هل الإفرازات البيضاء تنقض الوضوء إسلام ويب

هل الإفرازات البيضاء تنقض الوضوء إسلام ويب

هل الإفرازات البيضاء تنقض الوضوء؟

مقدمة:

الوضوء هو أحد أهم أركان الصلاة، وهو شرط لصحتها، وقد فرضه الله -تعالى- على المسلمين قبل كل صلاة، وقد حدد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مبطلات الوضوء، ومنها خروج أي شيء من السبيلين، فهل الإفرازات البيضاء التي تخرج من المرأة تنقض الوضوء؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أولاً: تعريف الإفرازات البيضاء:

الإفرازات البيضاء هي سائل لزج أبيض أو شفاف، تفرزه غدد عنق الرحم لدى المرأة، وهي جزء طبيعي من الدورة الشهرية، وتكون في الغالب غير ضارة، وغالبًا ما تكون خفيفة ولا تسبب أي مشاكل، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون الإفرازات البيضاء علامة على وجود مشكلة صحية، مثل عدوى الخميرة أو التهاب المهبل، لذلك من المهم استشارة الطبيب إذا كانت الإفرازات البيضاء مفرطة أو مصحوبة بأعراض أخرى، مثل الحكة أو الحرق.

ثانياً: هل الإفرازات البيضاء تنقض الوضوء؟

اختلف العلماء في حكم الإفرازات البيضاء، فقال بعضهم أنها تنقض الوضوء، وقال آخرون أنها لا تنقضه، والصحيح أنها لا تنقض الوضوء، وذلك لأنها ليست من الحيض ولا من النفاس، ولا من السلس، وهي ليست من الأشياء التي تبطل الوضوء، وقد ورد عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: “كنت أرى المذي الأصفر على ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيصلي ولا يغسله”، والمذي هو سائل أبيض لزج يخرج من الرجل عند الاستثارة الجنسية، وهو يشبه الإفرازات البيضاء إلى حد كبير، وهذا يدل على أن الإفرازات البيضاء لا تنقض الوضوء.

ثالثاً: أقوال العلماء في حكم الإفرازات البيضاء:

ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى أن الإفرازات البيضاء لا تنقض الوضوء، وذلك استناداً إلى ما ورد عن أم سلمة -رضي الله عنها-، وذهب بعض الفقهاء الآخرين إلى أن الإفرازات البيضاء تنقض الوضوء، وذلك لأنها سائل يخرج من أحد السبيلين، وهو ما يبطل الوضوء، وقد ورد عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: “كل ما خرج من أحد السبيلين فهو ناقض للوضوء”، ولكن جمهور الفقهاء لم يأخذوا بهذا القول لأن الإفرازات البيضاء ليست من الحيض ولا من النفاس ولا من السلس، وهي ليست من الأشياء التي تبطل الوضوء.

رابعاً: متى تنقض الإفرازات البيضاء الوضوء؟

تنقض الإفرازات البيضاء الوضوء إذا كانت مصحوبة برائحة كريهة أو لون غير عادي، وذلك لأنها تكون في هذه الحالة دليلاً على وجود مشكلة صحية، مثل عدوى الخميرة أو التهاب المهبل، كما تنقض الإفرازات البيضاء الوضوء إذا كانت مفرطة، وذلك لأنها تكون في هذه الحالة دليلاً على وجود مشكلة صحية، أو أنها تكون في فترة الحيض أو النفاس.

خامساً: كيفية التمييز بين الإفرازات البيضاء والإفرازات الأخرى:

يمكن التمييز بين الإفرازات البيضاء والإفرازات الأخرى من خلال عدة أمور، منها:

1. اللون: تكون الإفرازات البيضاء عادةً بيضاء أو شفافة، بينما تكون الإفرازات الأخرى عادةً صفراء أو خضراء أو بنية.

2. الرائحة: تكون الإفرازات البيضاء عادةً عديمة الرائحة، بينما تكون الإفرازات الأخرى عادةً ذات رائحة كريهة.

3. الكمية: تكون الإفرازات البيضاء عادةً خفيفة، بينما تكون الإفرازات الأخرى عادةً أكثر كثافة.

4. القوام: تكون الإفرازات البيضاء عادةً لزجة، بينما تكون الإفرازات الأخرى عادةً أكثر سمكًا أو أكثر سيولة.

سادساً: متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب استشارة الطبيب إذا كانت الإفرازات البيضاء مفرطة، أو مصحوبة برائحة كريهة أو لون غير عادي، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى، مثل الحكة أو الحرق، وذلك لأنها قد تكون علامة على وجود مشكلة صحية، مثل عدوى الخميرة أو التهاب المهبل.

سابعاً: خاتمة:

الوضوء هو أحد أهم أركان الصلاة، وهو شرط لصحتها، وقد حدد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مبطلات الوضوء، ومنها خروج أي شيء من السبيلين، وقد اختلف العلماء في حكم الإفرازات البيضاء، فقال بعضهم أنها تنقض الوضوء، وقال آخرون أنها لا تنقضه، والصحيح أنها لا تنقض الوضوء، إلا إذا كانت مصحوبة برائحة كريهة أو لون غير عادي، أو إذا كانت مفرطة، أو إذا كانت في فترة الحيض أو النفاس.

أضف تعليق