النذر هو التزام المكلف على نفسه بعمل معين لله تعالى، كأن يقول: لله عليّ أن أصوم غداً. والنذر من العبادات الواردة في الشريعة الإسلامية، وقد حثّ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة.
أنواع النذر:
1. النذر المطلق: وهو النذر الذي لا يشترط فيه شيء، مثل أن يقول: لله عليّ صيام.
2. النذر المقيد: وهو النذر الذي يشترط فيه شيء، مثل أن يقول: لله عليّ أن أصوم غداً إن شاء الله.
3. النذر المعين: وهو النذر الذي يحدد فيه نوع العمل الملتزم به، مثل أن يقول: لله عليّ أن أتصدق بمبلغ معين من المال.
4. النذر المجهول: وهو النذر الذي لا يحدد فيه نوع العمل الملتزم به، مثل أن يقول: لله عليّ أن أفعل خيراً.
5. النذر اللازم: وهو النذر الذي يجب الوفاء به، ولا يجوز العدول عنه، مثل أن يقول: لله عليّ أن أصوم غداً.
6. النذر غير اللازم: وهو النذر الذي يجوز العدول عنه، مثل أن يقول: لله عليّ أن أصوم غداً إن شاء الله.
7. النذر المعلق: وهو النذر الذي يعلق وقوعه على وقوع أمر آخر، مثل أن يقول: لله عليّ أن أصوم غداً إن نجحت في الامتحان.
حكم النذر:
1. النذر المطلق واجب الوفاء به: لقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}.
2. النذر المقيد جائز الوفاء به: لقوله تعالى: {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
3. النذر المعين واجب الوفاء به: لقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.
4. النذر المجهول لا يجب الوفاء به: لقوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
5. النذر اللازم لا يجوز العدول عنه: لقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}.
6. النذر غير اللازم يجوز العدول عنه: لقوله تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}.
7. النذر المعلق لا يقع إلا بوقوع المعلق عليه: لقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
شروط النذر:
1. أن يكون الناذر مكلفاً: فلا يصح نذر الصبي والمجنون.
2. أن يكون الناذر عاقلاً: فلا يصح نذر السكران والمغمى عليه.
3. أن يكون الناذر مختاراً: فلا يصح نذر المكره والمضطر.
4. أن يكون الناذر عالماً بحكم النذر: فلا يصح نذر الجاهل بحكمه.
5. أن يكون الناذر قادراً على الوفاء بالنذر: فلا يصح نذر من يعلم أنه لا يستطيع الوفاء به.
الحكمة من النذر:
1. تقوية الإرادة والعزيمة: فالنذر هو التزام المكلف على نفسه بعمل معين لله تعالى، وهذا يجعله أكثر إصراراً على أداء هذا العمل.
2. تحقيق التقوى: فالنذر هو من الأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وتجعله أكثر خشية منه.
3. كفارة الذنوب: فالنذر من الأعمال التي يكفر بها العبد ذنوبه.
4. قضاء الحوائج: فالنذر من الأعمال التي يقضي الله بها حوائج عباده.
آداب النذر:
1. أن يكون النذر لله تعالى وحده: فلا يجوز النذر لغير الله تعالى.
2. أن يكون النذر خيراً: فلا يجوز النذر بفعل معصية أو ترك واجب.
3. أن يكون النذر سهلاً: فلا يجوز النذر بما لا يستطيع الوفاء به.
4. أن يكون النذر مأذوناً فيه: فلا يجوز النذر بما لا يجوز فعله شرعاً.
5. أن يكون النذر معيناً: فلا يجوز النذر بما لا يعلم حقيقته.
خاتمة:
النذر من العبادات التي حثّ عليها الإسلام، وهو من الأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى. ويجب على المسلم أن يلتزم بشروط النذر وآدابه، وأن يوفي بما نذر.