كيف نزل الوحي على سيدنا محمد

كيف نزل الوحي على سيدنا محمد

كيف نزل الوحي على سيدنا محمدﷺ

مقدمة:

الوحي هو أساس الدين الإسلامي، وهو الطريقة التي تواصل بها الله تعالى مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليبلغ الناس رسالته، ويهديهم إلى طريق الهدى والحق، فمن خلال الوحي تلقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعاليم الإسلام وأحكامه، وبيّن للناس ما يجب عليهم فعله وما يجب عليهم تركه، وبلغهم رسالة الله تعالى، ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

1. أول من نزل الوحي عليه:

– كان جبريل عليه السلام هو أول من نزل بالوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جاءه في غار حراء وأمره بأن يقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنا بقارئ”، فقال جبريل عليه السلام: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم”.

– فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم ما أمره به جبريل عليه السلام، ثم انصرف جبريل عليه السلام عنه، فظل النبي صلى الله عليه وسلم متفكرًا فيما حدث له، حتى نزل عليه الوحي مرة أخرى، وأمره بأن ينذر قومه، وأن يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

– فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه، وبدأ يدعوهم إلى الإسلام، فآمن به نفر قليل من الناس، بينما كذبه واستهزأ به معظمهم، واستمروا على شركهم وكفرهم.

2. أشكال الوحي:

– كان الوحي ينزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأشكال مختلفة، منها:

الوحى المباشر:

وهو أن يسمع النبي صلى الله عليه وسلم كلام الله تعالى بآذانه، ويكون ذلك في يقظته أو في منامه، وكان هذا هو أكثر أشكال الوحي نزولاً على النبي صلى الله عليه وسلم.

الوحى غير المباشر:

وهو أن ينزل الوحي على جبريل عليه السلام، ثم ينقله جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الشكل من الوحي يحدث عندما يريد الله تعالى أن يكرم النبي صلى الله عليه وسلم ويرفع قدره.

الوحى بالرؤيا:

وهو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أشياء، ثم يتم تأويل هذه الرؤى في وقت لاحق، وكان هذا الشكل من الوحي يحدث عندما يريد الله تعالى أن يعلم النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، أو أن يحذره من شيء.

3. أسباب نزول الوحي:

– كان نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأسباب عديدة، منها:

لتبليغ رسالة الإسلام:

وهو السبب الرئيسي لنزول الوحي، فقد أرسل الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رسولاً إلى الناس جميعًا، وليبلغهم رسالته، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

لتشريع الأحكام:

فقد جاء الوحي بتشريع الأحكام الإسلامية، وبيان ما يجب على الناس فعله وما يجب عليهم تركه، وكان ذلك يتم من خلال نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

للتوجيه والإرشاد:

فقد كان الوحي يوجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته الخاصة والعامة، ويرشده إلى الطريق الصحيح في مختلف الأمور، وكان ذلك يتم من خلال نزول الوحي عليه.

4. وحى خاتم الأنبياء:

– كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، أي أنه آخر أنبياء الله تعالى الذين أرسلهم إلى الناس، وقد صرح بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين”، وقوله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا”، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه في قوله: “أنا آخر الأنبياء ولا نبي بعدي”.

– وكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء يعني أن رسالته شاملة لجميع الناس في كل مكان وفي كل زمان، وأن شريعته هي الشريعة الخاتمة التي لا تبديل لها ولا تحريف.

– وقد اختار الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء لأنه كان أفضل الناس خلقًا وخلقًا، وأكملهم إيمانًا وعبادةً، وأشدّهم حرصًا على هداية الناس وإرشادهم إلى طريق الحق.

5. تأثير الوحي على قلب النبيﷺ:

– كان للوحي تأثير كبير على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان يملأه بالفرح والسرور عند نزوله، وكان يطمئن قلبه ويجعله يشعر بالراحة والسكينة، وكان يزيده إيمانًا وتقوى، ويدفعه إلى بذل المزيد من الجهد في سبيل الله تعالى.

– وكان الوحى يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر رحمةً بالناس، وأشد رأفة بهم، وكان يجعله أكثر حزنًا وأسىً على ضلالهم، وأكثر حرصًا على هدايتهم وإرشادهم إلى طريق الحق.

– وكان الوحى يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقًا إلى لقاء الله تعالى، ويجعله يتمنى أن يأتي يوم القيامة سريعًا، ليلقى ربه ويتمتع بالنظر إلى وجهه الكريم.

6. فوائد الوحي:

– كان للوحي فوائد عديدة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى المسلمين عامة، ومن هذه الفوائد:

هداية الناس إلى طريق الحق:

فقد كان الوحي يهدي الناس إلى طريق الحق، ويعصمهم من الضلال والانحراف، ويرشدهم إلى الطريق المستقيم الذي يرضي الله تعالى.

تشريع الأحكام الإسلامية:

فقد جاء الوحي بتشريع الأحكام الإسلامية، وبيان ما يجب على الناس فعله وما يجب عليهم تركه، وكان ذلك يتم من خلال نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

توجيه وإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم:

فقد كان الوحي يوجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته الخاصة والعامة، ويرشده إلى الطريق الصحيح في مختلف الأمور، وكان ذلك يتم من خلال نزول الوحي عليه.

7. خاتمة:

الوحي هو أساس الدين الإسلامي، وهو الطريقة التي تواصل بها الله تعالى مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليبلغ الناس رسالته، ويهديهم إلى طريق الهدى والحق، فمن خلال الوحي تلقى النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعاليم الإسلام وأحكامه، وبيّن للناس ما يجب عليهم فعله وما يجب عليهم تركه، وبلغهم رسالة الله تعالى، ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

أضف تعليق