مصارف زكاة المال

مصارف زكاة المال

الزكاة هي أحد أركان الإسلام التي فرضها الله على المسلمين ذوي القدرة المالية، وهي من أهم العبادات التي لها أثر كبير في تنمية وتطوير المجتمع الإسلامي؛ لأنها تعمل على توزيع الثروة وتخفيف حدة الفقر وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع، وقد حدد الشارع الحكيم مصارف زكاة المال التي يجوز توزيعها على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، وذلك لتطهير أموال المسلمين وتزكيتها وتنميتها ومساندة الفئات المستحقة.

الفقراء والمساكين:

الفقراء هم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الطعام والشراب والكسوة والمسكن، وذلك بسبب الفقر المدقع أو البطالة أو المرض أو الإعاقة أو غير ذلك من الأسباب.

المساكين هم الذين يملكون بعض المال ولكن لا يكفيهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وهم في الغالب يعملون ولكن لا يحصلون على أجر كافٍ لإعالة أنفسهم وأسرهم.

تعتبر الزكاة مصدر دخل أساسي للفقراء والمساكين، وتساعدهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين ظروف معيشتهم.

العاملين عليها:

العاملين عليها هم الذين يعملون في إدارة وتوزيع زكاة المال، مثل اللجان والهيئات الخيرية التي تتولى جمع وتوزيع الزكاة على مستحقيها.

يستحق العاملين عليها جزءًا من الزكاة مقابل عملهم وجهدهم في جمع وتوزيع الزكاة، وذلك لضمان حسن إدارتها وتوزيعها.

يجب أن يكون العاملين عليها أمناء ومخلصين في عملهم، وأن يتقوا الله في توزيع الزكاة على مستحقيها.

المؤلفة قلوبهم:

المؤلفة قلوبهم هم الأشخاص الذين يكسبون قلوبهم إلى الإسلام، وذلك عن طريق الدعوة إلى الله تعالى وحسن التعامل معهم وبذل الخير لهم.

قد يكون المؤلفة قلوبهم من غير المسلمين الذين يميلون إلى الإسلام ولكنهم لم يعلنوا إسلامهم بعد، وقد يكونون من المسلمين الجدد الذين يحتاجون إلى الدعم والمساندة حتى يثبتوا على دينهم.

تُصرف الزكاة إلى المؤلفة قلوبهم من أجل كسب قلوبهم إلى الإسلام وتثبيتهم على الدين.

الرقاب:

الرقاب هم العبيد الذين يسعون إلى شراء حريتهم، وقد فرض الإسلام تحرير الرقاب من الزكاة تشجيعًا للمسلمين على تحرير العبيد.

ينبغي تحرير الرقيق الذي يسعى إلى شراء حريته ويُعجز عن دفعه، وتُصرف زكاة المال من أجل شراء الرقيق وعتقه.

يجب أن يكون الرقيق الذي يُشترى من زكاة المال مسلمًا، وذلك لأن تحرير العبيد المسلمين أولى من تحرير العبيد غير المسلمين.

الغارمون:

الغارمون هم الأشخاص الذين وقعوا في ديون لا يستطيعون سدادها، وذلك بسبب الكوارث الطبيعية أو المرض أو فقدان العمل أو غير ذلك من الأسباب.

تُصرف الزكاة إلى الغارمين لسداد ديونهم وتخفيف أعبائهم المالية، وذلك لتمكينهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية.

يجب أن يكون الغارمون من المسلمين المؤمنين، وأن يكونوا صادقين في ديونهم وأن يكونوا غير قادرين على سدادها.

في سبيل الله:

يُصرف جزء من زكاة المال في سبيل الله، وذلك في الأمور التي تعود بالنفع على المسلمين مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام وغيرها من المشاريع الخيرية.

يُصرف جزء من زكاة المال أيضًا في الدعوة إلى الإسلام ونشر تعاليمه بين الناس، وذلك من خلال دعم الدعاة وإرسالهم إلى المناطق التي يحتاجون إليها.

يُصرف جزء من زكاة المال أيضًا في الجهاد في سبيل الله، وذلك من خلال دعم المجاهدين وتوفير السلاح والعتاد لهم.

ابن السبيل:

ابن السبيل هو الشخص الذي يكون في سفر بعيد عن وطنه وينفد ماله، وذلك بسبب السرقة أو الضياع أو المرض أو غير ذلك من الأسباب.

يُصرف جزء من زكاة المال إلى ابن السبيل لمساعدته على إكمال سفره والوصول إلى وطنه، وذلك لضمان سلامته وراحته.

يجب أن يكون ابن السبيل مسلمًا مؤمنًا وأن يكون صادقًا في حاجته وأن يكون غير قادر على إكمال سفره بدون مساعدة.

الخاتمة:

مصارف زكاة المال هي ثمانية وهي الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، وتعتبر الزكاة من أهم العبادات التي لها أثر كبير في تنمية وتطوير المجتمع الإسلامي؛ لأنها تعمل على توزيع الثروة وتخفيف حدة الفقر وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع، وقد حدد الشارع الحكيم مصارف زكاة المال التي يجوز توزيعها على الفئات المستحقة لتطهير أموال المسلمين وتزكيتها وتنميتها ومساندة الفئات المستحقة.

أضف تعليق