المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
البصر نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل على الإنسان، وهي من أهم الحواس التي يمتلكها، فهي تمكنه من رؤية العالم من حوله واستكشافه، كما أنها تساعده على القيام بالعديد من الأنشطة اليومية، مثل القراءة والكتابة والعمل.
وفي هذا المقال، سنتحدث عن كيفية شكر الله تعالى على نعمة البصر، وسنتناول بعض السبل التي تمكننا من الاستفادة من هذه النعمة على أكمل وجه.
1. إدراك قيمة نعمة البصر:
أولى خطوات شكر الله تعالى على نعمة البصر هي إدراك قيمتها العظيمة، ومعرفة أنها منحة إلهية لا تقدر بثمن.
ومن مظاهر إدراك قيمة نعمة البصر، أن نشعر بالامتنان لله تعالى على هذه النعمة، وأن نحمده عليها ليل نهار.
كما أن إدراك قيمة نعمة البصر، يحملنا على المحافظة عليها وحمايتها من أي ضرر أو مكروه.
2. استخدام نعمة البصر فيما يرضي الله تعالى:
من أفضل الطرق لشكر الله تعالى على نعمة البصر، أن نستخدمها فيما يرضيه سبحانه وتعالى، وذلك من خلال النظر إلى الأشياء الحلال والطيبة، والإغضاء عن الأشياء المحرمة والمكروهة.
والنظرة الشرعية، هي النظرة التي لا تشوبها أي شهوة أو غرض محرم، وهي النظرة التي لا تؤدي إلى الفتنة والإفساد.
كما أن استخدام نعمة البصر فيما يرضي الله تعالى، يشمل القراءة في القرآن الكريم والكتب المفيدة، وتعلم العلوم النافعة، والنظر إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
3. الاعتبار والتفكر في مخلوقات الله تعالى:
من الأمور التي تعيننا على شكر الله تعالى على نعمة البصر، هو الاعتبار والتفكر في مخلوقات الله عز وجل، والتدبر في صنعته وإبداعه.
ففي كل مخلوق من مخلوقات الله تعالى، آيات تدل على قدرته وعظمته، وحكمته ورحمته.
والتدبر في مخلوقات الله تعالى، يوقظ القلب ويحرك العقل، ويجعله يدرك عظمة الخالق سبحانه وتعالى، ويزيد من شعوره بالامتنان على نعمه.
4. حماية نعمة البصر من الأمراض والأخطار:
من واجباتنا تجاه نعمة البصر، أن نحافظ عليها ونحميها من الأمراض والأخطار التي قد تؤثر عليها.
ومن أهم الأمور التي تساعد على حماية نعمة البصر، هو الاهتمام بصحة العينين، وإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من سلامتهما.
كما أن حماية نعمة البصر، تشمل تجنب التعرض لأشعة الشمس الضارة، واستخدام النظارات الشمسية عند الخروج في الأماكن المكشوفة، وتجنب ممارسة الأنشطة التي قد تعرض العينين للإصابة.
5. استخدام نعمة البصر في مساعدة الآخرين:
من أعظم مظاهر شكر الله تعالى على نعمة البصر، هو استخدامها في مساعدة الآخرين، والعمل على نفعهم وإسعادهم.
ومن الأمثلة على ذلك، استخدام نعمة البصر في تعليم الجاهلين، ومساعدة المحتاجين، وإرشاد الضالين، والدعوة إلى سبيل الله تعالى.
فباستخدام نعمة البصر في مساعدة الآخرين، فإننا نشكر الله تعالى على هذه النعمة، وننفع أنفسنا والآخرين في الدنيا والآخرة.
6. الدعاء لله تعالى بحفظ نعمة البصر:
من أفضل الطرق لشكر الله تعالى على نعمة البصر، هو الدعاء له سبحانه وتعالى بحفظ هذه النعمة، وأن يجنبنا كل مكروه قد يصيبها.
ومن الأدعية المأثورة في هذا الصدد، دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألك نورًا في بصري، وبصيرة في ديني، وعصمة في نفسي، ورشدًا في أمري”.
كما ينبغي لنا أن ندعو الله تعالى بشفاء كل من ابتلي بفقدان نعمة البصر، وأن يمن عليه بنعمة البصيرة والفقه في الدين.
7. شكر الله تعالى على نعمة البصر في السر والعلن:
من مظاهر شكر الله تعالى على نعمه، أن نشكره عليها في السر والعلن، بأن نعبّر عن امتناننا وفرحتنا بهذه النعم، ونحث الآخرين على شكر الله تعالى عليها.
ومن الأمثلة على ذلك، أن نذكر الله تعالى ونحمده على نعمه في صلاتنا ودعائنا، وأن نتحدث عن نعم الله تعالى في مجالسنا، وأن نشجع الآخرين على شكر الله تعالى على نعمه.
فبشكر الله تعالى على نعمه، فإننا نزيد من هذه النعم، وندفع عن أنفسنا شرورها وعيوبها.
الخاتمة:
إن نعمة البصر من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان، وهي نعمة لا تقدر بثمن، ويجب علينا أن نشكر الله تعالى عليها ليل نهار، وأن نستخدمها فيما يرضيه سبحانه وتعالى، وأن نحافظ عليها من الأمراض والأخطار، وأن نستخدمها في مساعدة الآخرين والعمل على نفعهم وإسعادهم.
نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا نعمه، وأن يمن علينا بنعيم الجنة، إنه سميع مجيب الدعاء.