ما الحكمة من مشروعية الاستخارة

ما الحكمة من مشروعية الاستخارة

مقدمة:

الاستخارة هي سنة نبوية وطريق شرعي يتبعه المسلم في طلب الخير من الله تعالى عند الحيرة في أمر من أمور حياته، وهي من العبادات التي تقربه إلى الله وتظهر مدى اعتماده عليه وتوكله عليه في كل شؤونه، وقد شرعها الله تعالى لعباده لكي يلجأوا إليه عند اتخاذ القرارات المهمة في حياتهم، وليطمئن قلوبهم ويصرف عنهم الحيرة والقلق.

1. الحكمة من مشروعية الاستخارة:

الحكمة من مشروعية الاستخارة متعددة، منها:

– تقوية العلاقة بين العبد وربه: فمن خلال الاستخارة يلتفت العبد إلى الله تعالى ويسأله أن يختار له الخير، مما يقوي علاقته به ويزيد من إيمانه وتوكله عليه.

– تحصين المسلم من اتباع هواه: فالإنسان بطبعه قد يتبع هواه في اختياراته، وقد يميل إلى ما يشتهيه دون النظر إلى العواقب، أما الاستخارة فهي تحفظه من اتباع هواه وتوجهه إلى اختيار ما فيه الخير له.

– إبعاد الحيرة والقلق عن المسلم: فالإنسان بطبيعته يحب اليقين ويكره الشك والحيرة، وعندما يواجه أمراً لا يعرف فيه ما هو الأفضل، فإن الاستخارة تساعده على اتخاذ القرار المناسب وتبعد عنه الحيرة والقلق.

– إظهار فضل الله تعالى على عباده: فمن خلال الاستخارة يدرك المسلم أن الله تعالى هو وحده الذي يعلم الغيب ويكشف المستور، وأنه هو وحده القادر على أن يختار له الخير، مما يزيد من فضله عنده ويزيد من امتنانه له.

2. فضل الاستخارة:

لللاستخارة فضل عظيم، منها:

– أنها سبب لرفع الحيرة وإزالة القلق: فالمسلم عندما يستخير الله تعالى في أمر ما، فإنه يطمئن قلبه ويزول عنه القلق والحيرة، لأنه يعلم أن الله تعالى سيختار له الخير.

– أنها سبب لزيادة الإيمان والتوكّل على الله تعالى: فالمسلم عندما يلجأ إلى الله تعالى ويطلب منه أن يختار له الخير، فإنه يظهر مدى إيمانه وتوكله عليه، مما يزيد من قربه منه.

– أنها سبب لجلب الخير ودفع الشر: فالمسلم عندما يستخير الله تعالى في أمر ما، فإنه يرجو أن يختار له الله تعالى الخير، وأن يدفع عنه الشر.

3. آداب الاستخارة:

هناك آداب يجب على المسلم مراعاتها عند الاستخارة، منها:

– أن يكون المسلم على طهارة: فيستحب للمسلم أن يتوضأ قبل الاستخارة، وأن يكون طاهراً من الحدثين الأكبر والأصغر.

– أن يقبل المسلم إلى القبلة: يستحب للمسلم أن يقبل إلى القبلة عند الاستخارة، وأن يستقبلها بوجهه وصدره.

– أن يقرأ المسلم دعاء الاستخارة: وهناك دعاء مأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأه المسلم عند الاستخارة، وهو: “اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب”.

– أن يكرر المسلم الاستخارة: يستحب للمسلم أن يكرر الاستخارة في الأمر الواحد ثلاث مرات أو سبع مرات، فإن تكررت له الرؤيا في المنام على شيء واحد، فذلك هو الخير، وإن لم يرى شيئاً، فليصمم عزيمته على ما يختار.

4. شروط الاستخارة:

هناك شروط يجب أن تتوفر في الاستخارة لكي تكون صحيحة، منها:

– أن يكون المسلم جاداً في الاستخارة: فلا يجوز للمسلم أن يستخير الله تعالى في أمر تافه أو في أمر لا يعنيه.

– أن يكون المسلم مختاراً في الاستخارة: فلا يجوز للمسلم أن يستخير الله تعالى في أمر مكره عليه أو مضطر إليه.

– أن يكون المسلم عاقلاً: فلا يجوز للمسلم المجنون أو السفيه أن يستخير الله تعالى.

– أن يكون المسلم بالغاً: فلا يجوز للصبي غير البالغ أن يستخير الله تعالى.

5. مواضع الاستخارة:

يمكن للمسلم أن يستخير الله تعالى في كل أمر مباح، سواء كان أمراً دنيوياً أو أخروياً، ومن المواضع التي يستحب فيها الاستخارة:

– عند الزواج: يستحب للمسلم أن يستخير الله تعالى عند اختيار شريكة حياته.

– عند السفر: يستحب للمسلم أن يستخير الله تعالى عند السفر، سواء كان سفره من أجل التجارة أو السياحة أو الدراسة أو غير ذلك.

– عند شراء منزل أو سيارة: يستحب للمسلم أن يستخير الله تعالى عند شراء منزل أو سيارة أو أي شيء آخر ذي قيمة كبيرة.

– عند البدء في مشروع جديد: يستحب للمسلم أن يستخير الله تعالى عند البدء في مشروع جديد، سواء كان مشروعاً تجارياً أو مشروعاً خيريّاً أو مشروعاً تعليميّاً أو غير ذلك.

– عند اتخاذ قرار مهم في الحياة: يستحب للمسلم أن يستخير الله تعالى عند اتخاذ أي قرار مهم في حياته، مثل قرار تغيير الوظيفة أو قرار الالتحاق بالجامعة أو قرار الزواج وغير ذلك.

6. أقسام الاستخارة:

ينقسم الاستخارة إلى قسمين:

– الاستخارة بالرؤيا: وهي أن يرى المسلم في منامه ما يدله على الخير أو الشر في الأمر الذي استخار فيه.

– الاستخارة بالفأل: وهي أن يستدل المسلم على الخير أو الشر في الأمر الذي استخار فيه من خلال علامات أو حوادث تحدث له في اليقظة.

7. علامات الاستخارة بالخير:

هناك علامات تدل على أن الاستخارة بالخير، منها:

– أن يرى المسلم في منامه ما يدل على الخير، مثل أن يرى أنه يصلي أو يقرأ القرآن أو يزور الكعبة المشرفة أو غير ذلك.

– أن تحدث له حوادث أو علامات في اليقظة تدل على الخير، مثل أن يجد أمامه باب مفتوحاً أو يسمع صوتاً يقول له “افعل” أو غير ذلك.

– أن يطمئن قلبه إلى الأمر الذي استخار فيه، ويشعر براحة نفسية عند فعله.

خاتمة:

الاستخارة سنة نبوية وطريق شرعي يتبعه المسلم في طلب الخير من الله تعالى عند الحيرة في أمر من أمور حياته، وهي من العبادات التي تقربه إلى الله وتظهر مدى اعتماده عليه وتوكله عليه في كل شؤونه، وقد شرعها الله تعالى لعباده لكي يلجأوا إليه عند اتخاذ القرارات المهمة في حياتهم، وليطمئن قلوبهم ويصرف عنهم الحيرة والقلق.

أضف تعليق