كفارة الفطر في رمضان عمدا

كفارة الفطر في رمضان عمدا

مقدمة:

إن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفيه تتضاعف الحسنات وترفع الدرجات، والصيام فيه ركن من أركان الإسلام العظيمة، وقد فرضه الله تعالى على عباده المؤمنين ليكونوا أتقى وأكثر خشية له عز وجل، ولتزكية أنفسهم وتطهيرها من الذنوب والخطايا، والحكمة من تشريع كفارة الفطر في رمضان عمدًا هي تعويض المسلم عما فاته من ثواب الصيام، وتربيته على التحلي بالأخلاق الحميدة، مثل الصدق والأمانة والوفاء، ولتذكيره بأن الله تعالى يراقبه ويعلم كل صغيرة وكبيرة.

أسباب وجوب كفارة الفطر في رمضان عمدًا:

1- ترك الصيام بدون عذر شرعي:

إذا ترك المسلم الصيام في رمضان عمدًا، أي دون عذر شرعي كالسفر أو المرض أو الحيض أو النفاس، فعليه كفارة الفطر.

تتكون الكفارة من إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، أو صيام شهرين متتاليين، وإذا لم يستطع الصيام أو الإطعام فعليه دفع فدية.

2- الإفطار عمدًا في نهار رمضان:

إذا أفطر المسلم في نهار رمضان عمدًا، أي بدون عذر شرعي ولم يقض الصيام حتى خرج وقته، فعليه كفارة الفطر.

تتكون الكفارة من عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع فعليه صيام شهرين متتاليين، وإذا لم يستطع الصيام فعليه إطعام ستين مسكينًا.

3- الجماع في نهار رمضان عمدًا:

إذا جامع المسلم زوجته في نهار رمضان عمدًا، أي بدون عذر شرعي، فعليه كفارة الفطر.

تتكون الكفارة من عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع فعليه صيام شهرين متتاليين، وإذا لم يستطع الصيام فعليه إطعام ستين مسكينًا.

شروط وجوب كفارة الفطر في رمضان عمدًا:

1- العمد والاختيار:

يشترط لوجوب كفارة الفطر في رمضان عمدًا أن يكون ترك الصيام أو الإفطار أو الجماع عمدًا واختيارًا.

لا تجب الكفارة على من ترك الصيام أو أفطر أو جامع زوجته ناسيًا أو جاهلاً أو مكرَهًا.

2- أن يكون الصائم مكلفًا:

يشترط لوجوب كفارة الفطر في رمضان عمدًا أن يكون الصائم مكلفًا، أي بالغًا عاقلًا.

لا تجب الكفارة على الصبي والمجنون والمغمى عليه.

3- أن يكون الصيام فرضًا:

يشترط لوجوب كفارة الفطر في رمضان عمدًا أن يكون الصيام فرضًا، فلا تجب الكفارة على من أفطر في رمضان تطوعًا.

الفرق بين كفارة الفطر وكفارة اليمين:

1- السبب:

سبب وجوب كفارة الفطر في رمضان عمدًا هو ترك الصيام أو الإفطار أو الجماع فيه بدون عذر شرعي.

سبب وجوب كفارة اليمين هو الحلف بغير الله تعالى.

2- المقدار:

مقدار كفارة الفطر في رمضان عمدًا هو إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، أو صيام شهرين متتاليين، أو دفع فدية.

مقدار كفارة اليمين هو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة، أو صيام ثلاثة أيام.

3- الوقت:

وقت وجوب كفارة الفطر في رمضان عمدًا هو بعد خروج وقت رمضان.

وقت وجوب كفارة اليمين هو بعد الحنث في اليمين.

فضل كفارة الفطر في رمضان عمدًا:

1- تكفير الذنوب:

تكفر كفارة الفطر في رمضان عمدًا الذنوب التي ارتكبها الصائم أثناء الشهر الكريم.

2- رفع الدرجات:

ترفع كفارة الفطر في رمضان عمدًا درجات الصائم في الجنة.

3- نيل المغفرة:

ينال الصائم الذي يؤدي كفارة الفطر في رمضان عمدًا مغفرة الله تعالى ورضوانه.

كيفية أداء كفارة الفطر في رمضان عمدًا:

1- إطعام مسكين:

يمكن أداء كفارة الفطر في رمضان عمدًا بإطعام مسكين عن كل يوم أفطره.

يقدر مقدار الطعام الذي يجب إطعام المسكين به بحوالي كيلو ونصف من الأرز أو القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب.

2- صيام شهرين متتاليين:

يمكن أداء كفارة الفطر في رمضان عمدًا بصيام شهرين متتاليين.

يجب أن يكون الصيام في شهرين متتاليين، فلا يجوز أن يكون بينهما شهر أو أكثر.

3- دفع فدية:

إذا لم يستطع الصائم إطعام مسكين أو صيام شهرين متتاليين، فعليه دفع فدية.

مقدار الفدية هو نصف صاع من طعام عن كل يوم أفطره، ويقدر بنحو كيلوغرام من الأرز أو القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب.

الخلاصة:

إن كفارة الفطر في رمضان عمدًا هي فرض واجب على كل مسلم ترك الصيام أو أفطر أو جامع زوجته في نهار رمضان بدون عذر شرعي، وهي تكفر الذنوب وترفع الدرجات وتنال مغفرة الله تعالى ورضوانه، ويمكن أداء كفارة الفطر في رمضان عمدًا بإطعام مسكين عن كل يوم أفطره، أو صيام شهرين متتاليين، أو دفع فدية.

أضف تعليق