مقدمة:
الوضوء هو أحد أهم الفرائض الإسلامية التي يجب الالتزام بها قبل أداء الصلوات المفروضة وغيرها من العبادات التي تستلزم الطهارة، والإفرازات المهبلية هي أحد الأمور التي قد تطرأ على المرأة وتثير تساؤلات حول بطلان الوضوء من عدمه. وفي هذا المقال، سنتعرف على آراء العلماء وخاصة ابن باز في مسألة هل إفرازات المهبل تبطل الوضوء أم لا.
أولاً: تعريف الإفرازات المهبلية:
الإفرازات المهبلية هي سائل طبيعي يتم إنتاجه في المهبل لدى النساء، وهي ليست بوله ولا مني، وتتكون من خلايا مهبلية وخلايا من عنق الرحم والمخاط والبكتيريا المفيدة التي تساعد على الحفاظ على صحة المهبل، وقد تختلف كمية ولون ورائحة الإفرازات المهبلية تبعًا للدورة الشهرية وعوامل أخرى.
ثانيًا: أقوال العلماء في بطلان الوضوء بالإفرازات المهبلية:
اختلف العلماء في مسألة هل إفرازات المهبل تبطل الوضوء أم لا، وقد وردت أقوال متعددة في هذا الصدد، ومن أبرزها:
1. قول ابن باز:
يرى الشيخ ابن باز أن الإفرازات المهبلية لا تبطل الوضوء، وذلك لأنها ليست بوله ولا مني، وهي مجرد سوائل طبيعية تفرزها المرأة، وقد قال ابن باز في إحدى فتاويه: “الإفرازات المهبلية عند النساء لا تبطل الوضوء، والصحيح أنها طاهرة، وأنها لا توجب الوضوء”.
2. قول الشيخ ابن عثيمين:
يوافق الشيخ ابن عثيمين رأي الشيخ ابن باز، ويقول إن الإفرازات المهبلية لا تبطل الوضوء، لأنها ليست من النجاسات التي ذكرت في القرآن الكريم أو السنة النبوية. وقال الشيخ ابن عثيمين: “الإفرازات المهبلية ليست نجاسة، ولا تبطل الوضوء، لأنها ليست من البول أو الغائط أو المذي أو الودي أو الحيض أو النفاس”.
3. قول جمهور الفقهاء:
يرى جمهور الفقهاء أن الإفرازات المهبلية لا تبطل الوضوء، واستدلوا على ذلك بأنها ليست من النجاسات التي ذكرت في القرآن الكريم أو السنة النبوية، وأنها مجرد سوائل طبيعية تفرزها المرأة. وقال جمهور الفقهاء: “الإفرازات المهبلية ليست نجاسة، ولا تبطل الوضوء، لأنها ليست من البول أو الغائط أو المذي أو الودي أو الحيض أو النفاس”.
ثالثًا: ما الذي يبطل الوضوء عند المرأة؟
هناك عدة أمور تبطل الوضوء عند المرأة، ومنها:
1. خروج البول أو الغائط:
يخرج البول والغائط من المسالك البولية والشرج، وهما نجاستان تبطلان الوضوء.
2. خروج المذي أو الودي:
المذي هو سائل شفاف أو أبيض يخرج من الذكر عند الإثارة الجنسية، والودي هو سائل شفاف أو مصفر يخرج من الذكر بعد البول، وكلاهما نجسان يبطلان الوضوء.
3. الحيض والنفاس:
الحيض هو الدم الذي ينزل من الرحم في أوقات معينة كل شهر، والنفاس هو الدم الذي ينزل من الرحم بعد الولادة، وكلاهما نجسان يبطلان الوضوء.
رابعًا: كيفيّة الطهارة من الإفرازات المهبلية:
إذا تلوثت المرأة بالإفرازات المهبلية، فيجب عليها أن تتطهر منها قبل أداء الصلاة أو أي عبادة أخرى تتطلب الطهارة، وذلك عن طريق غسل الفرج بالماء النظيف حتى يزول أثر الإفرازات المهبلية، ولا يلزمها أن تغسل جميع جسدها، لأن الإفرازات المهبلية ليست نجاسة.
خامسًا: حكم الصلاة مع الإفرازات المهبلية:
إذا تلوثت المرأة بالإفرازات المهبلية أثناء الصلاة، فلا يجب عليها أن تقطع الصلاة وتعيد الوضوء والصلاة من جديد، بل تكمل الصلاة حتى تنتهي، لأن الإفرازات المهبلية ليست نجاسة ولا تبطل الصلاة.
سادسًا: متى يجب على المرأة أن تتوضأ من جديد؟
يجب على المرأة أن تتوضأ من جديد إذا خرج منها بول أو غائط أو مذي أو ودي أو حيض أو نفاس، أو إذا تلوثت بنجاسة أخرى، أما الإفرازات المهبلية فلا تبطل الوضوء ولا تستوجب الوضوء من جديد.
سابعًا: الخلاصة:
الإفرازات المهبلية هي سائل طبيعي يتم إنتاجه في المهبل لدى النساء، وهي ليست بوله ولا مني، ولا تبطل الوضوء، وقد اتفق جمهور الفقهاء على أن الإفرازات المهبلية لا تبطل الوضوء، وإذا تلوثت المرأة بالإفرازات المهبلية، فيجب عليها أن تتطهر منها قبل أداء الصلاة أو أي عبادة أخرى تتطلب الطهارة، وذلك عن طريق غسل الفرج بالماء النظيف حتى يزول أثر الإفرازات المهبلية، ولا يلزمها أن تغسل جميع جسدها، لأن الإفرازات المهبلية ليست نجاسة.