مبارك عليكم العيد

مبارك عليكم العيد

المقدمة:

يعتبر العيد مناسبة سعيدة يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وتستمر الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام، وفي هذه الأيام يتبادل المسلمون التهاني والزيارات، ويفرحون ويستمتعون بها.

1. أصل العيد:

– العيد كلمة عربية تعني العودة إلى الفطرة والنقاء، وقد أُطلق على العيدين (الفطر والأضحى) لأنهما مناسبتان يعود فيهما المسلمون إلى فطرتهم السليمة بعد شهر من الصيام والعبادة.

– وقد شرع الله سبحانه وتعالى العيدين للمسلمين حتى يحتفلوا بنعمه عليهم، ويشكروه على ما أنعم به عليهم من فضله ورحمته.

– وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على الاحتفال بالعيدين، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “يوم العيد يوم فرح وسرور”.

2. فضل العيد:

– إن العيد يوم من أيام الله تعالى، وفيه يباهي الله -عز وجل- ملائكته بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما ورد ذلك في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن الله تعالى يباهي بأهل الأرض أهل السماء يوم العيد، فيقول: يا ملائكتي، انظروا إلى عبادي جاءوني شعثًا غبرًا، وقد جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويدعونني، فأنا عند ظن عبدي بي، وأنا خير مسؤول”.

– وفي العيد يباهي الله -عز وجل- ملائكته بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ويقول להם: “هذه أمتي جاءتني صائمة، راكعة، ساجدة، راجية رحمتي وخشيتي، فوعزتي وجلالي لأغفرن لهم”.

– ومن فضائل العيد أنه فرصة للتواصل والتراحم بين المسلمين، حيث يزور المسلمون بعضهم بعضًا، ويتبادلون التهاني والهدايا، ويسألون عن أحوال بعضهم البعض، ويتبادلون الدعاء والذكر، ويشتركون معًا في فرحة العيد.

3. كيفية الاحتفال بالعيد:

– يستحب للمسلم أن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه في يوم العيد، وأن يتوجه إلى المسجد لأداء صلاة العيد، وبعد الصلاة يخطب الإمام خطبة العيد، التي يهنئ فيها المسلمين بالعيد، ويذكرهم بنعم الله تعالى عليهم، ويحثهم على التقوى والعمل الصالح.

– وبعد خطبة العيد يتبادل المسلمون التهاني والزيارات، ويفرحون ويستمتعون بالعيد، كما يستحب للمسلمين أن يذبحوا الأضاحي في يوم العيد، وأن يتصدقوا بها على الفقراء والمساكين.

– ويجوز للمسلمين أن يمارسوا الألعاب المباحة والمسابقات الرياضية ونحوها في يوم العيد، بشرط ألا تكون محرمة في الشرع، كما يستحب للمسلمين أن يدعوا الله تعالى ويذكروه ويكثروا من التسبيح والتهليل والتكبير في يوم العيد.

4. حكم صلاة العيد:

– صلاة العيد سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وقال بعضهم أنها واجبة، وهي ركعتان تؤديان في صباح يوم العيد في مصلى العيد أو في المسجد، ويكبر المصلي فيها سبع تكبيرات في الركعة الأولى وست تكبيرات في الركعة الثانية، ويقرأ فيها سورة الأعلى في الركعة الأولى وسورة الغاشية في الركعة الثانية.

– ويستحب للمسلمين أن يتوجهوا إلى صلاة العيد ماشين على الأقدام، وأن يخرجوا مبكرًا حتى لا يفوتهم التكبيرات الأولى، كما يستحب لهم أن يكثروا من الدعاء والتكبير والتهليل أثناء توجههم إلى المصلى.

– ويجوز للمسلمين أن يصلوا صلاة العيد في بيوتهم إذا كان هناك عذر يمنعهم من الذهاب إلى المصلى، مثل المرض أو العجز أو وجود عاصفة أو غير ذلك.

5. حكم ذبح الأضحية:

– ذبح الأضحية سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وقال بعضهم أنها واجبة، وهي مستحبة عند الحنفية، وهي ذبح بهيمة من الأنعام (الإبل والبقر والغنم) في يوم العيد أو في أيام التشريق الثلاثة التي تلي يوم العيد، وذلك تقربًا إلى الله تعالى.

– ويجوز للمسلم أن يذبح الأضحية بنفسه أو أن يوكل غيره بذبحها، ويستحب للمسلم أن يذبح الأضحية بيده، وأن يضع يده على رأس الأضحية ويسمي الله تعالى ويذبحها.

– ويجوز للمسلم أن يتصدق بلحم الأضحية على الفقراء والمساكين، كما يجوز له أن يأكل منها هو وأهله، ويجوز له أن يعطي منها هدية لأقاربه وأصدقائه.

6. حكم زيارة المقابر في العيد:

– اختلف الفقهاء في حكم زيارة المقابر في العيد، فذهب الجمهور إلى كراهة زيارة المقابر في العيد، وقال بعضهم أنها جائزة، وقال بعضهم أنها مستحبة.

– والأولى أن لا يزور المسلمون المقابر في العيد، وذلك لأن العيد يوم فرح وسرور، ومساجد الله أولى بالزيارة من المقابر، كما أن زيارة المقابر قد تحزن قلب المسلم وتجعله يشتاق إلى أقاربه وأصدقائه المتوفين، وهذا لا يناسب يوم العيد.

– ولكن يجوز للمسلم أن يزور المقابر في أيام التشريق الثلاثة التي تلي يوم العيد، وذلك لأن هذه الأيام هي أيام ذبح الأضاحي، وفيها يستحب للمسلم أن يتصدق بلحم الأضحية على الفقراء والمساكين، ومن ذلك إعطاء لحم الأضحية لأهالي المتوفين.

7. حكم صيام يوم العيد:

– يحرم صيام يوم العيد الفطر ويوم العيد الأضحى، وذلك لأن العيد يوم فرح وسرور، والصيام يوم حزن وكآبة، ولا يجتمع الفرح والحزن في يوم واحد.

– كما أن صيام يوم العيد مخالف لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا تصوموا يوم الفطر ولا يوم الأضحى”.

– ومن صام يوم العيد فعليه أن يفطر، ويجب عليه أن يقضي هذا اليوم بعد ذلك.

الخلاصة:

العيد مناسبة سعيدة يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وتستمر الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام، وفي هذه الأيام يتبادل المسلمون التهاني والزيارات، ويفرحون ويستمتعون بها.

أضف تعليق