كيف يكون التواضع لله

كيف يكون التواضع لله

مقدمة:

التواضع لله فضيلة عظيمة من أعظم الفضائل، وهو من صفات المؤمنين المتقين، كما أنه من أهم العوامل التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وهو خلق من أخلاق الرسل والأنبياء والصالحين، وقد حثنا الله تعالى على التواضع في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: 132].

1- التواضع في العبادة:

أ- التواضع في العبادة يكون بإخلاص النية لله تعالى، وخشوع القلب والطمأنينة، والوقوف بين يدي الله تعالى كعبد ذليل فقير محتاج إلى ربه، والتضرع والابتهال إليه سبحانه وتعالى.

ب- ومن التواضع في العبادة أن يقوم العبد بما افترض الله عليه من واجبات، وينتهي عما حرمه الله عليه من محرمات، ويحرص على أداء العبادات على أكمل وجه، ويجتهد في التقرب إلى الله تعالى بالنوافل.

ج- كما أن من التواضع في العبادة أن يتحلى العبد بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، وأن يتعامل مع الناس بالحسنى، وأن يكون متواضعًا معهم، ولا يتكبر عليهم، ولا يتباهى عليهم بنعم الله تعالى عليه.

2- التواضع في العلم:

أ- التواضع في العلم يكون بأن يتعلم العبد ما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يكون متواضعًا مع أهل العلم، وأن يستفيد منهم، وأن يقبل نصائحهم وتوجيهاتهم.

ب- ومن التواضع في العلم أن يكون العبد متواضعًا مع من هو أقل منه علمًا، وأن يعلمه ما ينفعه، وأن لا يتكبر عليه، ولا يحتقره، ولا يستهزئ به.

ج- كما أن من التواضع في العلم أن يكون العبد متواضعًا مع نفسه، ويعترف بجهله بما لا يعلم، وألا يتكبر على الناس بعلمه، ولا يتباهى عليهم به.

3- التواضع في المال:

أ- التواضع في المال يكون بأن يكون العبد متواضعًا مع من هو أغنى منه مالًا، وأن لا يتكبر عليه، ولا يحقره، ولا يستهزئ به.

ب- ومن التواضع في المال أن يكون العبد متواضعًا مع نفسه، ويعترف بأن المال نعمة من الله تعالى، وأن الله تعالى هو الذي أعطاه هذا المال، وأنه لا فضل له على الفقراء والمساكين.

ج- كما أن من التواضع في المال أن يكون العبد سخيًا بالمال، وأن ينفق منه على الفقراء والمساكين، وأن يتصدق على المحتاجين، وأن يساعد من يحتاج إلى المساعدة.

4- التواضع في الجاه:

أ- التواضع في الجاه يكون بأن يكون العبد متواضعًا مع من هو أعلى منه جاهًا، وأن لا يتكبر عليه، ولا يحتقره، ولا يستهزئ به.

ب- ومن التواضع في الجاه أن يكون العبد متواضعًا مع نفسه، ويعترف بأن الجاه نعمة من الله تعالى، وأن الله تعالى هو الذي أعطاه هذا الجاه، وأنه لا فضل له على من هو أقل منه جاهًا.

ج- كما أن من التواضع في الجاه أن يكون العبد متواضعًا مع الناس، وأن لا يتكبر عليهم، ولا يتباهى عليهم بجاهه، وأن يعاملهم بالحسنى.

5- التواضع في المنصب:

أ- التواضع في المنصب يكون بأن يكون العبد متواضعًا مع مرؤوسيه، وأن لا يتكبر عليهم، ولا يحتقرهم، ولا يستهزئ بهم.

ب- ومن التواضع في المنصب أن يكون العبد متواضعًا مع نفسه، ويعترف بأن المنصب أمانة، وأنه مسؤول عن أداء واجباته على أكمل وجه.

ج- كما أن من التواضع في المنصب أن يكون العبد متواضعًا مع الناس، وأن لا يتكبر عليهم، ولا يتباهى عليهم بمنصبه، وأن يعاملهم بالحسنى.

6- التواضع في القوة:

أ- التواضع في القوة يكون بأن يكون العبد متواضعًا مع من هو أقوى منه قوة، وأن لا يتكبر عليه، ولا يحتقره، ولا يستهزئ به.

ب- ومن التواضع في القوة أن يكون العبد متواضعًا مع نفسه، ويعترف بأن القوة نعمة من الله تعالى، وأن الله تعالى هو الذي أعطاه هذه القوة، وأنه لا فضل له على من هو أقل منه قوة.

ج- كما أن من التواضع في القوة أن يكون العبد متواضعًا مع الناس، وأن لا يتكبر عليهم، ولا يتباهى عليهم بقوته، وأن يعاملهم بالحسنى.

7- التواضع في الجمال:

أ- التواضع في الجمال يكون بأن يكون العبد متواضعًا مع من هو أجمل منه جمالًا، وأن لا يتكبر عليه، ولا يحتقره، ولا يستهزئ به.

ب- ومن التواضع في الجمال أن يكون العبد متواضعًا مع نفسه، ويعترف بأن الجمال نعمة من الله تعالى، وأن الله تعالى هو الذي أعطاه هذا الجمال، وأنه لا فضل له على من هو أقل منه جمالًا.

ج- كما أن من التواضع في الجمال أن يكون العبد متواضعًا مع الناس، وأن لا يتكبر عليهم، ولا يتباهى عليهم بجماله، وأن يعاملهم بالحسنى.

الخاتمة:

التواضع فضيلة عظيمة من أعظم الفضائل، وهو من صفات المؤمنين المتقين، ومن أهم العوامل التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وهو خلق من أخلاق الرسل والأنبياء والصالحين، وقد حثنا الله تعالى على التواضع في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: 132]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *