موضوع عن بر الوالدين قصير جدا

موضوع عن بر الوالدين قصير جدا

مقدمة:

بر الوالدين من أهم القيم الأخلاقية التي أمرنا بها الله تعالى في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم. وقد أكد الإسلام على ضرورة بر الوالدين وجعله من أهم صور الإحسان إلى الناس. فبر الوالدين هو طاعتهما والإحسان إليهما بالقول والفعل، والرفق بهما، وتقديم المساعدة لهما، والدعاء لهما بالخير.

أهمية بر الوالدين:

يعتبر بر الوالدين من أهم القيم الأخلاقية التي يجب على كل مسلم الالتزام بها. وذلك لأن الوالدين هما سبب وجودنا في هذه الحياة، وقد بذلا الكثير من الجهد والتضحيات لتربيتنا ورعايتنا. لذلك، فإن برهما هو أقل ما يمكن أن نقدمه لهما. ومن فوائد بر الوالدين:

– رضا الله تعالى: فبر الوالدين هو سبب لنيل رضا الله تعالى، وقد وعد الله تعالى المحسنين إلى والديه بالجنة، فقال سبحانه وتعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا فلما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}.

-دوام البركة في العمر والمال: فبر الوالدين هو مفتاح البركة في العمر والمال، وقد وعد الله تعالى المبرين لوالديهم بطول العمر وكثرة المال، فقال سبحانه وتعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تقتلون أولادكم ولا تأكلون مما تكسبون به أيدي زوجاتكم شركاء لكم ولم نطعكم إلا قليلًا منكم وكنتم عن ميثاقكم معرضين وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدًا وادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين}.

– محبة الناس: فالمبر لوالديه يحبه الناس ويقدرونه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة يحبهم الله ويحبهم الناس: المتصدق بصدقته وهو محصن، والمجاهد في سبيل الله، والبار بوالديه”.

آداب بر الوالدين:

هناك العديد من الآداب والسنن التي يجب مراعاتها عند بر الوالدين، ومن أهمها:

– طاعة الوالدين: يجب على الأبناء طاعة والديهم في كل الأمور المباحة، وعدم مخالفتهما إلا في الأمور المحرمة. وقد قال الله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا}.

– الإحسان إلى الوالدين: يجب على الأبناء الإحسان إلى والديهما بالقول والفعل، والإكثار من الدعاء لهما بالخير والرحمة. وقد قال الله تعالى: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.

-رعايتهما في الكبر: عندما يكبر الوالدان ويصبحان غير قادرين على رعاية نفسيهما، يجب على الأبناء رعايتهما والاهتمام بهما وتوفير كل ما يحتاجانه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عال جارين مسلمين لله وجهًا، كتب من أبرار هذه الأمة، ومن عال يتيمين لله وجهًا، كتب من صلحاء هذه الأمة، ومن عال ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو ثلاث بنات أخ، أو ثلاث بنات أخت، أجرهن عليه الجنة”.

بر الوالدين بعد وفاتهما:

لا يقتصر بر الوالدين على حياتهما فقط، بل يجب على الأبناء الاستمرار في برهما بعد وفاتهما. ومن أهم صور بر الوالدين بعد وفاتهما:

– الدعاء لهما: يجب على الأبناء الدعاء لوالديهم بعد وفاتهما والاستغفار لهما. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

-صلة أقاربهما: يجب على الأبناء صلة أقارب والديهم بعد وفاتهما، وصلة رحمهما. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه”.

-إكرام أصدقائهما: يجب على الأبناء إكرام أصدقاء والديهم بعد وفاتهما، ومعاملتهم بالمعروف. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكرم صديق والده بعد موته فقد وصل رحمه”.

أسباب عقوق الوالدين:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى عقوق الوالدين، ومن أهمها:

– قلة الوازع الديني: فمن لا يؤمن بالله تعالى ولا يخشى عذابه، فإنه لا يبالي بمعاملة والديه بالإحسان والبر.

– ضعف التربية: فالأبناء الذين لم يتلقوا تربية صالحة في طفولتهم، قد لا يكون لديهم الإحساس بالمسؤولية تجاه والديهم.

– الجهل بحقوق الوالدين: فمن لا يعرف حقوق والديه وواجباته تجاههما، قد لا يحسن معاملتهما.

– الظروف الاجتماعية والاقتصادية: فقد تؤدي الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة إلى عقوق الوالدين، عندما يكون الأبناء غير قادرين على توفير احتياجات والديهم.

عواقب عقوق الوالدين:

لعقوق الوالدين عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، ومن أهمها:

– غضب الله تعالى: فعاق الوالدين من أكبر الكبائر التي يغضب الله تعالى منها، وقد توعد الله تعالى عاق الوالدين بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة.

-لعنة الوالدين: فلعنة الوالدين من أشد اللعنات التي قد تصيب الإنسان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة دعوات لا ترد: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”.

– سوء الخاتمة: فعاق الوالدين قد يموت على غير توبة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وعقه كفر”.

– عدم البركة في العمر والمال: فعاق الوالدين قد يكون سببًا في قلة البركة في العمر والمال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المنان بما أعطى، والمدمن على الخمر، والعاق لوالديه”.

الخاتمة:

بر الوالدين من أهم القيم الأخلاقية التي يجب على كل مسلم الالتزام بها. فبر الوالدين هو سبب لنيل رضا الله تعالى، ودوام البركة في العمر والمال، ومحبة الناس. وأن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي يغضب الله تعالى منها، وله عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة. ولذلك، يجب على كل مسلم أن يحسن معاملة والديه، ويبرهما في حياتهما وبعد وفاتهما.

أضف تعليق