هل أسلم النجاشي ملك الحبشة؟
مقدمة:
النجاشي هو لقب يطلق على ملوك الحبشة، وقد عُرف الكثير من الملوك بهذا اللقب، ومن أشهرهم النجاشي الذي أسلم على يد الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، وقد كان إسلام النجاشي حدثًا مهمًا في تاريخ الإسلام، حيث كان أول ملك غير عربي يعتنق الإسلام، وقد كان لهذا الحدث آثار كبيرة على انتشار الإسلام في إفريقيا.
قصة إسلام النجاشي:
عندما هاجر المسلمون إلى الحبشة هربًا من بطش قريش، وجدوا في النجاشي ملجأ آمنًا، فقد استقبلهم النجاشي بحفاوة، وأكرم وفادتهم، وأعطاهم الأمان على أنفسهم وأموالهم.
وعندما علمت قريش بإسلام النجاشي، أرسلت إليه وفدًا يرأسه عمرو بن العاص، وذلك لإقناعه بإخراج المسلمين من الحبشة، إلا أن النجاشي رفض طلب قريش، وقال لهم: “لن أخرج من بلادي من جاء مستجيرًا بي”.
وبعد ذلك، أرسلت قريش وفدًا آخر يرأسه أبو سفيان بن حرب، وذلك لإقناع النجاشي بتسليم المسلمين إليهم، إلا أن النجاشي رفض طلب قريش مرة أخرى، وقال لهم: “لن أسلم إليكم من جاءني مستجيرًا بي”.
أسباب إسلام النجاشي:
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى إسلام النجاشي، ومن أهمها:
أخلاقه الحميدة: كان النجاشي معروفًا بأخلاقه الحميدة، وكان عادلاً في حكمه، وكان يحب الحق والعدل، وكان يكره الظلم والعدوان.
سماحة الإسلام: عندما عرف النجاشي الإسلام، وجد فيه دينًا سماويًا يدعو إلى العدل والمساواة والرحمة، وهذا ما أعجبه في الإسلام ودفعه إلى اعتناقه.
حكمة المسلمين: عندما هاجر المسلمون إلى الحبشة، وجد النجاشي فيهم أناسًا حكماء، يتحلون بالأخلاق الحميدة، وهذا ما زاد إعجابه بالإسلام ودفعه إلى اعتناقه.
الدلائل على إسلام النجاشي:
هناك العديد من الدلائل التي تؤكد إسلام النجاشي، ومن أهمها:
روى الإمام البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صلى على أصحابي الذين خرجوا إلى أرض الحبشة، فإنهم خرجوا وفيهم أصحاب بدر”.
روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “موت مسيح بحق، ونجاشي اصحابنا، وحق له”.
روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كان يعم الحبشة رجل صالح، يقال له النجاشي، فإذا مات فأعلموني”.
آثار إسلام النجاشي:
كان لإسلام النجاشي آثار كبيرة على انتشار الإسلام في إفريقيا، ومن أهمها:
فتح باب الدعوة إلى الإسلام في إفريقيا: بعد إسلام النجاشي، أصبح من السهل على المسلمين الدعوة إلى الإسلام في إفريقيا، حيث كان النجاشي داعمًا قويًا للمسلمين وكان يوفر لهم الحماية والأمان.
انتشار الإسلام في الحبشة: بعد إسلام النجاشي، انتشر الإسلام في الحبشة بشكل كبير، وأصبح الإسلام دين الدولة الرسمي في الحبشة.
انتشار الإسلام في شرق إفريقيا: بعد إسلام النجاشي، انتشر الإسلام في شرق إفريقيا، حيث هاجر العديد من الصحابة إلى شرق إفريقيا ونشروا الإسلام هناك.
خاتمة:
إن إسلام النجاشي كان حدثًا مهمًا في تاريخ الإسلام، حيث كان أول ملك غير عربي يعتنق الإسلام، وقد كان لهذا الحدث آثار كبيرة على انتشار الإسلام في إفريقيا.