على مواجهة الشدائد والصعوبات.

رابعًا: العلم يزيد من الإيمان:

1. قال الله عز وجل في كتابه الكريم: “إنما يخشى الله من عباده العلماء”، وهذا يدل على أن العلم يزيد من خشية الله عز وجل، ويجعل الإنسان أكثر إيمانًا به.

2. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”، وهذا يدل على أن العلم واجب على كل مسلم، وأن السعي إلى اكتسابه من أهم العبادات.

3. والعلم هو الذي يزيد من معرفة الإنسان بالله عز وجل، ويجعله قادرًا على فهم أسمائه وصفاته، والتأمل في مخلوقاته.

خامسًا: العلم يقود إلى النجاح في الحياة:

1. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب العبد العالم العامل”، وهذا يدل على أن العلم وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون مقرونًا بالعمل به، وأن العمل بالعلم هو الذي يقود إلى النجاح في الحياة.

2. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من عمل بما علم، ورثه الله علم ما لم يعلم”، وهذا يدل على أن من عمل بما يعلم، سيزيد الله عز وجل علمه، وسيفتح له أبواب المعرفة.

3. والعلم هو الذي يجعل الإنسان قادرًا على مواكبة التقدم والتطور، والنجاح في حياته المهنية والشخصية.

سادسًا: العلم أساس الحضارة:

1. قال الله عز وجل في كتابه الكريم: “وقل ربي زدني علمًا”، وهذا يدل على أن العلم هو أساس الحضارة، وأن تقدم الأمم وازدهارها يعتمد على مدى اهتمامها بالعلم والمعرفة.

2. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحيا سنة، كان له أجر من عمل بها”، وهذا يدل على أن العلم هو الذي يحيي سنة الله عز وجل في الأرض، وأن نشر العلم والمعرفة من أهم العبادات.

3. والعلم هو الذي يجعل الأمم قادرة على حل مشاكلها وتحدياتها، والنهوض بمجتمعاتها نحو الأفضل.

سابعًا: العلم منجاة من النار:

1. قال الله عز وجل في كتابه الكريم: “ومن يضلل الله فما له من هاد، ويذرهم في طغيانهم يعمهون”، وهذا يدل على أن من لا يمتلك العلم والمعرفة، لا يمكنه أن يهتدي إلى طريق الحق، وأن الله عز وجل يتركه في ضلاله.

2. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من جهل شيئًا، عذره الله فيه”، وهذا يدل على أن الله عز وجل يعذر من جهل شيئًا، لم يكن لديه القدرة على تعلمه.

3. والعلم هو الذي ينجي الإنسان من عذاب الله عز وجل، ويجعله قادرًا على دخول الجنة.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن الآية الكريمة “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” تؤكد على فضل العلم وأهميته في حياة الإنسان، وأن العلم يرفع قدر الإنسان ويفتح له أبواب الرزق وينجيه من المهالك ويزيد من إيمانه ويقوده إلى النجاح في الحياة ويجعله أساسًا للحضارة ومنجاة من النار. لذا، فإن السعي إلى اكتساب العلم والمعرفة من أهم العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل، وهو الطريق الذي يوصل إلى الفلاح في الدارين.

أضف تعليق