لماذا أسقط الله الصلاة عن الحائض

لماذا أسقط الله الصلاة عن الحائض

مقدمة

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وتعتبر الصلاة من أهم العبادات التي فرضها الله على المسلمين، وقد ورد الأمر بالصلاة في العديد من آيات القرآن الكريم، كما ورد في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تحث على الصلاة والمحافظة عليها، إلا أن هناك بعض الأوقات التي يسقط فيها وجوب الصلاة عن المسلم، ومن هذه الأوقات فترة الحيض عند المرأة، فما هي أسباب إسقاط الله للصلاة عن الحائض؟

أسباب إسقاط الله للصلاة عن الحائض

1. الحكمة من إسقاط الصلاة عن الحائض:

إن المرأة الحائض تمر بتغيرات فسيولوجية ونفسية كبيرة خلال فترة الحيض، وقد تكون هذه التغيرات مصحوبة بألم وتعب وإجهاد، وقد تؤثر هذه التغيرات على قدرة المرأة على أداء الصلاة بشكل صحيح.

إن المرأة الحائض قد تكون معرضة للنزيف، وقد يتسبب أداء الصلاة في زيادة النزيف أو تفاقم الألم أو الشعور بعدم الراحة.

إن الصلاة تتطلب من المرأة أن تكون طاهرة ومتوضئة، والمرأة الحائض غير طاهرة ولا يجوز لها أن تتوضأ، وبالتالي لا يجوز لها أداء الصلاة.

2. الأدلة الشرعية على إسقاط الصلاة عن الحائض:

قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا حاضت المرأة فلا تصوم ولا تصلي” (رواه البخاري ومسلم).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرأة الحائض ناقصة الصلاة والصيام” (رواه أبو داود والترمذي).

3. حكم الصلاة على الحائض:

الصلاة على الحائض حرام، ولا تقبل صلاتها، وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقبل صلاة حائض إلا بوضوء” (رواه أبو داود).

إذا صلت الحائض عمداً، فإن صلاتها باطلة، وعليها أن تقضيها بعد طهرها.

إذا صلت الحائض سهواً، فإن صلاتها صحيحة، ولا شيء عليها.

4. أحكام أخرى تتعلق بالمرأة الحائض:

لا يجوز للزوج معاشرة زوجته الحائض.

لا يجوز للمرأة الحائض أن تطوف بالبيت الحرام أو أن تسعى بين الصفا والمروة.

لا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم أو أن تمس المصحف الشريف.

5. ما الذي يجب على المرأة الحائض أن تفعله:

عليها أن تعتزل زوجها وأن تمتنع عن الصلاة والصيام.

عليها أن تغتسل بعد انتهاء فترة الحيض.

عليها أن تقضي الصلوات التي فاتتها أثناء فترة الحيض.

6. ما الذي يجب على المجتمع أن يفعله تجاه المرأة الحائض:

يجب على المجتمع أن يتفهم طبيعة المرأة الحائض وما تمر به من تغيرات فسيولوجية ونفسية.

يجب على المجتمع أن يوفر للمرأة الحائض الرعاية والاهتمام اللازمين.

يجب على المجتمع أن يمنح المرأة الحائض حقها في الراحة وعدم إجبارها على أداء أي عمل شاق أو مضن.

7. خاتمة

إن إسقاط الله للصلاة عن الحائض هو رحمة من الله تعالى بها وتخفيف عنها، وقد جعل الله تعالى لها عوضاً عن الصيام والصلاة، وهو أن تحصل على أجر وثواب الصلاة والصيام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن المرأة الحائض إذا لم تصم ولم تصل كتب لها أجر الصائمة القائمة” (رواه أبو داود والترمذي).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *