متى وقت صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة: متى وكيف تؤدى

مقدمة:

صلاة الاستخارة هي صلاة يقوم بها المسلم عندما يكون في حيرة من أمره في أمر دنيوي، ويرجو من الله تعالى أن يرشده إلى ما فيه الخير والصواب. وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى عنها عدد من الصحابة والتابعين.

متى وقت صلاة الاستخارة؟

1. قبل اتخاذ القرار:

يمكن للمسلم أن يصلي صلاة الاستخارة قبل اتخاذ أي قرار مهم في حياته، مثل اختيار الزوج أو الزوجة، أو شراء منزل جديد، أو استثمار أمواله، أو السفر إلى بلد آخر، أو أي قرار آخر يرى أنه يحتاج فيه إلى هداية الله تعالى.

يستحب للمسلم أن يصلي صلاة الاستخارة قبل اتخاذ القرار، حتى وإن كان يميل إلى أحد الخيارين، وذلك ليكون مطمئنًا بأنه اختار الخيار الصحيح.

2. عند الشعور بالحيرة:

إذا شعر المسلم بالحيرة والتردد في اتخاذ قرار معين، فيمكنه أن يصلي صلاة الاستخارة ليطلب من الله تعالى أن يزيل عنه الحيرة ويرشده إلى الخيار الصحيح.

لا يشترط في صلاة الاستخارة أن يكون المسلم جاهلًا بالخيار الصحيح، بل يمكن أن يصليها حتى وإن كان عنده ميل إلى أحد الخيارين، وذلك ليكون مطمئنًا بأنه اختار الخيار الصحيح.

3. عند الخوف من عواقب القرار:

إذا كان المسلم خائفًا من عواقب قرار معين، أو يخشى أن يكون هذا القرار خاطئًا، فيمكنه أن يصلي صلاة الاستخارة ليطلب من الله تعالى أن يجنبه شر هذا القرار ويرشده إلى الخيار الصحيح.

يمكن للمسلم أن يصلي صلاة الاستخارة قبل اتخاذ أي قرار، حتى وإن كان قرارًا بسيطًا، وذلك ليكون مطمئنًا بأنه اختار الخيار الصحيح.

كيفية أداء صلاة الاستخارة:

1. الوضوء والصلاة:

يتوضأ المسلم ويصلي ركعتين من النفل، ويكون الدعاء في الركعة الثانية بعد قراءة الفاتحة وقبل قراءة السورة.

يمكن للمسلم أن يصلي صلاة الاستخارة في أي وقت من اليوم، إلا أنه يفضل أن يصليها في الثلث الأخير من الليل، أو بعد صلاة الفجر.

2. الدعاء في الركعة الثانية:

يرفع المسلم يديه إلى صدره ويقول: “اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (يسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فعقده لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به”.

يكرر المسلم هذا الدعاء ثلاث مرات.

3. السجود والدعاء:

يسجد المسلم بعد الانتهاء من الدعاء، ويدعو الله تعالى بما يشاء من الدعاء.

يمكن للمسلم أن يسجد سجدة واحدة أو سجدتين، وذلك حسب ما يشاء.

بعد الانتهاء من السجود، يجلس المسلم ويسلم عن يمينه وعن يساره.

أحكام صلاة الاستخارة:

1. النية:

يشترط لصحة صلاة الاستخارة أن ينوي المسلم بها طلب الهداية من الله تعالى في أمر معين.

لا يشترط في النية أن تكون لفظية، بل يكفي أن تكون نية قلبية.

2. اللغة:

يمكن للمسلم أن يصلي صلاة الاستخارة بأي لغة يفهمها.

يفضل أن يصلي المسلم صلاة الاستخارة باللغة العربية، وذلك لأنها لغة القرآن الكريم.

3. المكان:

يمكن للمسلم أن يصلي صلاة الاستخارة في أي مكان طاهر.

يفضل أن يصلي المسلم صلاة الاستخارة في المسجد، وذلك لأنه المكان الأكثر طهارة.

فضل صلاة الاستخارة:

1. الهداية إلى الخير:

صلاة الاستخارة من أفضل العبادات التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها إلى الله تعالى.

تساعد صلاة الاستخارة المسلم على اختيار الخيار الصحيح في أمور حياته.

ييسر الله تعالى للمسلم أمره بعد صلاة الاستخارة، ويجنبه شرور القرارات الخاطئة.

2. راحة البال:

تساعد صلاة الاستخارة المسلم على الشعور براحة البال والطمأنينة.

يطمئن المسلم بعد صلاة الاستخارة بأنه اختار الخيار الصحيح، وأنه في مأمن من شرور القرارات الخاطئة.

3. قربى إلى الله تعالى:

صلاة الاستخارة من أعظم القربات التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها إلى الله تعالى.

يدل حرص المسلم على صلاة الاستخارة على إيمانه بالله تعالى وتوكله عليه.

خاتمة:

صلاة الاستخارة من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أفضل العبادات التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها إلى الله تعالى. تساعد صلاة الاستخارة المسلم على اختيار الخيار الصحيح في أمور حياته، وتيسر له أمره، وتجنبه شرور القرارات الخاطئة.